"الضوء" يحمل أملاً جديداً لعلاج إصابات الدماغ المؤلمة

time reading iconدقائق القراءة - 4
جراح أعصاب يتحدث مع مريض يخضع لعملية جراحية بالدماغ في المعهد الوطني لطب الأعصاب في بودابست. 15 ديسمبر 2012 - Reuters
جراح أعصاب يتحدث مع مريض يخضع لعملية جراحية بالدماغ في المعهد الوطني لطب الأعصاب في بودابست. 15 ديسمبر 2012 - Reuters
القاهرة-محمد منصور

كشفت دراسة جديدة، نُشرت في مجلة "Radiology"، أن العلاج بالضوء منخفض المستوى قد يساعد على شفاء المرضى الذين يعانون إصابات الدماغ الكبيرة والمؤلمة.

وتسلط الدراسة، التي أجراها باحثون في مستشفى ماساتشوستس العام، الضوء على إمكانات هذا النوع من العلاج الذي يوظف الضوء منخفض المستوى، من خلال استخدام أطوال موجية محددة من الضوء، عادةً في الطيف الأحمر، أو القريب من الأشعة تحت الحمراء، لتحفيز العمليات الخلوية التي تعزز الشفاء، وتقلل الالتهاب، وتخفف الألم.

ويعزز العلاج غير الجراحي إنتاج الطاقة الخلوية، كما يقلل من الإجهاد التأكسدي، ويعزز إصلاح الأنسجة عن طريق توصيل الطاقة الضوئية إلى الخلايا، والتي تمتصها المكونات الخلوية التي تسمى حاملات اللون.

ركَّز الباحثون على 38 مريضاً عانوا إصابات دماغية شديدة بما يكفي لتغيير الإدراك، أو يمكن اكتشافها من خلال فحص الدماغ، وفي غضون 72 ساعة من إصابتهم، تلقى 17 مريضاً العلاج باستخدام خوذة ينبعث منها ضوء الأشعة تحت الحمراء القريبة، فيما لم يخضع 21 مريضاً من المجموعة للعلاج نفسه.

تقنية الرنين المغناطيسي الوظيفي

ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة راجيف جوبتا، وهو باحث في قسم الأشعة في مستشفى ماساتشوستس العام: "الجمجمة شفافة تماماً للضوء القريب من الأشعة تحت الحمراء؛ فبمجرد أن ترتدي الخوذة، فإن دماغك بأكمله يتعرض لهذا الضوء".

استخدم الباحثون تقنية تصوير تسمى التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لقياس آثار العلاج بالضوء، ووجدوا أن المرضى الذين تلقوا العلاج بالضوء أظهروا تحسناً في وظائف المخ والتعافي مقارنة بأولئك الذين لم يتلقوا العلاج.

يشير هذا إلى أن العلاج بالضوء يمكن أن يكون أداة قيّمة في علاج إصابات الدماغ الرضية، مما قد يقلل من التأثيرات طويلة المدى لهذه الإصابات.

وقارن الباحثون نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي خلال ثلاث مراحل للتعافي: المرحلة الحادة خلال أسبوع واحد بعد الإصابة، والمرحلة تحت الحادة لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بعد الإصابة، والمرحلة تحت الحادة المتأخرة لمدة ثلاثة أشهر بعد الإصابة.

علاج إصابات الدماغ المؤلمة

وأظهر المرضى الذين تلقوا علاجاً ضوئياً منخفض المستوى تغيراً أكبر، في سبعة مناطق من الدماغ، خلال مرحلة التعافي الحادة إلى تحت الحادة، مقارنة بالمشاركين في المجموعة الضابطة.

ويقول المؤلف المشارك في الدراسة ناثانيال ميركالدو، وهو أخصائي في مستشفى ماساتشوستس العام: "تحسنت الاتصالات العصبية، كما تحسنت وظائف المخ، وزادت قدرته على التعافي لدى أولئك الذين يتلقون العلاج بالضوء، في المقام الأول، خلال الأسبوعين الأولين".

غير أن الباحثين لم يتمكنوا من اكتشاف الأثر في المدى الطويل، ولذلك، رغم أن العلاج يبدو أنه يزيد اتصال الدماغ في البداية، إلا أن آثاره على المدى الطويل لم يتم تحديدها بعد، ولا يعرف الباحثون الآلية الدقيقة لتأثيرات العلاج بالضوء على الدماغ، غير أن الأبحاث السابقة تشير إلى زيادة إنتاج أدينوسين ثلاثي الفوسفات، وهو الجزيء الذي يخزن وينقل الطاقة في الخلايا.

كما تم ربط العلاج بالضوء بتمدد الأوعية الدموية، والتأثيرات المضادة للالتهابات.

تسلط النتائج التي توصل إليها الفريق الضوء على اختراق محتمل في علاج إصابات الدماغ المؤلمة، ويقول الباحثون إن استمرار استكشاف تقنيات العلاج بالضوء، يمكن أن يوفر أملاً جديداً للمرضى الذين يعانون الآثار المنهكة لإصابات الدماغ الرضية، مما يمهد الطريق لاستراتيجيات تعافٍ أكثر فاعلية.

تصنيفات

قصص قد تهمك