تايوان.. المعارضة تتحد لاختيار مرشح رئاسي "توافقي"

اتفقت أحزاب المعارضة في تايوان، الأربعاء، على تنظيم حملة مشتركة في الانتخابات الرئاسية المقررة في يناير من العام المقبل، ما يمهد الطريق لإجراء تغيير جذري في السباق الانتخابي، في خضم التوترات مع الصين، وفق "بلومبرغ".

واجتمع ممثلون عن حزبي "كومينتانج"، و"الشعب التايواني"، وتركزت المحادثات بشأن كيفية تحديد أي من المرشحين ينبغي أن يخوض غمار الانتخابات الرئاسية.

واتفق حزبا "كومينتانج" الذي يمثّله هو يو إيه، و"الشعب التايواني" ويمثّله كو وين جي، على مقارنة نتائج استطلاعات الرأي العامة والداخلية التي أجريت بين 7 و17 نوفمبر الجاري، لتحديد المرشح الذي لديه الفرصة الأكبر للفوز، حسبما جاء في بيان مشترك.

وجاء في البيان أن الحزبين اتفقا على تشكيل حكومة مشتركة حال فوزهما في الانتخابات، وإذا كانت الفجوة بين نتائج الاقتراع المجمعة للمرشحَين تقع ضمن هامش الخطأ، فسيتم اعتبار "هو يو إيه" فائزاً، على أن تُعلن النتيجة السبت.

وتعد تلك المحادثات تتويجاً لشهور من المفاوضات المتقطعة بين مرشحي المعارضة، الذين تعثروا في السابق بشأن أي من المرشحين يجب أن يتصدر القائمة، كما أن أمام المرشحين مهلة حتى 24 نوفمبر للتسجيل رسمياً في انتخابات يناير 2024.

إعادة تشكيل الانتخابات

وترى "بلومبرغ" أن حملة المعارضة المشتركة ستعيد تشكيل الانتخابات التي يمكن أن تؤثر في الجغرافيا السياسية العالمية لسنوات قادمة، إذ إن تايوان كانت في طليعة العلاقات المشحونة بشكل متزايد بين الصين والولايات المتحدة.

وتعتبر الصين، تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، ولم تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها، فيما تعهد صانعو السياسة في واشنطن بمساعدة تايبيه في الدفاع عن نفسها من أي هجوم.

وعلى الرغم من أن مرشح "الحزب الديمقراطي التقدمي" الحاكم وليام لاي كان متقدماً في استطلاعات الرأي باستمرار، إلا أن حملة المعارضة المشتركة التي تنطلق قبل أقل من شهرين على يوم الاقتراع، من شأنها أن تشكل تهديداً مشروعاً لآماله في الفوز.

ويستفيد "لاي" حتى الآن من انقسام المعارضة ليتصدر معظم استطلاعات الرأي، إذ حصل على نسبة دعم تبلغ 33%، وفقاً لأحدث استطلاع أجرته قناة TVBS، بينما احتل "كو" المركز الثاني بنسبة 24%، فيما حصل مؤسس "Foxconn Technology Group" تيري جو على دعم 8% من المشاركين.

ومن المحتمل أن يؤدي التحالف بين حزبي "كومينتانج"، و"الشعب التايواني" إلى ترك "تيري" في مأزق بعد أن طرح المرشح الرئاسي المستقل أيضاً فكرة التعاون مع "كو".

ويميل حزب "كومينتانج" لإقامة علاقات وثيقة مع الصين، بينما يناصر الحزب "الديمقراطي التقدمي" الحاكم احتفاظ تايوان بهوية مستقلة.