أكملت تركيا رسمياً موافقتها على عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بعدما صادق الرئيس رجب طيب أردوغان، الخميس، على الطلب السويدي، فيما تظل المجر العضو الوحيد في الحلف الذي لم يصدق بعد على هذا الطلب.
وكان البرلمان التركي قد وافق، الثلاثاء، على طلب السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، ليزيل عقبة رئيسية أمام توسيع الحلف بعد 20 شهراً من التأخير.
وبعد موافقة أنقرة، أصبحت المجر العائق الأخير أمام نيل السويد العضوية في التكتل الدفاعي. وقدمت المجر دعمها المبدئي، لكنها بقيت تتباطأ في التصويت على المصادقة على مدى أشهر.
ويتطلب انضمام أي دولة إلى حلف شمال الأطلسي مصادقة كل الدول الأعضاء في الحلف على طلب انضمامها.
وقدّمت السويد في مايو 2022، في الحرب الروسية في أوكرانيا، ترشيحها لعضوية حلف شمال الأطلسي، تزامناً مع فنلندا التي أصبحت في أبريل 2023 العضو الحادي والثلاثين في الحلف.
وتخلت السويد وفنلندا عقب حرب أوكرانيا عن سياسة الحياد التي اتبعتاها لعقود بعد الحرب العالمية الثانية، وعن سياسة عدم الانحياز العسكري التي اتبعتاها منذ نهاية الحرب الباردة.
شروط تركيا.. وصفقة F-16
واعترض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مايو 2022 على طلبي السويد وفنلندا الانضمام إلى الحلف العسكري.
وأجبرت تركيا البلدين على فصل طلبيهما بعدما اعتبرت أن طلب السويد لا يستوفي شروطها، وصادقت بعد بضع جولات محادثات على طلب فنلندا.
وطالبت تركيا من السويد اتخاذ المزيد من الخطوات ضد من تعتبرهم "إرهابيين".
ولتلبية مطالب أنقرة عدّلت السويد دستورها، واعتمدت قانوناً جديداً لـ"مكافحة الإرهاب"، ليتخلى أردوغان عن اعتراضاته في يوليو الماضي، بعدما شنّت ستوكهولم حملة على جماعات كردية تصنفها أنقرة بأنها "إرهابية".
وفي أعقاب موافقة البرلمان التركي على طلب السويد، حثّ الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء الماضي، المشرعين في الكونجرس على إقرار بيع طائرات حربية من طراز F-16 إلى تركيا.
وقال مسؤول أميركي، إن بايدن حث الكونجرس في رسالة موجهة إلى كبار الأعضاء الجمهوريين والديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، ولجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، على الموافقة على عملية البيع "دون إبطاء".
وقالت 4 مصادر مطلعة لـ"رويترز"، في وقت سابق الأربعاء، إن البيت الأبيض بعث برسالة لأعضاء الكونجرس يحثهم فيها على الموافقة على صفقة بقيمة 20 مليار دولار لبيع طائرات F-16 ومعدات تحديث لمقاتلات موجودة بالفعل لدى أنقرة.
وكان إحجام تركيا عن التصديق على عضوية السويد في الناتو، عقبة رئيسية أمام الحصول على موافقة الكونجرس على صفقة الطائرات المقاتلة. وقال المشرعون في وقت سابق، إنهم ينتظرون الموافقة علي طلب السويد، بما في ذلك توقيع الرئيس رجب طيب أردوغان عليه، قبل أن يقرروا ما إذا كانوا سيوافقون على البيع.
زيارة مرتقبة لكريسترسون إلى المجر
وأكد رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، الخميس، استعداده للقاء نظيره المجري فيكتور أوربان في بودابست، تلبية لدعوة هذا الأخير له للبحث في انضمام السويد إلى الحلف.
ودعا فيكتور أوربان، الثلاثاء الماضي، كريسترسون إلى زيارة بودابست لمحاولة حل الخلافات التي تحول دون تصديق المجر على انضمام الدولة الإسكندنافية إلى حلف شمال الأطلسي. وأشار أوربان إلى الحاجة إلى "بناء ثقة متبادلة متينة" من خلال "حوار سياسي مكثف".
وبعد ساعات قليلة، رد وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم على الدعوة قائلاً أمام صحافيين، إن "ما من سبب للتفاوض" مع المجر بشأن العضوية، ولكنه أكد في المقابل استعداد بلاده لإجراء "مناقشات"، مشيراً إلى "النقاط المشتركة العديدة" و"التعاون العسكري" بين البلدين.
والأربعاء، قال أوربان في رسالة وجهها إلى الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج، إنه يدعم انضمام السويد إلى "الناتو"، غداة تصديق تركيا على الانضمام.
وكتب أوربان على موقع "إكس": "قلت له مجدداً أن الحكومة المجرية تدعم انضمام السويد"، مضيفاً أنه "سيواصل دعوة البرلمان إلى استكمال التصديق في أول فرصة ممكنة".
وعلَّق الأمين العام لحلف شمال الأطلسي قائلاً: "محادثة هاتفية جيدة مع فيكتور أوربان". وأشاد ستولتنبرج بـ"الدعم الواضح" الذي أبداه الزعيم المجري، قائلاً: "نتطلع إلى التصديق بمجرد أن يستأنف البرلمان أعماله".
وسيجتمع النواب في المجر اعتباراً من منتصف فبراير المقبل، لكن الملف ليس على جدول الأعمال في هذه المرحلة.
وتدعو بودابست ستوكهولم إلى وقف سياسة "تشويه السمعة"، وانتقاداتها المنتظمة لحكومة أوربان المتهمة بانتهاج "سياسة استبدادية".
وقال أوربان العام الماضي إن المجر لها الحق في "أن تطلب أولاً الاحترام من السويد"، قبل "الاستعداد لاتخاذ قرار إيجابي".