أعلن البنتاجون، الثلاثاء، خضوع وزير الدفاع لويد أوستن لعملية جراحية لعلاج إصابته سرطان البروستات، فيما قال البيت الأبيض إن "الرئيس جو بايدن لم يعلم بتشخيص الوزير بهذا المرض إلا اليوم الثلاثاء".
وتضاف هذه التطورات الأخيرة، إلى حالة الجدل التي صاحبت إخفاء أوستن خبر دخوله إلى المستشفى عن الرئيس جو بايدن وكبار مسؤولي البنتاجون، وسط ضغوط متزايدة يمارسها الكونجرس على البيت الأبيض بشأن تفاصيل القضية.
وأضاف متحدث باسم البيت الأبيض، أن "لا أحد" في إدارة بايدن "كان على علم أن أوستن مصاب بسرطان البروستات حتى اليوم"، بما في ذلك الرئيس نفسه، ولكنه أكد أن "بايدن له كامل الثقة بأوستن"، و"يخطط للإبقاء عليه في منصبه إلى غاية نهاية ولايته الرئاسية الأولى".
"سرية لا يمكن تفسيرها"
وطالب مشرعون أميركيون بإجابات من وزارة الدفاع، حول امتناع أوستن عن إخطار البيت الأبيض بدخوله المستشفى لمدة 4 أيام، قائلين إنهم غير راضين عن تفسير غيابه.
وأفاد مركز والتر ريد الطبي العسكري، الثلاثاء، بأن أوستن "يتلقى الرعاية بعد إصابته بعدوى في المسالك البولية عقب خضوعه لجراحة في ديسمبر الماضي لعلاج سرطان البروستات"، مؤكداً أنه "خلال فترة علاجه، لم يفقد وعيه على الإطلاق، ولم يخضع أبداً للتخدير العام".
وذكر المركز، في بيان أصدرته وزارة الدفاع الأمريكية، أن أوستن "تخلص من عدواه. يواصل التقدم ونتوقع تعافياً تاماً، لكن هذا قد يكون عملية بطيئة".
وكشف البنتاجون أن أوستن وصل إلى والتر ريد و"هو واع"، بعد أن استقل سيارة إسعاف من مقر إقامته إلى المستشفى، حيث تم إدخاله إلى وحدة العناية المركزة. وأشار إلى أنه كان يعاني ألماً شديداً، لكنه لم يذكر ما إذا كان يتناول مسكنات الألم التي كان بإمكانها أن تؤثر في قراراته.
وقالت عضوة مجلس الشيوخ سوزان كولينز (جمهورية)، وهي نائبة رئيس لجنة الاعتمادات واللجنة الفرعية للدفاع، في بيان: "بالنظر إلى القرارات العسكرية الخطيرة للغاية التي تتعامل معها الولايات المتحدة، بما في ذلك الهجمات على قواتنا من قبل الوكلاء المدعومين من إيران، والحرب في الشرق الأوسط، والعدوان المستمر من قبل روسيا في أوكرانيا، لا يمكن تفسير أن حالة الوزير لا تزال محاطة بالسرية".
وقال الديمقراطي سيث مولتون، عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب: "حقيقة أن هذا حدث مع وزير الدفاع، دون أن تعرف نائبته ناهيك عن الرئيس، هو أمر غير عادي.
كما قال عضو مجلس الشيوخ روجر ويكر، العضو الجمهوري في لجنة القوات المسلحة، السبت، إن الوضع "غير مقبول"، وطالب بـ"المحاسبة الكاملة على الفور".
كما شدد عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي جاك ريد، رئيس لجنة القوات المسلحة على ضرورة أن "لا يحدث هذا التقصير مرة أخرى أبداً".
وتمثل هذه التطورات مشكلة لبايدن في عام الانتخابات، مما يسلط الضوء على الخلل الوظيفي في المستويات القيادية العليا في الجهاز العسكري الأميركي.
بايدن يتمسك ببقاء أوستن
وأقر البيت الأبيض، الاثنين، بأن أوستن ارتكب أخطاء، لكنه اعتبر أن موقف وزير الدفاع آمن. وقال متحدث باسمه، الثلاثاء، إن "ثقة بايدن كامل بأوستن"، وإنه "يخطط للإبقاء عليه في منصبه إلى غاية نهاية ولايته الرئاسية الأولى".
والاثنين، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي للصحافيين: "الرئيس يحترم حقيقة أن الوزير أوستن يتحمل المسؤولية عن الافتقار إلى الشفافية. كما أنه يحترم العمل الرائع الذي قام به كوزير للدفاع. لا توجد خطط لأي شيء آخر غير بقاء أوستن في منصبه".
وفي وقت متأخر، السبت، أعرب أوستن، في بيان، عن تفهمه لمخاوف وسائل الإعلام بشأن الشفافية، مشيراً إلى أنه يدرك أنه كان بإمكانه القيام بعمل أفضل لإعلام الجمهور بمرضه بالشكل مناسب.
وأضاف: "من المهم أن أقول: كان هذا الإجراء الطبي الخاص بي، وأنا أتحمل المسؤولية الكاملة عن قراراتي بشأن الإفصاح". كما عبّر عن سعادته بأن وضعه الصحي في تحسن، معرباً عن تطلعه للعودة إلى البنتاجون قريباً.
وأقر المتحدث باسم البنتاجون باتريك رايدر بوجود أوجه قصور، الاثنين. وكان رايدر، إلى جانب كبيرة الموظفين في البنتاجون كيلي ماجسامين، من بين مجموعة صغيرة من المسؤولين الذين علموا بنقل أوستن للمستشفى في اليوم التالي لحدوث ذلك، لكنهما اختارا عدم الإعلان عنه أو إخطار بقية الحكومة.
وقال رايدر: "أدرك أنه كان ينبغي عليّ محاولة معرفة المزيد، والضغط من أجل اعتراف علني مبكر. لذلك أقدم اعتذاري وتعهدي بالتعلم من هذه التجربة".
حالة من الجدل
وذكرت مجلة "بوليتيكو" الأميركية أن عدم إبلاغ أوستن كبار مستشاريه وقادة الكونجرس أو حتى الرئيس الأميركي بدخوله المستشفى، الأسبوع الماضي، أدى إلى إثارة حالة من الجدل تركت كبار المسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الدفاع غاضبين ومرتبكين، وسرعان ما دعا بعض الجمهوريين إلى إجراء تحقيق في الأمر أو معاقبته أو حتى إقالته من منصبه.
وفي وقت متأخر الاثنين، أصدر المتحدث باسم البنتاجون بياناً قال فيه إن أوستن في "حالة جيدة"، ويتعافى بشكل جيد ولم يعد في العناية المركزة. لكنه قال إنه لا يوجد تاريخ محدد حتى الآن لخروجه من المستشفى.
وكان عدم الإخطار أمراً غير معتاد بالنسبة لوزارة حكومية معروفة بارتباطها بالإجراءات والبروتوكول. وتم الإبلاغ عن نوبات صحية سابقة شملت وزراء الدفاع على الفور تقريباً.
وقال أرنولد بونارو، وهو ميجور جنرال سابق في سلاح مشاة البحرية وعضو مجلس أعمال الدفاع، إن "عدم الإخطار خارج عن طبيعة وزارة الدفاع التي لديها نظام منظم للغاية للإخطارات بشأن أكثر الأمور روتينية وأكثرها خطورة".