علماء الهند والصين يتصدرون مجالات البحث العلمي الأميركي

time reading iconدقائق القراءة - 5
العالمان الدكتور كامل خليلي (يسار) وبول بوزنياك يراجعان شريحة كجزء من عملية القضاء على فيروس نقص المناعة في مستشفى جامعة تيمبل في ولاية فيلادلفيا الأميركية. 31 يوليو 2014 - AFP
العالمان الدكتور كامل خليلي (يسار) وبول بوزنياك يراجعان شريحة كجزء من عملية القضاء على فيروس نقص المناعة في مستشفى جامعة تيمبل في ولاية فيلادلفيا الأميركية. 31 يوليو 2014 - AFP
دبي-الشرق

أفاد تقرير بشأن التنافسية في العلوم والهندسة، بأن التقدم في المجالات الحيوية للعلوم والتكنولوجيا في الولايات المتحدة يعتمد على العلماء والمهندسين المولودين في الخارج، وخصوصاً في الهند والصين.

ووفق موقع "أكسيوس"، فإن الولايات المتحدة ليست الخيار الوحيد أمام العلماء والمهندسين في العالم، إذ تحتدم المنافسة العالمية بشأن مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة والتكنولوجيا الحيوية وعلوم المواد، بسبب استثمار الدول الأخرى بقوة في أبحاث العلوم والهندسة والبنية التحتية والمواهب.  

وأظهر التقرير، الذي أعده المركز الوطني لإحصاءات العلوم والهندسة، التابع لمؤسسة العلوم الوطنية في الولايات المتحدة، أن 36.8 مليون شخص يعملون بمهن مرتبطة بمجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات STEM في الولايات المتحدة في عام 2021، أي نحو 24% من إجمالي القوة العاملة في البلاد، ما يمثل زيادة بنسبة 2% تقريباً منذ عام 2011.  

ومثل العاملون المولودون في دول أخرى نسبة 19% من إجمالي العاملين في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، و43% من العلماء والمهندسين الحاصلين على درجة الدكتوراه، في عام 2021، وهو آخر عام للبيانات الواردة في التقرير.       

كما أن ما نسبته 58% من علماء الكمبيوتر والرياضيات في مستوى الدكتوراه من القوى العاملة في البلاد، الذين يقودون تطوير الذكاء الاصطناعي والحوسبة وغيرها من التقنيات التي تعتبرها الحكومة الأميركية حيوية، وُلدوا خارج الولايات المتحدة.  

الهند والصين

وتمثل الهند (29%) والصين (12%) وهما الدولتين اللتين ولد فيهما أكثر العاملين الأجانب في مجالي العلوم والهندسة، إذ يحمل أكثر من ثلث الحاصلين على درجة الدكتوراه في العلوم والهندسة في الولايات المتحدة في الفترة بين عامي 2018 و2021، تأشيرات مؤقتة.  

ويعتزم حوالي ثلاثة أرباع هؤلاء، وأكثرهم من الصين والهند، البقاء في الولايات المتحدة لمدة عام على الأقل، إذ قال 88% من حاملي شهادة الدكتوراه من حملة الجنسية الصينية إنهم يعتزمون البقاء لخمس سنوات، فيما قال 81% إنهم يعتزمون البقاء لمدة 10سنوات.  

ورغم ذلك، تشير البيانات الواردة من الصين إلى زيادة أعداد الطلاب العائدين إلى بلادهم، إذ ارتفعت نسبة الطلاب العائدين إلى الصين مقارنة بالمسافرين إلى الخارج للدراسة في جميع أنحاء العالم من حوالي 0.5 في عام 2010 إلى ما يزيد عن 0.8 في عام 2019، وفق "أكسيوس".  

سلاح ذو حدّين

في هذا السياق، قال عضو اتحاد العلماء الأميركيين، ديفيانش كوشيك، إن "اعتمادنا على المواهب الأجنبية، خاصة من منافسينا الاستراتيجيين، مثل الصين والهند يُعد سلاحاً ذو حدين، حيث يدفعنا للأمام، ولكنه أيضاً يكشف عن نقاط ضعف خطيرة". 

وأضاف أن استجابة الولايات المتحدة يجب أن تكون "متعددة الأوجه، بحيث تحقق التوازن بين جذب ألمع العقول في العالم ورعاية مجموعة من المواهب المحلية القادرة على قيادة الموجة التالية من الابتكار".  

من جانبه، دعا المجلس الوطني للعلوم في الولايات المتحدة إلى "زيادة الاستثمار" لتنمية القوة العاملة المحلية في مجال العلوم والهندسة. 

ويقدم المجلس الوطني للعلوم المشورة للكونجرس والبيت الأبيض بشأن سياسة البحث والتعليم في العلوم والهندسة، وينشر تقريراً بتفويض من الكونجرس، حول أوضاع العلوم والهندسة في الولايات المتحدة كل عامين.   

ويدعو المجلس الوطني للعلوم، الولايات المتحدة، إلى الاستثمار بكثافة أكبر في تدريب العاملين المحليين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات STEM، ولكن "تبقى المواهب المولودة في الخارج مهمة لقوة الولايات المتحدة في هذه المجالات".   

وشدد المجلس كذلك على توسيع قاعدة الموهوبين العالمية في مجالات العلوم والهندسة من خلال جذب الطلاب من "البلدان الشريكة الناشئة"، وهي "الدول ذات الدخول المنخفضة والمتوسطة التي تبني مؤسسات البحث والتنمية والتي تستعد لتصبح شركاء الغد"، وفقاً للتقرير. 

وتضم هذه الدول بنجلاديش وإيران ونيبال، وهي ضمن الدول التي ينتمي إليها أكبر عدد من الطلاب الذين يدرسون في الولايات المتحدة.       

تفوق الولايات المتحدة 

ولا تزال الولايات المتحدة موطناً لعدد من أكبر الجامعات في العالم، والتي تجتذب الطلاب من شتى الأنحاء، وتفوقت على الدول الأخرى في الإنفاق على البحث والتطوير في عام 2021.  

ولكن تتراكم المؤشرات على أن الصين ودول أخرى في شرق وجنوب شرق آسيا تقترب بقوة من الحافة الحاسمة التي تمتعت بها الولايات المتحدة لعقود من الزمن.  

ففي عام 2021، تجاوزت أعداد براءات الاختراع المقدمة من المخترعين في الصين تلك القادمة من الولايات المتحدة. وفي عام 2019 منحت الصين لأول مرة درجات دكتوراه في العلوم والهندسة أكثر من الولايات المتحدة.  

تصنيفات

قصص قد تهمك