آثار المسلسل المصري "مليحة" اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية، خلال الأيام الماضية، قبل عرضه المُقرر له في النصف الثاني من شهر رمضان 2024، كونه يتحدث عن القضية الفلسطينية، واستعرضت التفاصيل الكاملة للعمل، وسلطت الضوء عليه بجانب مجموعة أخرى من المسلسلات.
يتناول مسلسل "مليحة"، جوانب عدة من معاناة الفلسطينيين في ظل ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وعمليات تدمير منازل الفلسطينين وتهجيرهم، وتدور أحداثه عن فتاة فلسطينية تُدعى "مليحة"، رحلت عن أرضها مع أحداث انتفاضة عام 2000، إثر تدمير الاحتلال الإسرائيلي منزلها، لتعيش مع جديها في ليبيا ثم تقرر العودة من جديد إلى غزة، لكنها تواجه مشكلات عديدة من أجل تحقيق حلمها بالعودة إلى أرضها.
المسلسل بطولة دياب، وميرفت أمين، وأمير المصري، وأشرف زكي، وعلي الطيب، بجانب ممثلين من جنسيات عربية مختلفة، مثل الفلسطينية سيرين خاس، واللبنانية ديانا رحمة، والأردني مروان عايش، وهو من تأليف شيرين عزت الجزار، وإخراج عمرو عرفة.
تأثير الدراما
ورأت رشا الجزار، مؤلفة "مليحة"، أن اهتمام الإعلام الإسرائيلي بالمسلسل، قبل أيام من عرضه، يعكس مدى إدراكه لحجم تأثير الدراما على الوجدان العربي كله".
وأضافت لـ"الشرق"، أن التطرق للصراع العربي الإسرائيلي من خلال الدراما التلفزيونية، وتسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني، وحقه في استرداد الأرض، أمر يُثير الذعر للاحتلال، لأنه يُشكل خطراً لمخططاته التي يسعى لتحقيقها طيلة العقود الماضية، من غسيل أذهان الشعوب العربية.
واعتبرت رشا أن "هناك منصات عربية يُسيطر عليها اليهود من الباطن، هدفها استقطاب العالم العربي وتحديداً فئة الشباب، واستغلال الأعمال المعروضة عليها، في تصدير فكرة الاندماج والعيش في سلام".
محطات من الصراع
وقالت مؤلفة "مليحة" إنها بدأت كتابة المسلسل عقب اندلاع الحرب على قطاع غزة، في 7 أكتوبر، وبعدها تلقت عرضاً من الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، بالتعاون، وبالفعل جرى الاتفاق على هذا المسلسل.
وأضافت رشا: "هدفنا الأساسي تقديم دراما إنسانية، ونروي محطات من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، خاصة أن الأجيال الجديدة ربما لا تعرف الحكاية"، لافتة إلى أن "المسلسل ليس سياسياً، ولا يدور بأكمله عن القضية الفلسطينية".
وأوضحت أن المسلسل يلقي الضوء على أحداث في فترات زمنية مختلفة، بين فلسطين، وليبيا، ومدن مصرية مثل السلوم والعريش، لكن الخط الزمني الرئيسي هو عام 2012، مع بداية أحداث ليبيا عام 2012، تقرر الأسرة الفلسطينية التي هاجرت من غزة عام 2000، العودة إلى بلادها مجدداً، عن طريق الحدود المصرية.
وأشارت إلى تفاعل الجمهور مع الإعلان الدعائي الأول للمسلسل، والذي تضمن مشهد نزوح أهالي غزة خلال أحداث الانتفاضة الثانية، قائلة إن: "التاريخ يُعيد نفسه، في كل مرة يحدث انتهاكات وضغط وحصار للشعب الفلسطيني، الهدف منه طردهم خارج الأرض".
وبررت الاستعانة بممثلين عرب غير مشهورين بالنسبة للجمهور المصري، بأن هذا الأمر يُضفي شعوراً من المصداقية خلال الأحداث، و"سوف يقدمون معاناتهم بشكل حقيقي ومؤثر، سيصل للجمهور بشكل أصدق".
وقال الممثل المصري علي الطيب، إنه يجسد في المسلسل شخصية الدكتور هشام هلال، الذي تعمل معه مليحة ممرضه في أحد المستشفيات في ليبيا"، لافتاً إلى أنه لا زال يواصل تصوير مشاهده في مواقع مختلفة بين مصر وليبيا.
حملات تشويه
واستنكر الناقد طارق الشناوي، هجوم الإعلام الإسرائيلي على المسلسل مبكراً، على الرغم من أنه لم يُعرض بعد، معتبراً أن "ذلك مقصوداً، بتوجيه ضربات مسبقة، بهدف التشكيك، وألا يُصدقه الجمهور عند عرضه".
واقترح الشناوي، في تصريحات لـ"الشرق"، ترجمة "مليحة" إلى كل اللغات، ومنها العبرية، لافتاً إلى أن "إسرائيل عقب انتصارات أكتوبر عام 1973، قدمت أفلاماً بريطانية تخدم وجهة نظرها السياسية والعسكرية في الحرب".
ورأى أن "الدراما سلاح قوي، لذلك يجب ترجمة المسلسل لكل لغات العالم"، قائلاً إنّ: "الإسرائيليون يدركون جيداً مدى تأثير الدراما المصرية، بدليل الرعب الذي أصابهم عقب عرض مسلسل (رأفت الهجان)، وإطلاقهم حملات تشكيك في العمل، لمجرد أن بطلاً مصرياً فضح المخابرات الإسرائيلية، فهم لديهم توجس من الدراما".