قبل انتخابات حاسمة في تايوان.. مباحثات أميركية صينية لمناقشة التوترات

إرسال وفد أميركي غير رسمي إلى الجزيرة بعد الانتخابات.. وبكين تحذر من "خطر شديد"

time reading iconدقائق القراءة - 5
مرشح الحزب الحاكم في تايوان للانتخابات الرئاسة لاي تشينج-تي خلال حدث انتخابي. 10 يناير 2024 - Reuters
مرشح الحزب الحاكم في تايوان للانتخابات الرئاسة لاي تشينج-تي خلال حدث انتخابي. 10 يناير 2024 - Reuters
دبي/واشنطن-رويترزالشرق

قال البيت الأبيض إن جون فاينر، النائب الرئيسي لمستشار الأمن القومي الأميركي، التقى مسؤولاً صينياً كبيراً، الأربعاء، وناقشا التوترات بشأن تايوان وبحر الصين الجنوبي، وذلك قبل يومين من إجراء انتخابات في تايبيه قد تحدد مستقبل العلاقات مع بكين، فيما أشار مسؤول أميركي إلى إرسال "وفد غير رسمي" إلى الجزيرة بعد الانتخابات.

والتقى فاينر مع ليو جيانتشاو، رئيس دائرة الاتصال الدولي للحزب الشيوعي الصيني، كجزء من الجهود المبذولة للحفاظ على خطوط اتصالات مفتوحة وفقاً لتوجيهات الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج خلال قمتهما في كاليفورنيا نوفمبر الماضي.

وتأتي المحادثات الأميركية الصينية قبل أيام فقط من إجراء تايوان انتخابات رئاسية، السبت، يمكن أن تحدد مستقبل علاقات تايبيه مع بكين.

وتراقب الولايات المتحدة الموقف عن كثب من أجل معرفة ردود فعل الجيش الصيني على نتائج الانتخابات في الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها.

بكين تحذر من "خطر شديد"

وقال المكتب الصيني لشؤون تايوان، في بيان، الخميس، إنه يأمل أن يدرك غالبية سكان الجزيرة "الخطر الشديد" الذي يمثله مرشح الحزب الحاكم في تايوان للانتخابات الرئاسة لاي تشينج-تي، بشأن احتمال إثارة مواجهة عبر المضيق.

وبينما تكثف الصين ضغوطها العسكرية لتأكيد مطالبتها بالسيادة على تايوان، ركز الحزب الديمقراطي التقدمي برئاسة تساي إنج-وين في حملته الانتخابية إلى حد كبير على السيادة بعيداً عن الصين. ووصف مرشحه لاي تشينج-تي، وهو نائب الرئيسة الحالية، الانتخابات بأنها "خيار بين الديموقراطية والاستبداد"، فيما حذر خصمه الأساسي هو يو-إيه من أن الحزب الحاكم "سيقرّب تايوان من الحرب".

وذكر مسؤول أميركي لوكالة "رويترز"، الأربعاء، أن "زعزعة السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان من شأنه أن يلحق أضراراً جسيمة بالاقتصاد العالمي"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة "ستبقي قنوات الاتصال العسكرية التي أعيد فتحها مؤخراً مع الصين، طوال فترة الانتخابات والفترة الانتقالية".

وتعتبر الصين تايوان إقليماً تابعاً لها لم تتمكن بعد من إعادة توحيده مع بقية أراضيها منذ نهاية الحرب الأهلية عام 1949. ومع ذلك، تؤكد بكين أنها تفضّل عملية إعادة توحيد "سلمية" مع الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها قرابة 23 مليون نسمة. لكنها في الوقت نفسه لا تستبعد استخدام القوة العسكرية لتحقيق ذلك.

واشنطن: ليس لنا مرشح مفضل

وبشأن الانتخابات الرئاسية المرتقبة في تايوان، قال المسؤول الأميركي لـ"رويترز"، إن واشنطن "لديها ثقة كاملة في العملية الديمقراطية في تايوان، وليس لديها مرشح مفضل"، مشيراً إلى إرسال "وفد غير رسمي" إلى الجزيرة بعد الانتخابات، فيما "لم يتم الانتهاء بعد من تحديد التوقيت والمشاركين"، وفق قوله.

ولفت أيضاً إلى أن الولايات المتحدة "على اتصال منتظم مع جميع المرشحين في تايوان، ونتوقع استمرار الشراكات الأمنية والتجارية القوية" مع الجزيرة.

واعتبر المسؤول الأميركي أن الصين "ستكون هي المستفزة إذا اختارت الرد بضغط أو إكراه عسكري إضافي" على ضوء نتائج الانتخابات في تايوان.

واستأنفت الولايات المتحدة والصين، الثلاثاء، المحادثات العسكرية المباشرة، والتي تم تجميدها بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي إلى تايوان في صيف عام 2022، وهو تطور قال مسؤولون أميركيون إنه "أساسي" و"ضروري".

وقالت وزارة الدفاع الصينية في بيان، نشر عقب المحادثات التي جرت يومي الاثنين والثلاثاء، إن "الصين لن تتنازل أبداً، أو تتراجع في مسألة تايوان"، مشيرة إلى أنّ بكين تدعو واشنطن إلى "التوقف عن تسليح تايوان"، كما حثت على الالتزام بمبدأ "صين واحدة".

وذكرت أن بكين طلبت أيضاً من واشنطن الحد من الانتشار العسكري والاستفزازات في بحر الصين الجنوبي، مؤكدة على ضرورة أن تكون العلاقات العسكرية بين البلدين قائمة على "المساواة والاحترام".

وقالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، إن كبار مسؤولي الدفاع أجروا مناقشات على مدى يومين هذا الأسبوع فيما كانت أول "محادثات تنسيق السياسات الدفاعية" منذ آخر مشاركة سنوية سابقة في عام 2021.

وترأس مايكل تشيس، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون السياسة الصينية، المحادثات مع اللواء سونج يانتشاو، نائب مدير مكتب اللجنة العسكرية المركزية الصينية للتعاون العسكري الدولي.

وقال البنتاجون، إن تشيس شدد على أهمية الحفاظ على الاتصالات بين الجيشين "لمنع تحول المنافسة إلى صراع". كما أثار مخاوف بشأن قيام الصين بمضايقة السفن الفلبينية في بحر الصين الجنوبي، وهي قضية أصبحت مثيرة للجدل بشكل متزايد، وفق "فاينانشيال تايمز" البريطانية.

تصنيفات

قصص قد تهمك