دبي-الشرق
مرر مجلس النواب الأميركي، الخميس، مشروع قانون يعد بمثابة "توبيخ" للرئيس جو بايدن على قراره بتعليق شحنة أسلحة لإسرائيل، وسط انتقادات ديموقراطية وصفت التصويت الجمهوري "الرمزي" على مشروع لن يمر في مجلس الشيوخ، على أنه "محاولة لاستخدام إسرائيل في الصراع السياسي بأميركا".
وصوت مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون، بأغلبية 224 صوتاً مقابل معارضة 187، على القرار الذي يقيد سلطات بايدن في تعليق إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، ويلزمه بإرسال الأسلحة التي وافق الكونجرس عليها ضمن حزمة المساعدات.
وسبق أن أعلن بايدن أنه سيستخدم "الفيتو" ضد مشروع القانون، في حال مررته غرفتا الكونجرس، وهو الأمر المستبعد إذ أعلن زعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ تشاك شومر أن مشروع القانون "سيصل المجلس ميتاً"، وأنه لا ينوي عقد تصويت على المشروع.
وقالت شبكة "CNN" إن مشروع القانون يقوض قدرة بايدن على حجب أو أوقف أو إلغاء أي شحنات أسلحة يقرها الكونجرس لإسرائيل، ويطالب بتسليم إسرائيل أي شحنات أسلحة كان قد جرى تعليقها، وذلك خلال 15 يوماً من تاريخ بدء سريان القانون.
وعلق بايدن الأسبوع الماضي، إرسال شحنات قنابل كانت متجهة إلى إسرائيل، قبل أن يوافق مؤخراً على تقديم أسلحة أخرى، وبينما يهدد الرئيس الأميركي بقطع المزيد من الشحنات حال أقدمت إسرائيل على اجتياح رفح، إلا أن ذلك يتعلق فقط بالأسلحة ذات الطبيعة الهجومية، وفق مجلة "بوليتيكو".
ووصف البيت الأبيض، مشروع قانون الحزب الجمهوري في مجلس النواب بأنه "رد فعل مضلل على التشويه المتعمد لنهج الإدارة تجاه إسرائيل".
تهديد جمهوري
وهدد السيناتور الجمهوري تيد كروز بفرض تصويت لمنع تشغيل وصيانة الرصيف العائم المؤقت بشاطئ قطاع غزة، إذا لم يصوت الديمقراطيون لصالح التشريع في مجلس الشيوخ.
وأرسل كروز بريداً إلكترونياً إلى الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ، حيث يسعى لاستغلال الانقسامات داخل الحزب الديمقراطي بشأن قرار بايدن تعليق إرسال 3500 قنبلة أميركية كانت متجهة إلى إسرائيل، وفقاً لـ"أكسيوس".
ويخطط للضغط على شومر من خلال تقديم قرار يتعلق بسلطات الحرب، ينص على منع الجيش من "بناء وصيانة وتشغيل" رصيف غزة، ويرى مكتب كروز أن القرار "يحظى بأولوية" لأن الرصيف تعرض للهجوم مرتين.
ومثل افتتاح الرصيف العائم، الذي بنته الولايات المتحدة بكلفة قدرها 320 مليون دولار، أول استخدام كبير لطريق بحري لتوصيل المساعدات إلى غزة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع، إذ يتطلب الأمر جهود مئات الجنود والعديد من السفن ومهمة تدعمها منظمات إنسانية والعديد من الدول، من بينها إسرائيل.
ودخلت الجمعة، أول شحنة مساعدات عبر الميناء إلى غزة.
ويسمح استخدام كروز لصفة "مشروع قرار ذا أولوية"، بطرحه بسرعة للتصويت، ما يتيح إمكانية التصويت عليه مباشرة بعد عودة مجلس الشيوخ في بداية يونيو المقبل، إذ لا تخضع القرارات ذات الأولوية (تعد ذات أهمية وإلحاح ويتم التصويت عليها بشكل عاجل) لعتبة جمع 60 صوتاً.
كما يمضي كروز في مشروع قانون منفصل، من شأنه أن يمنع الإدارة من إيقاف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل مؤقتاً، لكنه سيُبقي التفويض سارياً حتى عام بعد توقف الأعمال العدائية.
"تصويت للاستهلاك المحلي"
ووصف عدد من الديمقراطيين المؤيدين لإسرائيل، التصويت الجمهوري الرمزي على مشروع القرار بأنه محاولة "مخجلة لاستخدام إسرائيل والجالية اليهودية في الصراع السياسي بأميركا".
ووفقاً لـ"أكسيوس"، فإن النواب الديمقراطيين دعوا رئيس المجلس مايك جونسون، لوقف سياسة "مشاريع القوانين أحادية الطابع" والعودة إلى الإجماع الحزبي، دعماً لإسرائيل.
وأضاف النواب في بيان أنهم "مستعدين للعمل مع زملائهم الجمهوريين لضمان عدم المس بالعلاقة الأميركية - الإسرائيلية ولضمان القضاء على حركة حماس، وإعادة جميع المحتجزين في القطاع"، وفق قولهم.
تصنيفات
