كندا: القبض على 3 هنود بتهمة اغتيال زعيم انفصالي للسيخ

التحقيق يشمل فحص مدى تورط الحكومة الهندية وينذر بتوتر العلاقات مجدداً

time reading iconدقائق القراءة - 6
لوحة تحمل صورة زعيم السيخ الراحل هارديب سينج نيجار الذي قتل على أرض معبد جورو ناناك سيخ جوردوارا في يونيو 2023 في كولومبيا البريطانية بكندا. 18 سبتمبر 2023 - REUTERS
لوحة تحمل صورة زعيم السيخ الراحل هارديب سينج نيجار الذي قتل على أرض معبد جورو ناناك سيخ جوردوارا في يونيو 2023 في كولومبيا البريطانية بكندا. 18 سبتمبر 2023 - REUTERS
تورونتو (كندا)-رويترز

اتهمت الشرطة الكندية ثلاثة أشخاص يحملون الجنسية الهندية بالتورط في اغتيال الزعيم الانفصالي السيخي هارديب سينج نيجار في مقاطعة كولومبيا البريطانية في 18 يونيو، ما ينذر بتوتر العلاقات بين الهند وكندا مجدداً.

ووجهت شرطة الخيالة الملكية الكندية اتهامات بالقتل لثلاثة رجال هنود، فيما قالت إنها "تحقق في علاقات محتملة مع الحكومة الهندية".

وقالت الشرطة إن المتهمين الثلاثة اعتقلوا في مدينة إدمنتون بمقاطعة ألبرتا، الجمعة، ومن المقرر أن يصلوا إلى مقاطعة بريتش كولومبيا التي توجد فيها مدينة فانكوفر بحلول الاثنين.

بدوره، قال مانديب موكر، من شرطة فانكوفر، في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون: "نحقق فيما إذا كات لهم علاقات بالحكومة الهندية"، إذ أن الرجال الثلاثة هم كارانبريت سينج (28 عاماً) وكمالبريت سينج (22 عاماً) وكاران برار (22 عاماً).

وفي 18 يونيو، لقي نيجار، وهو مواطن هندي كندي كان يدعو إلى استقلال منطقة ذات أغلبية من السيخ في الهند، حتفه بعد أن أطلق رجلان النار عليه في منطقة فانكوفر.

وهزت وفاة الرجل، البالغ من العمر 45 عاماً، مجتمع السيخ في كندا، وبعد بضعة أشهر، أثار رئيس الوزراء جاستن ترودو أزمة دبلوماسية مع نيودلهي، عندما استشهد بأدلة على تورط الحكومة الهندية في اغتياله.

"تساهل كندا"

وقال مونندر سينج، صديق نيجار، إن الاعتقالات "كانت حلوة ومرّة. من المريح أن يمضي التحقيق قدماً. وفي الوقت نفسه، لا يزال يثير الكثير من الأسئلة".

وأضاف سينج وزعماء كنديون آخرون من السيخ أن كندا "أخذت التدخل الهندي على محمل الجد منذ وفاة نيجار التي تمثل تقويضاً للسيادة الكندية على مستوى مختلف للغاية".

وبينما تدقق كندا في التدخل الأجنبي في انتخاباتها، دعا سينج إلى إجراء تحقيق منفصل يركز فقط على التدخل الهندي في الشؤون الكندية.

وأضاف: "لقد كان قائداً قوياً وصوتاً قوياً. اتصلت به عن طريق الخطأ منذ وفاته وأرسلت له رسائل ويستغرق الأمر مني ثانية لأدرك ما فعلته".

بدوره، قال المستشار القانوني لمنظمة السيخ العالمية بالبريت سينج: "أعتقد أن كندا كانت متساهلة تجاه التدخل الهندي على مدى العقود الأربعة الماضية. وكان على مجتمع السيخ الكندي أن يتحمل العبء الأكبر منه".

وتُعد كندا موطناً لأحد أكبر المجتمعات الأجنبية ذات الأصول الهندية، والتي تضم 1.04 مليون شخص من إجمالي عدد سكان كندا البالغ 40 مليون نسمة، وأفاد نحو 770 ألف شخص منهم عام 2021 بأنهم من أقلية السيخ.

وتضم كندا أكبر عدد من السيخ خارج ولاية بنجاب الهندية، إذ كثيراً ما تشكو الهند للحكومات الكندية من أنشطة "المتشددين" منهم، الذين يحاولون إحياء التمرد.

علاقات متوترة

وفي 18 يونيو، قتل نجار بالرصاص خارج معبد للسيخ في ساري، إحدى ضواحي فانكوفر التي تضم عدداً كبيراً من السيخ، إذ كان مواطناً كندياً يناضل من أجل إنشاء وطن مستقل للسيخ مقتطع من الهند.

وفي الأول من سبتمبر، قال مسؤول تجاري كندي إن كندا "أوقفت المحادثات بشأن معاهدة تجارية مقترحة مع الهند"، وهي خطوة غير متوقعة جاءت بعد حوالي 3 أشهر من إعلان البلدين أنهما يخططان لإبرام اتفاق أولي هذا العام.

وفي 10 من الشهر ذاته، نقل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي مخاوف قوية بشأن احتجاجات السيخ الانفصالية في كندا إلى رئيس الوزراء جاستن ترودو على هامش قمة مجموعة الـ20 في نيودلهي.

وفي 18 سبتمبر، أخبر ترودو البرلمان أن كندا كانت "تسعى بنشاط إلى مزاعم ذات مصداقية تربط عملاء الحكومة الهندية بقتل نيجار".

 لكن الهند، في 19 سبتمبر، رفضت تأكيد ترودو واعتبرته "سخيفاً"، إذ طردت كندا أكبر ضابط مخابرات هندي في البلاد بينما طردت الهند نظيره الكندي، وبعد يومين علّقت الهند إصدار تأشيرات جديدة للكنديين وطلبت من أوتاوا تقليص وجودها الدبلوماسي في الهند، التي بدورها استأنفت إصدار التأشيرات بعد شهرين.

وبعد شهر من ذلك، خرج عشرات الآلاف من السيخ في ساري، حيث قتل نيجار، للتصويت في استفتاء غير رسمي على إنشاء دولة مستقلة للسيخ.

أما في نوفمبر، فقد رفعت وكالة مكافحة الإرهاب الهندية قضية ضد جورباتوانت سينج بانون، وهو انفصالي من السيخ، مشيرة إلى أنه حذر ركاب طيران الهند، في رسائل فيديو تمت مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي، من أن حياتهم في خطر.

وقالت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إن السلطات الأميركية أحبطت مؤامرة لقتل بانون في الولايات المتحدة وأصدرت تحذيراً للهند بسبب مخاوف من تورط الحكومة في نيودلهي.

وفي فبراير، قال المفوض السامي الهندي، في مقابلة مع صحيفة "جلوب آند ميل" الكندية، إن الهند "لن تقدم معلومات للمحققين الكنديين بشأن اغتيال نيجار حتى تشارك كندا الأدلة"، فيما وصف البيت الأبيض تقريراً لصحيفة "واشنطن بوست" بأن ضابطاً في جهاز المخابرات الهندي متورط بشكل مباشر في مقتل النجار والمؤامرة الفاشلة لقتل بانون في الولايات المتحدة بأنها "مسألة خطيرة"، وهو ما قالت وزارة الخارجية الهندية إنه يحتوي على "اتهامات لا مبرر ولا أساس لها".

تصنيفات

قصص قد تهمك