وسط تردد أميركي.. مشروع قرار أوروبي أمام وكالة الطاقة الذرية لإدانة إيران

time reading iconدقائق القراءة - 5
محطة بوشهر الإيرانية للطاقة النووية خلال حفل رسمي لبدء الأعمال في مفاعل ثان في المنشأة. 10 نوفمبر 2019 - AFP
محطة بوشهر الإيرانية للطاقة النووية خلال حفل رسمي لبدء الأعمال في مفاعل ثان في المنشأة. 10 نوفمبر 2019 - AFP
فيينا/ دبي -أ ف بالشرق

قال دبلوماسيون أوروبيون، الاثنين، إنهم بصدد تقديم مشروع قرار يدين "عدم تعاون إيران" مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى مجلس محافظي الوكالة، الذي يبدأ أعماله، الاثنين، في العاصمة النمساوية فيينا، وسط "تردد أميركي" بشأن المشروع الذي قد يجعل الملف أكثر تعقيداً، إذ تشير تقارير نقلاً عن مصادر أوروبية، إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تضغط على الحلفاء الأوروبيين لعرقلة خطط "توبيخ طهران". 

وشدد الدبلوماسيون الأوروبيون، على "الحاجة الملحة للرد على خطورة الوضع"، وذلك بعد 18 شهراً من التصعيد النووي، حسبما نقلت "فرانس برس".

ورغم نفي إيران أي رغبة لديها في الحصول على أسلحة نووية، إلا أن برنامجها يواصل تقدمه. ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن إيران هي الدولة الوحيدة التي لا تمتلك سلاحاً نووياً لكنها قادرة على تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 60%، وتتزايد مخزوناته باستمرار.

وهذه العتبة قريبة من مستوى الـ90% اللازم لصنع قنبلة نووية، وهي أعلى بكثير من الحد الأقصى البالغ 3.67%، وفقاً لما ورد في الاتفاق النووي المبرم في 20215، أو ما يُعادل ما يُستخدم لتوليد الكهرباء.

وعلى الرغم من هذا الوضع الذي كان لا يمكن تصوره حتى وقت قريب، فإن مجلس محافظي الهيئة الأممية المكونة من 35 دولة، لم يقدم مشروع قرار منذ نوفمبر 2022. 

وخلال الاجتماع الأخير في مارس الماضي، أعدّت لندن وباريس وبرلين، نصاً قبل أن تتراجع بسبب نقص الدعم من واشنطن.

وكانت المرة الأخيرة التي مرر فيها مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قراراً بتوبيخ إيران، في نوفمبر 2022. ومنذ ذلك الحين، حذر المسؤولون الأميركيون والأوروبيون في فيينا مراراً من أنهم سيتخذون إجراءات إذا لم تقم طهران بكبح تقدمها النووي وتعزيز تعاونها مع الوكالة.

وتصاعدت التوترات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ عام 2018، عندما أعلن الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب انسحاب الولايات المتحدة من جانب واحد من اتفاق طهران النووي مع القوى العالمية. ومنذ ذلك الحين، تخلت إيران عن جميع القيود التي فرضها الاتفاق على برنامجها، وسرّعت في زيادة تخصيب اليورانيوم.

خطط "توبيخ إيران"

وسعت إيران مؤخراً إلى تخفيف بعض مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب، ما يشير، من وجهة النظر الأميركية، إلى أنها تسعى إلى تجنب الصراع من خلال فرض قيود ذاتية على إمداداتها من الوقود شبه المستخدم في تصنيع الأسلحة، لكن آلات مصنع "فوردو" تنتج اليورانيوم عالي التخصيب بمعدلات أسرع من أي وقت مضى، كما أن المخزونات المجمعة من وقود اليورانيوم في إيران مستمرة في الزيادة، وفقاً للسجلات.

وأظهر تقريران سريان للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في نهاية مايو الماضي، أن إيران زادت تخصيب اليورانيوم بـ30 مرة ما يجعلها قريبة من الدرجة اللازمة لصنع الأسلحة النووية، في الوقت الذي تتعثر فيه المناقشات الرامية إلى تحسين تعاونها مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة، فيما أكد دبلوماسيون، حينها، أن واشنطن تضغط على الحلفاء الأوروبيين للتراجع عن خطط "توبيخ إيران"، بسبب تقدمها في برنامجها النووي.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلاً عن دبلوماسيين، آنذاك، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تضغط على الحلفاء الأوروبيين للتراجع عن خطط "توبيخ إيران"، بسبب تقدمها في برنامجها النووي.

وبلغت المخزونات الإيرانية 6201.3 كيلوجرام في 11 مايو الماضي مقارنة مع 5525.5 كيلوجرام في فبراير، أي أكثر بـ30 ضعفاً من الحد المسموح به بموجب الاتفاق الدولي المبرم في عام 2015، علماً أن طهران تنفي سعيها إلى حيازة القنبلة النووية.

وتعارض الولايات المتحدة، محاولة بريطانيا وفرنسا لتوبيخ إيران في مجلس الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ويخشى بعض المسؤولين الأميركيين، من أن تصبح إيران أكثر تقلباً مع اقتراب البلاد من انتخابات لاختيار قائد جديد بعد وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة مروحية، في مايو الماضي. وصرحت إدارة بايدن منذ فترة طويلة بأنها تسعى إلى حل دبلوماسي لبرنامج إيران النووي.

تصنيفات

قصص قد تهمك