تبدأ، الاثنين، مرافعات افتتاحية في المحاكمة الجنائية لدونالد ترمب، وهي الأولى من نوعها لرئيس أميركي سابق، إذ تنظر هيئة محُلفين مكونة من 18 عضواً في قضية "شراء الصمت" الجارية في نيويورك، حسبما ذكرت شبكة CNN.
وأدى اليمين 12 محلفاً و6 أعضاء مناوبين في هيئة المُحلفين سيحددون مصير ترمب بقضية "شراء الصمت" الجارية في نيويورك، ويطالب المدعون القاضي خوان ميرشان، بفرض غرامة قدرها ألف دولار على كل منشور لترمب عن مجريات المحاكمة، بالإضافة إلى تذكير الرئيس السابق بأن انتهاك قرارات حظر النشر قد يؤدي إلى السجن.
وكانت هناك توقعات في بداية الأسبوع بأن تمتد عملية اختيار هيئة المُحلفين لأسبوع آخر، وبدا ذلك محتملاً بعد أن فقد ميرشان 2 من أعضاء هيئة المُحلفين، الخميس الماضي.
ولكن القاضي وجد العديد من المُحلفين المحتملين الذين كانوا على استعداد للمشاركة في المحاكمة، إذ قال ميرشان إنه هؤلاء المُحلفين "قد يكونوا محايدين بحيث لا يضطر إلى اللجوء إلى تشكيل لجنة ثالثة تضم نحو 100 محلفٍ احتياطي".
وأثناء مغادرته قاعة المحكمة، اشتكى ترمب، الذي واصل محاموه محاولات تأجيل المحاكمة، من تحرك ميرشان السريع للنظر في ما يقرب 200 مُحلف محتمل لتشكيل الهيئة.
وقال الرئيس السابق: "المحاكمة تبدأ الاثنين، أي قبل فترة طويلة، مما كان يعتقد الكثير من الناس. القاضي يريد أن يحدث ذلك في أسرع وقت ممكن، لأسبابه الخاصة، وليست لأسبابي".
تشكيل هيئة المُحلفين
وانضمت 4 نساء ورجل إلى هيئة المحلفين، الجمعة، ضمن الأعضاء المناوبين الستة، إذ سيجلس الأعضاء المناوبون على منصة هيئة المُحلفين للاستماع إلى المرافعات خلال فترة المحاكمة، لكنهم لن ينضموا إلى هيئة المُحلفين، إلا في حالة إعفاء عضو أو أكثر في الهيئة المكونة من 12 عضواً، من القضية.
وكان من بين الأعضاء المناوبين امرأة إسبانية من سكان نيويورك الأصليين، وهي من محبي الفنون القتالية، وتعمل لدى شركة ملابس، وتشغل منصب مديرة مشاريع في شركة إنشاءات، وفقاً لـ"سي إن إن".
ومن المُقرر أن يجتمع أعضاء هيئة المُحلفين لأول مرة، عندما تبدأ المحاكمة صباح الاثنين المقبل، فيما شارك 5 أعضاء في لجنة أولية مُكونة من 96 شخصاً، كانت قد أدت اليمين الاثنين الماضي، بينما شارك الأعضاء الباقون في لجنة ثانية لم تبدأ في الرد على الأسئلة حتى صباح الخميس الماضي.
وقالت شبكة CNN إن اليوم الرابع من عملية اختيار هيئة المحلفين كان مشابهاً للأيام الثلاثة الأولى، إذ ركز ممثلو الادعاء أسئلتهم في القضية على إعداد المُحلفين لقبول شهادة الشهود الأقل تفضيلاً، مثل مايكل كوهين.
وفي المقابل، ركز محامو ترمب على سؤال واحد يتمثل في رأي المُحلفين في دونالد ترمب، وبدا ترمب غير مهتم بالإجراءات خلال معظم فترة طرح الأسئلة من قبل مكتب المُدعي العام، حيث كان يجلس على كرسيه ويعبث بالأوراق.
لكن الرئيس السابق استدار نحو منصة المُحلفين وأولى اهتمامه بالكامل، عندما بدأ محاموه في توجيه الأسئلة للمُحلفين عن رأيهم فيه.
لحظات عاطفية
وشهدت جلسة استجواب المُحلفين المحتملين، "لحظات عاطفية"، إذ قال اثنان من المحلفين للقاضي في منتصف الاستجواب التمهيدي إنهما "لم يعودا قادرين على الاستمرار في الهيئة".
وبدأت إحدى المُحلفين، والتي تعمل موظفة مبيعات في شركة تجارة، في البكاء بعد استلامها الميكروفون أثناء عملية الاستجواب التمهيدي. وقالت: "أنا آسفة، اعتقدت أنني قادرة على القيام بذلك. ما كنت أريد من شخص يشعر بذلك أن يحكم في قضية خاصة بي. هذا الأمر مرهق للغاية أكثر مما كنت أعتقد".
ودعا ميرشان المُحلفة إلى منصته للتحدث معها على انفراد، قبل أن يعفيها من المشاركة، وبعد وقف من مغادرتها، رفعت مُحلفة أخرى يدها، وقالت للمحكمة إنها بدأت تشعر بـ"قلق شديد"، عندما جلست واستمعت إلى مجموعة من الأسئلة عن مصداقية الشهود.
وعندما طُلب منها الصعود إلى الاقتراب من منصة القاضي، قالت المرأة إنها شعرت بـ"القلق وعدم الثقة بالنفس". وتم إعفاؤها أيضاً.
وأُتيحت لجميع أعضاء هيئة المُحلفين فرصة الإعفاء من المشاركة في البداية، إذا شعروا بعدم القدرة على يكونوا عادلين ومحايدين في هذه القضية، دون الخضوع لمزيد من الأسئلة من قبل القاضي.
وقالت "CNN" إن المُحلفين الذين شاركوا في جلسة الاستجواب التمهيدي كانوا يعرفون أن ترمب هو المدعى عليه في القضية منذ الثلاثاء الماضي، ما منحهم عدة أيام لتقييم الوضع في هيئة المُحلفين التاريخية قبل أن يضطروا إلى الذهاب إلى منصة المُحلفين.
محاولات إيقاف المحاكمة
وعلى الرغم من تشكيل هيئة المحلفين، حاول فريق ترمب القانوني مُجدداً إيقاف المحاكمة من خلال تقديم استئناف استراتيجي جديد.
وقالت CNN إن هذه الخطوة توضح أن محامي ترمب من المرجح أن يستمروا في محاولة وضع عوائق إجرائية في المحاكمة الجنائية، حتى مع بدء المحاكمة بالفعل.
وفي طلب جديد تم تقديمه صباح الجمعة، طلب محامو ترمب مرة أخرى من إحدى محاكم الاستئناف وقف المحاكمة مؤقتاً، حتى تصدر قراراً في طلب نقل مكان المحاكمة في قضية "شراء الصمت" إلى خارج مانهاتن.
وأضافت أن ميرشان يعتزم عقد جلسة استماع بشأن المنشورات التي نشرها ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي يرى المدعون أنها تمثل انتهاكاً لقرار حظر النشر في القضية.