أعلنت القيادة المركزية للجيش الأميركي "CENTCOM"، السبت، أن مدمرة أميركية مزودة بصواريخ موجهة أسقطت 14 طائرة مسيرة أطلقتها جماعة "الحوثي" اليمنية في البحر الأحمر، فيما أعلنت شركات كبرى للشحن البحري وقف مرور سفنها عبر المنطقة، بعد تصاعد الهجمات.
وقالت القيادة في البيان: "في ساعات مبكرة من يوم 16 ديسمبر، نجحت مدمرة الصواريخ الموجهة الأميركية USS CARNEY (DDG 64) من فئة أرلي بيرك، التي تعمل في البحر الأحمر، في الاشتباك مع 14 نظاماً جوياً مسيراً تم إطلاقها كموجة طائرات مسيرة من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن".
وذكرت أنه "تم تقييم الأنظمة الجوية على أنها طائرات مسيرة هجومية انتحارية، وجرى إسقاطها دون أن يلحق أي ضرر بالسفن في المنطقة أو الإبلاغ عن إصابات"، لافتةً إلى أنه "جرى تنبيه الشركاء الإقليميين في البحر الأحمر إلى التهديد".
جاء ذلك بعد ساعات من إعلان المتحدث العسكري باسم جماعة "الحوثي" يحيى سريع، السبت، إطلاق "دفعة كبيرة" من الطائرات المسيرة باتجاه ما وصفها بـ"الأهداف الحساسة" في مدينة إيلات جنوب إسرائيل.
وكان موقع "أكسيوس" الأميركي أفاد الخميس، بأن وصول السفن إلى ميناء إيلات توقف بشكل شبه كامل، بسبب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
وهاجم الحوثيون، الجمعة، سفينتين وهددوا أخرى إذا لم تحوّل اتجاهها في جنوب البحر الأحمر، لكن لم يصب أحد من أطقم السفن الثلاث بأذى، بحسب بيان للقيادة المركزية الأميركية.
كما أعلنت بريطانيا أن إحدى مدمّراتها أسقطت، ليل الجمعة السبت، ما يُعتقد بأنها "مسيّرة هجومية كانت تستهدف الملاحة التجارية في البحر الأحمر".
ومنذ بدء الحرب في قطاع غزة، قبل أكثر من شهرين، هاجم الحوثيون، سفناً عدة في مسارات الشحن قرب باب المندب في البحر الأحمر، بزعم أنها مملوكة لشركات إسرائيلية أو متجهة إلى إسرائيل.
وتُبرر جماعة "الحوثي" الهجمات بأنها لإظهار الدعم للفلسطينيين، وتعهدت بمواصلتها لحين وقف إسرائيل حملتها العسكرية على قطاع غزة.
شركات شحن كبرى تعلق مرور سفنها
ومع تصاعد الهجمات، انضمت "إم إس سي ميديترينيان" (MSC)، أكبر شركة حاويات في العالم، إلى منافسيها في تحويل مسار سفنها بعيداً عن البحر الأحمر، بعد تعرض إحدى سفنها لهجوم.
وقالت الشركة، ومقرها سويسرا، في بيان على موقعها الإلكتروني: "قررنا عدم عبور سفن MSC عبر قناة السويس شرقاً وغرباً، وسيُعاد توجيه بعض الخدمات لتمر عبر طريق رأس الرجاء الصالح (جنوب إفريقيا) بدلاً من ذلك"، وأضافت أنه "لم ترد أنباء عن وقوع إصابات خلال الهجوم" على سفينتها، التي تعرضت "لبعض الأضرار الناجمة عن حريق، وخرجت من الخدمة".
كما أعلنت مجموعة الشحن الفرنسية (CMA CGM)، السبت، أنها أوقفت عبور جميع شحنات الحاويات من البحر الأحمر، موضحةً في بيان أن "الوضع يتدهور أكثر والمخاوف بشأن السلامة تتزايد".
وأضافت: "لذلك قررنا إصدار تعليمات لجميع سفن الحاويات التابعة لمجموعة (CMA CGM) في المنطقة التي من المقرر أن تمر من البحر الأحمر بالوصول إلى مناطق آمنة، وإيقاف رحلاتها في مياه آمنة فوراً حتى إشعار آخر".
وكانت شركتا "ميرسك" الدنماركية و"هاباج لويد" الألمانية للنقل البحري أعلنتا، الجمعة، تعليق مرور سفنها عبر مضيق باب المندب، وذلك بعد تعرضها إلى حوادث في البحر الأحمر.
قوة عمل بحرية
ودفع تصاعد الهجمات في البحر الأحمر، بالولايات المتحدة إلى التفكير في إنشاء قوة عمل بحرية في المنطقة، حيث اعتبر منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي، الجمعة، أن عبور سفن الشحن التجاري في البحر الأحمر أصبح حالياً "أكثر خطورة" بسبب هجمات الحوثيين، مشيراً إلى أن بلاده ستعلن المزيد من التفاصيل بشأن قوة العمل البحرية في الأيام المقبلة.
ولكن إيران حذرت الولايات المتحدة من هذه الخطوة، وقال وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني إن واشنطن "ستواجه مشاكل" إذا شكلت هذه القوة الدولية، مضيفاً أنه "لا يمكن لأحد التحرك في منطقة لدى إيران اليد العليا فيها".
وبحسب "رويترز"، تسلك حوالي 20 ألف سفينة كل عام هذا المسار البحري الذي يربط البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الهندي، فيما تجوب سفن حربية أميركية وفرنسية وبريطانية المنطقة، وقد أسقطت عدة صواريخ وطائرات مسيرة أطلقها الحوثيون.