مفاوضات غزة.. تفاؤل أميركي "حذر" رغم موقف إسرائيل

واشنطن: رد "حماس" ضمن حدود التفاوض.. وهناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق

time reading iconدقائق القراءة - 6
واشنطن/ تل أبيب/ رام الله/ دبي -الشرقوكالاتالشرقوكالات

قالت إسرائيل إنها سترسل وفداً إلى قطر في جولة جديدة من المحادثات الرامية إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين في غزة، لتبقي بذلك على "آمال ضعيفة" في التوصل إلى هدنة، بعد رفضها عرضاً من حركة "حماس"، فيما أبدى البيت الأبيض "تفاؤلاً حذراً" بهذا الرد، واعتبر أن اقتراح الحركة الفلسطينية "يقع ضمن ما ناقشه المفاوضون خلال الأشهر الأخيرة".

وأخفق المفاوضون هذا الأسبوع في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الحرب الإسرائيلية على غزة قبل شهر رمضان، لكن الوسطاء، الولايات المتحدة ومصر وقطر، ما زالوا مصممين على التوصل إلى اتفاق لمنع الهجوم الإسرائيلي على رفح، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية لدرء المجاعة الجماعية.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان: "فيما يتعلق بالأسرى، فإن مطالب حماس ما زالت غير واقعية، سيغادر وفد إسرائيلي إلى الدوحة بعد أن يناقش مجلس الوزراء الأمني ​​موقف إسرائيل".

ونصت الورقة التي سلمتها "حماس" إلى الوسطاء، على أن يتم تبادل الأسرى على ثلاث مراحل، تتضمن كل واحدة منها وقفاً لإطلاق النار "لمدة 42 يوماً"، على أن يجري الإعلان عن الوقف التام للحرب مع بدء المرحلة الثانية من تبادل الأسرى التي تشمل جميع الجنود والضباط الإسرائيليين المحتجزين وعددهم حوالي 60.

وشدد التصور الذي قدمته "حماس" في المفاوضات، على عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة "دون المرور عبر الحواجز العسكرية التي طالبت الحركة بإزالتها في الطرق المؤدية من الجنوب إلى الشمال"، لكن الحركة أبدت مرونة في "قيام طائرات استطلاع إسرائيلية بتصوير العائدين لضمان عدم عودة مسلحين من الحركة إلى الشمال".

وبشأن إعادة إعمار القطاع، فقد نصت المرحلة الثالثة من الاتفاق، حسبما ورد في "ورقة حماس"، على الانسحاب الإسرائيلي التام من قطاع غزة، والشروع في إعادة الاعمار.

حدود المفاوضات

واعتبر البيت الأبيض، الجمعة، أن الاقتراح الذي تقدمت به حركة "حماس" بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة "هو بالتأكيد ضمن حدود ما ناقشه المفاوضون خلال الأشهر الأخيرة"، معرباً عن "تفاؤل حذر".

وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، إن الاقتراح "يقع بالتأكيد ضمن حدود الخطوط العريضة.. للاتفاق الذي نعمل عليه الآن منذ عدة أشهر".

وأضاف كيربي: "نحن متفائلون بحذر بأن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، لكن هذا لا يعني أن الأمر قد أنجز".

بدوره، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الجمعة، أنّ الوسطاء يعملون "بلا كلل لسد الفجوات المتبقية" سعياً للتوصل إلى اتفاق بشأن المحتجزين، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي في فيينا: "نعم، هناك اقتراح مضاد تقدّمت به حماس، من الواضح أنني لا أستطيع الخوض في تفاصيل ما يتضمنه، لكن ما يمكنني قوله هو إننا نعمل بلا كلل مع إسرائيل وقطر ومصر لسد الفجوات المتبقية، ومحاولة التوصل إلى اتفاق".

وأوضح أن إسرائيل "عاودت إرسال مفاوضين لمتابعة العملية"، مضيفاً: "أعتقد أن ذلك يعكس شعوراً بإمكان التوصل الى اتفاق، وقف لإطلاق النار، الإفراج عن الأسرى، وايصال مزيد من المساعدة الإنسانية".

ولم ترسل إسرائيل ممثلين لها الأسبوع الماضي إلى القاهرة، حيث اجتمع الوسطاء مع وفد من "حماس".

إصرار إسرائيلي على الحرب

وقالت مصادر فلسطينية مطلعة على مفاوضات غزة، الجمعة، إن الجانب الإسرائيلي يبدي مرونة بشأن عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع، لكنه "ما زال يرفض وقف الحرب كلياً".

وحسبما أكدت مصادر في حركة "حماس" لـ"الشرق"، فإن "الورقة الجديدة" التي قدمتها الحركة للوسطاء في المفاوضات، تتضمن تقديم الحركة تسهيلات في ملف الأسرى مقابل وقف الحرب.

وقالت المصادر الفلسطينية، إن الحركة وافقت على إطلاق سراح جميع المدنيين الإسرائيليين المحتجزين لديها، ومعهم جميع المجندات، في المرحلة الأولى، مقابل إطلاق حوالي ألف من الأسرى بينهم 150 من المحكومين بالسجن مدى الحياة "وفق مبدأ الأقدمية".

ويبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين المحكومين بالسجن مدى الحياة حوالي 600 أسير، بينما أشارت مصادر "حماس" في تصريحاتها لـ"الشرق"، إلى أن الحركة تتطلع إلى إطلاق سراح جميع الأسرى المحكومين بالسجن فترات مرتفعة "في المرحلة الثانية" من التبادل التي تشمل الضباط والجنود الإسرائيليين المحتجزين لديها.

تصنيفات

قصص قد تهمك