أظهر تقرير صادر عن الأمم المتحدة، الاثنين، أن التعهدات الحالية للدول المتعلقة بالانبعاثات ومواجهة تغير المناخ، لا تزال تنذر بارتفاع درجات الحرارة في العالم بنحو 3 درجات مئوية في هذا القرن.
وأشار تقرير فجوة الانبعاثات السنوي إلى أن العالم في طريقه ليشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة بين 2.5 و2.9 درجة مئوية أعلى من مستويات ما قبل عصر الصناعة، إذا لم تعمل الحكومات على دعم العمل المناخي.
ويتوقع العلماء أن يشهد العالم عدة كوارث عند ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 3 درجات مئوية، بدءاً من ذوبان الصفائح الجليدية إلى جفاف غابات الأمازون المطيرة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش: "الاتجاهات الحالية تقود كوكبنا إلى ارتفاع حتمي في درجات الحرارة بمقدار 3 درجات مئوية".
وسيجتمع قادة العالم قريباً في دبي لحضور مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP 28) من أجل الحفاظ على الهدف الذي نصت عليه اتفاقية باريس، المتمثل في منع درجة الحرارة العالمية من الارتفاع أكثر من 1.5 درجة.
وذكر التقرير الأممي أن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري يجب أن تنخفض 42% على مستوى العالم بحلول عام 2030، لمنع درجات الحرارة من تجاوز عتبة 1.5 درجة.
قلق دولي
وقالت إنجر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة: "لدينا عمل كثير نقوم به؛ لأننا لسنا على الإطلاق في المكان الذي ينبغي أن نكون فيه"، و"علينا أن نخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشكل كبير".
وأضافت: "بالنظر إلى شدة التأثيرات المناخية التي نشهدها بالفعل، فإن أياً من هاتين النتيجتين غير مرغوب فيها"، في إشارة إلى النطاق الذي يراوح بين 2.5 و2.9 درجة مئوية.
وأبدى التقرير الذي نشر، الاثنين، قلقاً حيال "تسارع" عدد الأرقام القياسية التي حُطِّمَت على جبهة المناخ. وبات من شبه المؤكد أن 2023 هو العام الأكثر سخونة على الإطلاق في العالم، وفقا لبيانات مرصد كوبرنيكوس الأوروبي.
وقال برنامج الأمم المتحدة للبيئة: "في السيناريو الأكثر تفاؤلاً، فإن احتمال الحد من ارتفاع درجة الحرارة بحيث لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية هو 14% فقط".
وكررت منظمة الأمم المتحدة للبيئة ومقرها في نيروبي، أنه لتحقيق هذه الأهداف التي يصعب بلوغها بشكل متزايد، ينبغي وضع سياسات طموحة للغاية لخفض الانبعاثات، مع ضرورة "تعزيزها بشكل كبير".
تحذيرات من تدهور المناخ
وفي الرابع من الشهر الجاري، حذر فريق من العلماء من أن تغير المناخ يتسارع، وأن ارتفاع درجة حرارة الأرض سيتجاوز حد 1.5 درجة مئوية هذا العقد.
وتعهد اتفاق باريس عام 2015 بإبقاء ارتفاع درجة الحرارة العالمية في نطاق 1.5 درجة مئوية فوق مستويات عصر ما قبل النهضة الصناعية، لكن بحثاً جديداً أعده فريق من العلماء بعضهم من إدارة الطيران والفضاء الأميركية "ناسا" وجامعة كولومبيا، يضيف أدلة تشير إلى أن هذا الهدف بات بعيد المنال.
ومعظم تصورات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ والتابعة للأمم المتحدة، تتوقع أن يتجاوز العالم حد 1.5 درجة مئوية خلال ثلاثينات القرن الحالي.
وزادت درجة حرارة الكوكب بالفعل قرابة 1.2 مئوية فوق مستوى عصر ما قبل الصناعة.
ويأتي التقرير الجديد بعد أشهر من ظواهر الطقس المتطرفة في أنحاء العالم، والتي شملت موجات حر في الصين وسيول عارمة في ليبيا.
وفي أكتوبر، ذكرت دراسة نُشرت في مجلة "نيتشر"، أن انبعاثات الكربون المتبقية، والتي يمكن للبشرية أن تتحمل إطلاقها مع إبقاء ظاهرة الاحتباس الحراري عند مستوى حرج قدره 1.5 درجة مئوية فوق مستويات عصر ما قبل الصناعة، قد تُسْتَنْفَد في غضون السنوات الست المقبلة.
وتؤكد هذه الدراسة الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات سريعة وغير مسبوقة لمكافحة تغير المناخ، والحد من آثاره المدمرة، وإبقاء احترار الكوكب عند "مستويات آمنة".