خروج آخر جندي فرنسي من النيجر في ضربة لنفوذ باريس الإفريقي

time reading iconدقائق القراءة - 4
آخر مجموعة من القوات الفرنسية في النيجر تستعد للصعود على متن طائرة عسكرية لمغادرة البلاد، نيامي. 22 ديسمبر 2023 - Reuters
آخر مجموعة من القوات الفرنسية في النيجر تستعد للصعود على متن طائرة عسكرية لمغادرة البلاد، نيامي. 22 ديسمبر 2023 - Reuters
نيامي-رويترز

غادر آخر من تبقى من القوات الفرنسية، التي كانت قد نُشرت في النيجر للمساهمة في مكافحة تمرد مستمر منذ عشر سنوات في منطقة الساحل الإفريقي، أراضي البلاد الجمعة، في انسحاب يوجه ضربة أخرى لنفوذ باريس في غرب إفريقيا.

وجعل ضباط الجيش الذين استولوا على السلطة في النيجر في يوليو، خروج الجيش الفرنسي أحد مطالبهم الرئيسية على غرار المجلسين العسكريين في بوركينا فاسو ومالي المجاورتين اللتين قطعتا العلاقات الأمنية القائمة منذ فترة طويلة مع فرنسا بعد انقلابات وقعت بين عامي 2020 و2022.

وقال الملازم سليم إبراهيم "تاريخ اليوم... يمثّل نهاية عملية فك ارتباط القوات الفرنسية في منطقة الساحل"، وفق فرانس برس".

وأقيمت المراسم في قاعدة نيامي الجوية التي كانت تضم في أنحائها قاعدة جوية مؤقتة للقوات الفرنسية، استضافت قسماً من الجنود والملاحين الـ1500 الذين نشرتهم باريس في البلاد.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في سبتمبر، إن قوات يبلغ قوامها 1500 جندي ستنسحب من النيجر بحلول نهاية العام الجاري.

وجاء القرار عقب انسحاب كامل من مالي تم في أغسطس 2022 وإنهاء التعاون العسكري مع بوركينا فاسو في فبراير، في وقت واجهت فيه الدولتان زيادة في هجمات المتطرفين.

وغادرت الدفعة الأخيرة من الجنود في طائرتين عسكريتين، بحسب ما شاهد صحافي في وكالة فرانس برس. ولم تعلن الجهات المختصة وجهة الطائرتين.

وأوضح إبراهيم أن عملية فك الارتباط شملت "145 رحلة جوية" و"15 قافلة برية"، نقلت "زهاء 1500 عسكري".

وأشاد بـ"السير الحسن" لعملية فك الارتباط، مشيراً إلى عدم وقوع أي "حادث ذكر".

شريك أمني رئيسي

وقبل الانقلاب، كانت النيجر شريكاً أمنياً رئيسياً لفرنسا والولايات المتحدة، التي استخدمتها قاعدة للمساعدة في الحرب ضد جماعات تربطها صلات مع تنظيمي القاعدة و"داعش"، وأسفرت عن سقوط الآلاف وتشريد الملايين في أنحاء منطقة الساحل الإفريقي وخارجها.

ووقع الطرفان في نيامي عاصمة النيجر الجمعة، وثيقة إنهاء التعاون العسكري رسمياً بين فرنسا والنيجر.

واستقلت دفعة أخيرة من الجنود الفرنسيين، يرتدون الزي العسكري، ويحملون حقائب الظهر، طائرة عسكرية أقلعت بعد فترة وجيزة.

وتوترت العلاقات بين النيجر وفرنسا، مستعمرتها السابقة، بعد فترة قصيرة من انقلاب يوليو، عندما اندلعت عدة احتجاجات حول القاعدة العسكرية الفرنسية في النيجر. وتعرضت السفارة الفرنسية أيضاً لهجوم عقب ذلك.

وعلى خطى المجلسين العسكريين في مالي وبوركينا فاسو، أمر القادة العسكريون في النيجر الشرطة بطرد السفير الفرنسي.

وذكرت مصادر دبلوماسية الأسبوع الجاري، أن فرنسا قررت إغلاق سفارتها في نيامي لعدم قدرتها على القيام بمهامها الدبلوماسية؛ بسبب القيود التي فرضها المجلس العسكري.

تصنيفات

قصص قد تهمك