كتائب حزب الله العراقية تعلن وقف هجماتها على القوات الأميركية

الولايات المتحدة: بصمة الكتائب على هجوم الأردن الذي أودى بحياة 3 جنود أميركيين

time reading iconدقائق القراءة - 7
مقاتل من كتائب حزب الله العراقية يقف في موقع غارة جوية أمريكية في الحلة بالعراق، 26 ديسمبر 2023 - Reuters
مقاتل من كتائب حزب الله العراقية يقف في موقع غارة جوية أمريكية في الحلة بالعراق، 26 ديسمبر 2023 - Reuters
دبي/ واشنطن-رويترزالشرق

أعلنت جماعة كتائب حزب الله العراقية المسلحة في بيان، الثلاثاء، تعليق عملياتها العسكرية والأمنية ضد القوات الأميركية، عقب هجوم على موقع عسكري أميركي في الأردن أودى بحياة 3 جنود أميركيين، فيما أحجمت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) عن التعليق على البيان، وقال متحدث باسم الوزارة إن "الأفعال أصدق من الكلمات".

وقالت الجماعة في بيانها، إن القرار يهدف لمنع "أي إحراج للحكومة العراقية". وأضافت "نوصي عناصرنا بالدفاع السلبي مؤقتاً"، في حالة تعرضهم لأي هجوم أميركي.

والاثنين، أعلن "البنتاجون" أن الولايات المتحدة تعتقد أن الهجوم يحمل "آثار" ميليشيا كتائب حزب الله العراقية المدعومة من إيران.

وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي الثلاثاء، "لسنا في موضع لتأكيد أي مجموعة مسؤولة عن الحادث. لكن هذا الهجوم يحمل بصمة كتائب حزب الله العراقية والمجموعات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني".

وذكرت القيادة المركزية للجيش الأميركي أن الهجوم الذي وقع الأحد، استهدف قاعدة في شمال الأردن، أودى بحياة 3 جنود أميركيين، فيما أصيب 34 آخرون بـ"اشتباه في إصابات محتملة بالدماغ".

بايدن يحدد طريقة الرد

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء، إنه اتخذ قراره بشأن طبيعة الرد على الهجوم الذي أسفر عن سقوط 3 جنود أميركيين في الأردن الأحد، حيث يدرس طريقة معاقبة "المسلحين المدعومين من إيران"، من دون إطلاق شرارة حرب أوسع نطاقاً، محملاً إيران المسؤولية عن الهجوم، فيما قال البيت الأبيض إن الرد "قد يكون متدرجاً".

ولم يخض بايدن، خلال حديثه مع صحافيين لدى مغادرته البيت الأبيض إلى جولة انتخابية في فلوريدا، في تفاصيل عن قراره الذي جاء بعد مشاورات مع كبار المستشارين في البيت الأبيض.

وأضاف أن الولايات المتحدة لا تريد اتساع نطاق الحرب في الشرق الأوسط، مكرراً تعليقات من مسؤولين آخرين الثلاثاء، مفادها أن واشنطن لا ترغب في خوض حرب مع إيران.

العراق يدين الهجوم

وأعرب وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في اتصال هاتفي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، الثلاثاء، عن استنكار بلاده للهجوم الذي طال الأراضي الأردنية وموقع عسكري أميركي، وفق ما ذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية العراقية.

وأضافت الوزارة أن حسين أكد "عمق العلاقة العراقية الأردنية وضرورة إبعاد البلدين والمنطقة عن التهديدات العسكرية من أي طرفٍ كان".

ضربات أميركية

ونفذت الولايات المتحدة في 23 يناير، ضربات في العراق ضد ثلاث منشآت مرتبطة بفصائل متحالفة مع إيران، بعد هجوم في مطلع الأسبوع على قاعدة جوية عراقية أدى إلى إصابة جنود أميركيين.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في بيان حينها، "نفذت قوات الجيش الأميركي ضربات ضرورية ومتناسبة على ثلاث منشآت تستخدمها ميليشيا كتائب حزب الله المدعومة من إيران وجماعات أخرى تابعة لإيران في العراق".

وذكرت القيادة المركزية الأميركية، التي تنفذ عمليات في الشرق الأوسط، إن الضربات استهدفت "مقراً ومنشأة تخزين ومواقع تدريب على الصواريخ والقذائف"، وقدرات خاصة بالطائرات المسيرة لكتائب حزب الله.

وقال المتحدث العسكري باسم كتائب حزب الله، جعفر الحسيني، في منشور على موقع "X" إن الجماعة ستواصل استهداف "معاقل الأعداء"، حتى إنهاء الحصار الإسرائيلي على غزة، وخص بالذكر الدعم الأميركي للحملة الإسرائيلية.

ومنذ شن إسرائيل الحرب على قطاع غزة في أكتوبر الماضي، تشن جماعات مسلحة مرتبطة بإيران في سوريا والعراق، هجمات صاروخية وبطائرات مسيرة على القوات الأميركية، بلغت نحو 150 هجوماً، وذلك بهدف "الانتقام" من واشنطن؛ بسبب دعمها لإسرائيل في الحرب على غزة. 

وللولايات المتحدة 900 جندي في سوريا و2500 جندي في العراق، يقدمون المشورة والمساعدة للقوات المحلية، لمنع عودة ظهور تنظيم "داعش" الذي استولى في 2014 على مناطق كبيرة من كلا البلدين قبل هزيمته.

ما هي كتائب حزب الله؟

تأسست كتائب حزب الله العراقي في أعقاب الغزو الأميركي للعراق في 2003، وهي إحدى فصائل النخبة المسلحة العراقية الأقرب إلى إيران، وفق "رويترز".

وتعد الكتائب أقوى فصيل مسلح في ما يسمى بفصائل "المقاومة الإسلامية" في العراق، وهو تجمع لجماعات شيعية مسلحة متشددة، أعلنت مسؤوليتها عن أكثر من 150 هجوماً على القوات الأميركية منذ بدء حرب غزة.

وبعد تأسيسها، عرفت الجماعة بتنفيذ سلسلة من الهجمات على أهداف عسكرية ودبلوماسية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، باستخدام مزيج من هجمات القناصة والصواريخ وقذائف الهاون والقنابل المزروعة على جوانب الطرق. ولم تؤكد أو تنفي الجماعة تورطها علناً.

وصنفت الولايات المتحدة كتائب حزب الله منظمة إرهابية في عام 2009، وضربت القوات الأميركية مواقع وقواعد ومراكز تدريب ولوجستيات تابعة للجماعة عدة مرات على مر السنين، منها هجوم 24 يناير، رداً على الهجمات على القواعد الأميركية.

وحسب وكالة "رويترز" كان يقود الكتائب العراقي الإيراني أبو مهدي المهندس، حتى لقي حتفه في غارة أميركية بطائرة بدون طيار عام 2020، مع قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في مطار بغداد الدولي.

وذكرت الوكالة أن الكتائب هي مجموعة غامضة ليس لها هيكل قيادي معلن، وتضم آلاف المقاتلين وترسانة من الطائرات بدون طيار والصواريخ والقذائف الباليستية قصيرة المدى، حسبما يقول مسؤولون عراقيون وأعضاء في المجموعة.

وتنضوي كتائب حزب الله ضمن قوات الحشد الشعبي العراقي، وهي مجموعة من الفصائل المسلحة تشكلت في الأصل لمحاربة تنظيم داعش في عام 2014، وتم الاعتراف بها فيما بعد كقوة أمنية رسمية.

ويتلقى المقاتلون رواتب من الدولة، ويشغل أعضاء كتائب حزب الله، بما في ذلك بعض المصنفين إرهابيين من قبل الولايات المتحدة، مناصب عليا في قوات الحشد الشعبي. وفي حين أنها تخضع من الناحية الفنية لقيادة رئيس الوزراء العراقي كجزء من قوات الحشد الشعبي، إلا أن المجموعة تعمل في كثير من الأحيان خارج سلسلة القيادة، وتحدت البيانات الحكومية التي تدعو إلى إنهاء الهجمات على القوات الأميركية.

وبدأ العراق، قبل أيام، محادثات مع التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش الذي تقوده الولايات المتحدة، بهدف وضع جدول زمني لإنهاء وجوده في الأراضي العراقية.

تصنيفات

قصص قد تهمك