كندا والهند.. تطورات متلاحقة في أزمة اغتيال أحد زعماء السيخ

أوتاوا تؤكد تبادل معلومات أمنية بشأن الحادث ونيودلهي تنفي

time reading iconدقائق القراءة - 5
نشطاء من أقلية السيخ يتظاهرون أمام المفوضية الهندية العليا في العاصمة البريطانية لندن احتجاجاً على اغتيال أحد زعماء الطائفة في كندا وسط اتهامات بتورط نيودلهي. 8 يوليو 2023 - AFP
نشطاء من أقلية السيخ يتظاهرون أمام المفوضية الهندية العليا في العاصمة البريطانية لندن احتجاجاً على اغتيال أحد زعماء الطائفة في كندا وسط اتهامات بتورط نيودلهي. 8 يوليو 2023 - AFP
دبي -الشرق

شارك مسؤولون كنديون أدلة مع حكومة الهند، تشمل اتصالات وأرقام هواتف يعتقدون أنها تربط عملاء هنود باغتيال أحد زعماء السيخ في مقاطعة كولومبيا البريطانية غربي كندا، حسبما نقلت "بلومبرغ" عن أشخاص مطلعين على الأمر، في حين ينفي مسؤولون من الهند ذلك. 

وذكرت المصادر التي طلبت عدم كشف هوياتها، لحساسية الأمر، أنه جرى تبادل المعلومات عبر مسؤولين أمنيين في البلدين، وذلك قبل أن يكشف رئيس الوزراء جاستن ترودو، اتهامات بلاده بشأن تورط نيودلهي في الحادث.

وقال أحد المصادر، إن الأدلة قُدمت قبل عدة أيام من 18 سبتمبر، عندما أبلغ ترودو أعضاء البرلمان الكندي بأن الحكومة لديها "معلومات موثوقة"، بشأن تورط الهند في اغتيال زعيم السيخ هارديب سينج نيجار بالرصاص.  

ورفض مصدر آخر تحديد موعد تبادل المعلومات بالضبط، لكنه أشار إلى وجود مناقشات متعددة بين مسؤولي الأمن في البلدين.

وأضاف أحد المصادر، أن السلطات الكندية تواصلت أيضاً مع بعض أفراد الجالية الهندية في البلاد، الذين تعتقد أن لديهم معلومات بشأن جريمة الاغتيال.

وقال ترودو للصحافيين في أوتاوا، الجمعة، إن كندا أثارت هذه المزاعم لأول مرة مع الهند "قبل عدة أسابيع".

وأضاف ترودو: "نحن موجودن هناك للعمل بشكل بناء مع الهند، ونأمل أن يتعاونوا معنا حتى نتمكن من معرفة حقيقة هذه المسألة الخطيرة للغاية".

نفي هندي

في المقابل، نفت الهند أن تكون كندا قد شاركت رسمياً أي معلومات بشأن اغتيال نجار، المواطن الكندي الذي أعلنته الهند "إرهابياً"، واغتيل بالرصاص في 18 يونيو الماضي، خارج معبد للسيخ في ساري، بكولومبيا البريطانية. 

ولم تعلن السلطات الهندية، أي عمليات اعتقال بخصوص تلك الواقعة، ورفضت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، الاتهامات بأن الهند كانت تقف وراء عملية الاغتيال، ووصفتها بأنها "سخيفة".

ولم تستجب وزارة الشؤون الخارجية الهندية لطلب التعليق. كما رفض مسؤولون صحافيون تابعون للحكومة الكندية التعليق. وقال متحدث باسم جهاز الاستخبارات الكندي إنهم لا يستطيعون مناقشة مثل هذه الادعاءات من أجل حماية أنشطة حساسة، ومصادر معلومات استخبارية.

وقال المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الهندية أريندام باجشي، للصحافيين، الخميس، إن "كندا لم تشارك أي معلومات محددة بشأن هذه القضية، سواء في ذلك الوقت أو قبل ذلك أو بعده".

وأضاف أن الهند مستعدة لـ"النظر في أي معلومات محددة تقدم لنا. لكن حتى الآن لم نتلق مثل هذه المعلومات المحددة".

وهذه المزاعم بشأن الاغتيال، أدت إلى مزيد من التدهور في العلاقات الهندية الكندية، ما أثر على آلاف الطلاب الهنود الذين يسافرون إلى كندا للتعليم العالي، وكذلك المغتربين الهنود.

وأعلنت كندا، الخميس، خفض عدد دبلوماسييها في الهند لأسباب تتعلق بـ"مخاوف أمنية"، فيما ردّت نيودلهي بتعليق خدمات التأشيرات للمواطنين الكنديين.

من هو سينج نيجار؟ 

في 18 يونيو الماضي، لقي نيجار مصرعه بالرصاص خارج معبد للسيخ في كولومبيا البريطانية بكندا، إذ يسعى إلى إنشاء دولة مستقلة للسيخ باسم "خالستان"، تكون منفصلة عن ولاية بنجاب الهندية. 

وكان نيجار مطلوباً من قبل السلطات الهندية، وصُنف "إرهابياً" في يوليو 2020، كما تلقى تحذيرات من الاستخبارات الكندية بشأن تهديدات ضده، وفقاً لمنظمة السيخ العالمية في كندا، والتي زعمت أنه "اغتيل في إطلاق نار محدد".

وتُعد كندا موطناً لأحد أكبر المجتمعات الأجنبية ذات الأصول الهندية، والتي تضم 1.04 مليون شخص من إجمالي عدد سكان كندا البالغ عددهم 40 مليون نسمة. وأفاد نحو 770 ألف شخص بأنهم من أقلية السيخ في عام 2021.

كما تضم كندا أكبر عدد من السيخ خارج ولاية بنجاب الهندية، إذ كثيراً ما تشكو الهند للحكومات الكندية من أنشطة "المتشددين" منهم، الذين يحاولون إحياء التمرد.

تصنيفات

قصص قد تهمك