شنّت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات على 13 هدفاً للحوثيين في مواقع متعددة باليمن، رداً على ما وُصف بـ"تصاعد الهجمات" التي تشنها الجماعة في البحر الأحمر وخليج عدن، فيما أفادت وسائل إعلام تابعة للحوثيين بأن هذه الغارات قتلت 16 شخصاً.
وقال مسؤولون أميركيون في تصريحات لوكالة "أسوشيتد برس"، إن مقاتلات أميركية وبريطانية وسفناً أميركية ضربت مجموعة كبيرة من المنشآت تحت الأرض، ومنصات إطلاق الصواريخ، ومواقع القيادة والتحكم، وسفينة تابعة للحوثيين وغيرها.
وذكرت القيادة المركزية الأميركية في بيان، أنها نجحت بتدمير 8 طائرات مسيرة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن وفوق البحر الأحمر.
وأضافت أن قوات القيادة المركزية إلى جانب القوات البريطانية، نفذت عدة ضربات ضد 13 هدفاً للحوثيين في المناطق التي يسيطرون عليها.
وأعلن الجيش البريطاني أنّه نفّذ ليل الخميس-الجمعة "عملية مشتركة" مع القوات الأميركية، تضمّنت شنّ غارات ضدّ مواقع للمتمرّدين بهدف تقويض قدراتهم العسكرية.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية، إنّ "القوات البريطانية شاركت في عملية مشتركة مع القوات الأميركية بهدف تقويض القدرات العسكرية للحوثيين الذين يواصلون تنفيذ هجمات على الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن".
وأضاف البيان أنّ معلومات استخبارية "أكّدت" ضلوع موقعين في منطقة الحُديدة في هجمات استهدفت حركة الملاحة البحرية، وزعم أنّ الحوثيين "استخدموا منازل في هذه المنطقة لتخزين مسيّرات مفخّخة والتحكّم بها عن بُعد".
كما استهدفت الغارات، وفقاً للبيان، موقعاً آخر يقع غرب الحديدة، واستخدمه الحوثيون لتنفيذ هجمات بطائرات بدون طيّار.
وقال المسؤولون الأميركيون لـ"أسوشيتد برس"، إن طائرات أميركية من طراز F/A-18 تم إطلاقها من حاملة الطائرات USS Dwight D. Eisenhower في البحر الأحمر، فيما شاركت سفن حربية أميركية أخرى في المنطقة في العملية.
وتأتي الضربات بعد يوم واحد من إسقاط المسيرة الأميركية MQ-9 Reaper في اليمن، إذ نشر الحوثيون لقطات مصورة قالوا إنها "تظهر استهداف الطائرة الأميركية بصاروخ أرض جو في منطقة صحراوية بمحافظة مأرب وسط اليمن".
ويُعد هذا ثالث إسقاط من نوعه خلال الشهر الجاري فقط، وفي وقت سابق من هذا الأسبوع ألحقت الهجمات الصاروخية مرتين أضراراً بسفينة مملوكة لليونان وترفع علم جزر مارشال في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن، حيث قالت شركة أمن خاصة إن حركة الاتصالات اللاسلكية أشارت إلى أن السفينة غمرتها المياه بعد ضربها، فيما أعلن الحوثيون مسؤوليتهم.
وذكرت قناة المسيرة التابعة للحوثيين، أن هذه الغارات قتلت 14 شخصاً، فيما أصيب أكثر من 30 آخرين بجروح.
وأفادت القناة التلفزيونية أن هذه الغارات استهدفت إذاعة الحديدة، وميناء الصليف.
الحوثيون: هاجمنا حاملة الطائرات آيزنهاور
وفي المقابل، قال يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين في بيان، الجمعة، إن الجماعة شنت هجوماً صاروخياً على حاملة الطائرات الأميركية آيزنهاور في البحر الأحمر، ردا على الضربات الأميركية البريطانية في محافظات صنعاء والحديدة وتعز باليمن.
وجاء في البيان: "في إطار الرد على العدوان الأميركي البريطاني، واستمراراً في الانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني، نفّذت القوة الصاروخية والقوة البحرية في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية مشتركة استهدفت حاملة الطائرات الأميركية آيزنهاور في البحر الأحمر، وقد نفّذت العملية بعدد من الصواريخ المجنحة والباليستية".
وبحسب "أسوشيتد برس"، فإن العملية المشتركة بين بريطانيا والولايات المتحدة تعد الخامسة ضد الحوثيين منذ 12 يناير الماضي. رغم ذلك، تنفذ الولايات المتحدة ضربات يومية في الغالب ضد أهداف حوثية، بينها الصواريخ والطائرات المسيرة التي تستهدف السفن، والأسلحة المُعَدة للإطلاق.
وصعّد الحوثيون هجماتهم في الأشهر الأخيرة على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، مطالبين بإنهاء إسرائيل حربها على قطاع غزة.
وشن الحوثيون أكثر من 50 هجوماً على السفن، واستولوا على سفينة، وأغرقوا أخرى منذ نوفمبر الماضي، وفقاً للإدارة البحرية الأميركية، في حين انخفضت حركة الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن بسبب هذا التهديد.
وحذّر الرئيس الأميركي جو بايدن وزعماء آخرون مراراً من أن الولايات المتحدة "لن تتسامح" مع هجمات الحوثيين ضد السفن التجارية، ولكن الهجمات المضادة لم تحد على ما يبدو من حملة الحوثيين ضد السفن في المنطقة.