لماذا أعلنت كتائب "حزب الله" العراقية وقف استهداف القوات الأميركية؟

سياسيون: إيران والجماعات العراقية تريد تجنب صراع إقليمي يتعلق بالحرب في غزة

time reading iconدقائق القراءة - 5
مقاتلون من كتائب حزب الله العراقية المدعومة من إيران في عرض عسكري ببغداد. 31 مايو 2019 - AFP
مقاتلون من كتائب حزب الله العراقية المدعومة من إيران في عرض عسكري ببغداد. 31 مايو 2019 - AFP
بغداد-رويترز

بعد تنفيذها عشرات الهجمات ضد القوات الأميركية منذ أكتوبر الماضي، اضطرت جماعة كتائب حزب الله العراقية إلى وقف عملياتها، عقب ضغوط من إيران وأحزاب عراقية مشاركة في الحكم شعرت أن "الفصيل تجاوز الخط الأحمر".

وقالت واشنطن، إن كتائب حزب الله المسلحة المتحالفة مع إيران ضالعة في هجوم بطائرة مسيرة، الأحد، على الحدود الأردنية السورية أودى بحياة ثلاثة جنود أميركيين وأصاب العشرات، وتعهدت بالرد بقوة.

وأعلنت كتائب حزب الله، الثلاثاء، أنها أوقفت الهجمات كلها على القوات الأميركية لعدم رغبتها في إحراج الحكومة العراقية، وأبدت ملاحظات علنية نادرة عن خلافات مع إيران وما يسمى "محور المقاومة".

وقال محللون وسياسيون إن الإعلان المفاجئ هو أوضح علامة حتى الآن على أن طهران والجماعات العراقية صاحبة النفوذ تريد تجنب صراع إقليمي يتعلق بالحرب في غزة، في ما يمثل فاصلاً بعد عشرات الهجمات على القوات الأميركية منذ أكتوبر.

وقال ريناد منصور، الباحث البارز في مركز تشاتام هاوس البحثي في لندن: "الجماعات في حكومة بغداد تشعر بقلق من أن يصبح العراق ساحة لصراع إقليمي أوسع، ولديها أسباب داخلية لعدم الرغبة في المخاطرة بالوضع الراهن".

وأنهت عشرات الهجمات على القوات الأميركية في سوريا والعراق، نفذتها جماعة "المقاومة الإسلامية" في العراق التي ينضوي تحت لوائها فصائل مسلحة منها كتائب حزب الله، هدنة استمرت شهوراً بين الفصائل والقوات الأميركية، وزعزعت جهود الحكومة لتحقيق الاستقرار في البلاد بعد عقود من الصراع.

وقالت أربعة مصادر تحدثت لوكالة "رويترز"، وبينهم سياسي شيعي ومسؤول عراقي وشخص اجتمع بفصائل مسلحة في الأيام القليلة الماضية، إن قتل جنود أميركيين في الأردن، الحليف الوثيق للولايات المتحدة، كان خطوة ذهبت بعيداً.

وأوضحت المصادر أن طهران، خوفاً من رد فعل أميركي واسع النطاق، قالت علناً إنها غير متورطة، وبعثت رسائل غير معلنة إلى كتائب حزب الله للتوقف، وساعدت فصائل شيعية عراقية مشاركة في الحكومة في التوسط لإنهاء الهجمات.

ولم يتسن الوصول إلى المتحدث باسم كتائب حزب الله للتعليق. ولم يرد مسؤولون إيرانيون على طلبات التعليق.

وقال سياسي شيعي مطلع "يأتي هذا نتيجة لضغوط داخلية ولرغبة جارتنا (إيران) في وقف التصعيد".

وقال مصدر آخر "كان جهداً جماعياً حقيقياً بمشاركة الجارة"، وإن الفصائل العراقية الأخرى التزمت أيضاً بوقف الهجمات، لكنها قد تستأنفها إذا حدث رد أميركي قوي.

وأضاف المصدر "إذا توسعت الولايات المتحدة في الأيام المقبلة، قد تتغير الأمور".

"توازن محفوف بالمخاطر"

في عام 2020، قتلت الولايات المتحدة قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، وزعيم كتائب حزب الله أبو مهدي المهندس، في غارة بطائرة مسيرة على مطار بغداد الدولي.

وجاءت الضربة بعد أيام من تحميل الولايات المتحدة، كتائب حزب الله، مسؤولية سقوط مقاول أميركي، ويخشى مسؤولون عراقيون من أن يؤدي رد فعل قوي مماثل إلى دورة جديدة من العنف.

ويضم الإطار التنسيقي للشيعة في العراق، الداعم الرئيسي للحكومة، فصائل عراقية مثل منظمة بدر وعصائب أهل الحق التي قاتلت القوات الأميركية لسنوات بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، لكنها حولت تركيزها في الآونة الأخيرة إلى تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية.

خلاف نادر

وقالت خمسة مصادر مطلعة، إن هذه الجماعات عارضت هجمات الآونة الأخيرة التي استهدفت القوات الأميركية، مما أدى إلى خلاف معلن نادر الحدوث مع الفصائل المتشددة التي شعرت أن غطاءها السياسي يتداعى.

وقال مصدر مطلع على تفكير كبار قادة الجماعات في حركة "المقاومة الإسلامية"، إنهم شعروا بأن "ظهورهم إلى الحائط".

وفي إعلان إنهاء هجماتهم، قالت كتائب حزب الله إن إيران وحلفاء آخرين "غالباً ما يعترضون على الضغط والتصعيد ضد قوات الاحتلال الأميركية".

وقال منصور، الباحث في تشاتام هاوس: "هذا دائماً توازن بين القتال واستعراض القوة، لكن دون رغبة في الذهاب بعيداً بالتصعيد، ومن ثم يحاولون الحفاظ على توازن عنف محفوف بشدة بالمخاطر".

وأضاف: "يختل هذا التوازن مع سقوط جنود أميركيين، كما حدث في عام 2019 حين أدى ذلك إلى قتل الولايات المتحدة لسليماني والمهندس".

تصنيفات

قصص قد تهمك