بدأ مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) ويليام بيرنز زيارة إلى إسرائيل، الأحد، لإجراء مناقشات مع قادة ومسؤولي الاستخبارات، وهي المحطة الأولى في جولة تشمل دولاً أخرى في المنطقة، يبحث خلالها ملفات عدة، أهمها الأسرى المحتجزون في غزة، والهدنة الإنسانية.
وتأتي زيارة ويليام بيرنز إلى تل أبيب في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة حث إسرائيل على اتباع نهج دقيق في مهاجمة "حماس"، والسماح بتوقف القتال لفترات مؤقتة، وبذل جهود أكبر لتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين، وفق ما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
وتسعى واشنطن أيضاً من خلال هذه الزيارة إلى توسيع تبادل المعلومات الاستخبارية مع إسرائيل، وتوفير معلومات قد تكون مفيدة حول مواقع الأسرى، أو أي هجمات لاحقة من قبل "حماس".
وقال مسؤول أميركي مطلع للصحيفة إن "بيرنز يعتزم تعزيز الالتزام الأميركي بالتعاون الاستخباراتي مع الشركاء في المنطقة" خلال هذه الزيارة، مضيفاً أنه "سيسافر إلى عدد من دول الشرق الأوسط لإجراء مناقشات حول الوضع في غزة، ومفاوضات الأسرى الجارية، وأهمية منع اتساع الحرب".
وقال مسؤول أميركي لموقع "أكسيوس"، إن من المقرر أن يجتمع بيرنز مع عدد من نظرائه في الشرق الأوسط ومسؤولين محليين، من أجل "مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الوضع في غزة، ودعم المفاوضات بشأن الرهائن".
رجل ثقة بايدن
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن مدير CIA بيرنز يعتبر أحد الأصوات الأكثر ثقة لدى إدارة الرئيس جو بايدن فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط، إذ أصبح بمثابة "دبلوماسي متجول متخصص في حل مشكلات البيت الأبيض".
ومن المقرر أن يزور بيرنز الأردن، حيث شغل سابقاً منصب سفير الولايات المتحدة في الفترة التي توفي فيها الملك الحسين، واعتلى خلالها الملك عبد الله العرش.
وأفاد موقع "أكسيوس" بأن من المتوقع أن يزور بيرنز قطر أيضاً، والتي تلعب دوراً رئيسياً في المحادثات الرامية إلى إطلاق سراح الأسرى في غزة، ومصر، التي تلعب دوراً رئيسياً في الجهود الرامية إلى إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وزار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إسرائيل، الجمعة، كما عقد اجتماعاً في العاصمة الأردنية عمان، السبت، مع 5 وزراء خارجية عرب (السعودية والأردن والإمارات ومصر وقطر)، حيث ناقش الحرب في غزة. كما زار، الأحد، العراق قبل أن يسافر إلى تركيا.
ويزور بيرنز تل أبيب وسط انتقادات شديدة لقادة الاستخبارات في إسرائيل؛ بسبب فشلهم في اكتشاف هجوم "حماس" قبل وقوعه.
وذكرت "نيويورك تايمز" أن هناك "توترات" بين المسؤولين الإسرائيليين ونظرائهم الأميركيين، بسبب دفع الولايات المتحدة إسرائيل إلى تبني حملة عسكرية تركز بشكل أكبر على تقليل الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين.
وكان مسؤول كبير بالإدارة الأميركية ذكر، السبت، أن إدارة بايدن تبذل جهوداً مكثفة للإفراج عن الأسرى الذين تحتجزهم حركة "حماس" في قطاع غزة، ولكن لا يوجد ضمان لنجاح ذلك المسعى أو إطار زمني لتحقيقه.
وذكر مسؤولان أميركيان أن واشنطن نفذت طلعات بطائرات استطلاع مسيرة في سماء غزة بحثاً عن الأسرى الذين احتجزتهم حركة "حماس" خلال هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر.