فاز الحزب "التقدّمي" الصربي الحاكم بزعامة الرئيس ألكسندر فوتشيتش بالانتخابات التشريعية والمحلية، التي جرت في 17 ديسمبر الماضي، بحصوله على 46.75%، بحسب نتائج نهائية نُشرت الأربعاء، في حين احتج تحالف المعارضة "صربيا ضد العنف"، على النتيجة، وندد بحصول عمليات "تزوير" بعد حصوله على 23.66% من الأصوات.
وتضمن هذه النتيجة للحزب الرئاسي (اليميني الشعبوي) الأغلبية المطلقة من مقاعد البرلمان، بحسب توقعاته.
ونُشرت النتائج الكاملة على الموقع الإلكتروني للجنة الانتخابية بعد تنظيم عملية تصويت جديدة في حوالى 30 مركز اقتراع، معظمها في مناطق ريفية، لا سيما بسبب "مخالفات".
وقالت اللجنة على موقعها الإلكتروني إن بطاقات الاقتراع فُرِزت في كل المراكز البالغ عددها 8 آلاف و723 في البلاد.
احتجاج على النتائج
ولم تقدّم اللجنة بعد تقريرها بشأن المقاعد، لكن الرئيس الصربي أعلن في 30 ديسمبر أن حزبه، الذي يتولى السلطة منذ العام 2012، سيحصل على أغلبية مطلقة على المستوى الوطني، أي 129، أو حتى 130 مقعداً في الجمعية الوطنية التي تضم 250 مقعداً.
وتشكّك المعارضة في نتائج الانتخابات مشيرةً إلى مخالفات عديدة. وأعقبت الانتخابات تظاهرات شبه يومية أمام مقر اللجنة الانتخابية وإغلاق طرق في بلجراد.
وقاطعت المعارضة الصربية أيضاً الانتخابات الجديدة التي نُظمت في 30 ديسمبر في حوالى 30 مركزاً، معتبرة أنها لن تكون كافية لحملها على قبول النتيجة العامة للانتخابات.
ودعا تحالف المعارضة الرئيسي الاتحاد الأوروبي إلى إجراء تحقيق دولي مستقل للتحقّق من اتهاماته بشأن حصول "مخالفات".
ورفض فوتشيتش الثلاثاء إمكان إجراء مثل هذا التحقيق، قائلاً إن الانتخابات "مسألة تخص مؤسسات الدولة (الصربية)".
"مخالفات انتخابية"
واعترضت المعارضة في البداية على نتيجة انتخابات المجلس البلدي لبلجراد، متهمة الحزب الحاكم بتنظيم نقل صرب البوسنة، حاملي الجنسيتين البوسنية والصربية، للتصويت في العاصمة بحافلات.
كما أفاد مراقبون دوليون، بينهم مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بحدوث "مخالفات" أثناء التصويت، بينها عمليات "شراء أصوات" و"إضافة أصوات (مزورة) في صناديق الاقتراع".
وأعربت دول غربية عدة عن قلقها بشأن العملية الانتخابية. وأوقف نحو ثلاثين متظاهراً، ما زال بعضهم رهن الاحتجاز.
وبلغت احتجاجات المعارضة، التي ضمت العديد من الطلاب والشباب، ذروتها في 24 ديسمبر، عندما حاول متظاهرون اقتحام مبنى بلدية بلغراد، قبل أن تتصدّى لهم الشرطة.
وخلال آخر تظاهرة كبرى في 30 ديسمبر، سار آلاف الصرب في بلغراد للمطالبة بإلغاء نتائج التصويت وتنظيم انتخابات جديدة في غضون 6 أشهر.