جيفري كاتزنبرج.. سلاح بايدن السري في هوليوود لمواجهة ترمب

time reading iconدقائق القراءة - 8
رجل الأعمال الأميركي والمنتج السينمائي جيفري كاتزنبرج يحضر مباراة كرة سلة في لوس أنجلوس. 6 مايو 2023 - REUTERS
رجل الأعمال الأميركي والمنتج السينمائي جيفري كاتزنبرج يحضر مباراة كرة سلة في لوس أنجلوس. 6 مايو 2023 - REUTERS
دبي-الشرق

عندما كشف الرئيس الأميركي جو بايدن العام الماضي عن خططه للترشح لولاية رئاسية ثانية، شكك بعض كبار المانحين لصالح الديمقراطيين في فرص نجاحه أمام منافسه المحتمل الجمهوري دونالد ترمب، معربين عن قلقهم من كبر سنه، وعدم قدرته على تحمل أعباء المنصب خلال السنوات الأربع المقبلة.

لكن كان هناك شخص يخبر المانحين والداعمين أنهم مخطئون، وعندما لم يصدقه البعض، طالبهم بأن يأتوا إلى واشنطن ليكتشفوا بأنفسهم، ثم رتب لإحضار المانحين المتشككين إلى البيت الأبيض والجلوس مع الرئيس الثمانيني لإقناعهم بأنه لا يزال مؤهلاً بما يكفي.

إنه رجل الأعمال والمنتج السينمائي جيفري كاتزنبرج، الذي تصفه صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية بأنه "سلاح ثقيل في هوليوود" يتسلح به بايدن لخوض معركة الرئاسة الأميركية المقررة في نوفمبر ومواجهة الرئيس السابق دونالد ترمب. 

من هو جيفري كاتزنبرج؟

نشأ كاتزنبرج في الجانب الشرقي الأعلى من نيويورك، وهو ابن فنان وسمسار بورصة في وول ستريت، أرسله إلى مدرسة فيلدستون للثقافة الأخلاقية.

وورث حب القمار عن والده، ما أدى إلى طرده من المعسكر الصيفي.  

بعد ذلك ذهب الصبي اليافع للعمل لدى العمدة جون ليندسي، ليصبح في نهاية المطاف مساعد العمدة الذي يحمل له أوراقه وحقائبه والنقود لدفع تكاليف أماكن إلقاء الخطب في الأيام التي سبقت استخدام بطاقات الائتمان على نطاق واسع، ما وصفه كاتزنبرج، الذي ترك الدراسة بجامعة نيويورك، بأنه "كانت تلك شهادتي الجامعية". 

وفي نهاية المطاف، اتجه كاتزنبرج غرباً ليصبح مساعداً لباري ديلر، قطب الإعلام، ويشق طريقه في صناعة الأفلام، ويصبح مقرباً من ليو واسرمان، الذي كان رجل أعمال أميركي ووكيلًا للمواهب، يوصف بأنه "آخر أباطرة السينما الأسطوريين" و"أقوى عمالقة هوليوود وأكثرهم تأثيراً في العقود الأربعة التي تلت الحرب العالمية الثانية".

وانخرط كاتزنبرج في هوليوود، أولاً في استوديوهات والت ديزني، ثم بعد طرده في صراع على السلطة، انتقل إلى شركة DreamWorks، التي أسسها مع ستيفن سبيلبيرج وديفيد جيفن.

وساعد كاتزنبيرج في رعاية أفلام من علامات السينما الأميركية مثل Star Terk: The Motion Picture، وGod Morning Vietnam، وPretty Woman، وDead Poets Society" وغيرها، إضافة إلى كلاسيكيات الرسوم المتحركة مثل Aladdin، وThe Little Mermaid وغيرها.

ووفقاً لحساباته الخاصة، شارك في 406 من أفلام الحركة، و41 فيلم رسوم متحركة، وأكثر من 85 برنامجاً تلفزيونياً، و5 مسرحيات في برودواي.

ولا يزال كاتزنبرج، البالغ من العمر 73 عاماً، أنيقاً وممشوقاً وودوداً وينضح بنوع من الطاقة الطموحة الجموحة كما لو كان أحد أبطال أفلامه. 

وقد وصفه صديقه المقرب كيزي واسرمان، أحد أقطاب الرياضة والموسيقى والترفيه، مداعباً بأنه "يأكل كالحصان، دون أن يزيد وزنه"، بحسب "نيويورك تايمز".

هوليوود والسياسة

وطالما انغمس كاتزنبرج، الذي تقدر ثروته بـ2.1 مليار دولار، في اهتمامه بالسياسة، وأصبح ما وصفه بول بيجالا، الخبير الاستراتيجي الديمقراطي المخضرم، بأنه "أعظم جامع تبرعات على قيد الحياة".

وأضاف بيجالا لـ"نيويورك تايمز" أن كاتزنبرج كان "مهووساً" إلى حد أنه قال في ليلة الانتخابات في عام 2012، عندما تم إعلان فوز الرئيس الديمقراطي باراك أوباما: "من سندعم في عام 2016؟ أعتقد أنها يجب أن تكون هيلاري. يجب أن نبدأ الآن".

ويتذكر بيجالا احتجاجه بأنه لم يحتفل بعد بانتصار الليلة، حيث قال: "جيفري، ليس لدي الوقت حتى لأحتسي بعض الخمر".

ولكن هذا يعني أن كاتزنبرج يمكنه استباق بعض الأمور. ففي يوم الانتخابات في عام 2016، عندما كان متوقعاً أن تفوز هيلاري كينتون على دونالد ترمب، التقى كاتزنبرج الممثل أليك بالدوين في فندق والدورف أستوريا نيويورك. 

وخطط الاثنان معاً لكوميديا تليفزيونية يقوم خلالها بالدوين بدور ترمب في واقع بديل يفترض فوزه بالرئاسة.

كاتزنبرج وترمب

وعلى غرار ديمقراطيين كُثُر، يحمل كاتزنبرج كراهية عميقة لترمب، فقد أخبر أصدقاء له بأنه التقى الرئيس السابق في نيويورك منذ عقود، وأعرب حينها عن اعتقاده بأن قطب العقارات "وقح".

كما وصف ترمب أمام تجمع في غرب هوليوود، برعاية "أكسيوس"، في مايو، بأنه كان "أحمق في ذلك الوقت، ولم يتغير شيء حقاً". ولم يمنع ذلك كاتزنبرج من الظهور كضيف في برنامج The Apprentice مع ترمب في عام 2006.

وعندما سُئل عن سبب إصراره الآن على هزيمة ترمب، ذكر كاتزنبرج قصة عن واجب تم تكليفه به في مدرسته الثانوية بإجراء مقابلة مع جديه المولودين في أوروبا بشأن المكان الذي كانا يعيشان فيه قبل الحرب العالمية الثانية.

وخلال المقابلة اكتشف كاتزنبرج أن جديه لم يعتقداً أن أدولف هتلر كان يشكل خطراً عند صعوده إلى السلطة في ألمانيا.

وقال كاتزنبرج لأصدقائه إنه لا يريد أن يسأله أحفاده ماذا كان يفعل عندما واجهت بلاده اختباراً مماثلاً.

وإذا كان ترمب هو شخصية سكار في فيلم The Lion King، فإن كاتزنبرج يرى أن بايدن هو موفاسا، الملك الأب الحكيم.

ربما لا يكون هذا القياس مثالياً، إذ قتل سكار الملك موفاسا في انقلاب للاستيلاء على Pride Lands، ووقع على عاتق ابن موفاسا، سيمبا، مهمة السعي لتحقيق العدالة والإطاحة بالمغتصب.

كاتزنبرج وبايدن

لكن النقطة المهمة تكمن في أن كاتزنبرج يدفع بفريق بايدن للتفكير في الحملة الرئاسية باعتبارها "قصة يجب روايتها". 

في هذا السياق، قال مايكل تايلر، مدير الاتصالات في الحملة، الذي يقدر أن بايدن يتحدث إلى كاتزنبرج عدة مرات في الأسبوع، إنه "شريك جيد في التفكير حول كيفية الجمع بين العناصر المختلفة، أي كيف تصنع اللحظة وكيف تتأكد من أنها ليست لحظة عادية".

ورغم انخراطه في جهود مكثفة حول بعض القضايا، مثل مشكلة التشرد في لوس أنجلوس، إلا أن شيئاً من هذا لا يمكن مقارنته بحماس وشغف كاتزنبرج تجاه حملة بايدن. وحتى المستفيدين يجدون أن من الغريب أن يكون منخرطاً في الحملة على هذا النحو.

ويقول جافين نيوسوم، حاكم كاليفورنيا والحليف القديم لكاتزنبرج، في مقابلة مع "نيويورك تايمز": "لقد سألته بـ 10 طرق مختلفة في 10 أيام مختلفة لماذا تفعل كل ذلك؟ فينظر إلي بدهشة ويبدي انزعاجه في كل مرة أسأله فيها عما تبحث عنه هنا".  

ومساء السبت، يجمع كاتزنبرج بايدن مع الرئيس السابق باراك أوباما وجورج كلوني وجوليا روبرتس وجيمي كيميل في حفل جمع تبرعات بحضور النجوم، بعد الحفل الذي رتبه مع الرئيسين السابقين أوباما وبيل كلينتون، في مارس، وتم فيه جمع 26 مليون دولار.

وبينما لم يحل كاتزنبرج مشكلة عمر الرئيس الأميركي بأي شكل من الأشكال، أشار مساعدو بايدن إلى أن بعض من أحضرهم إلى البيت الأبيض لم يكونوا بحاجة إلى الإقناع، إلا أن جهوده لإقرار بايدن لدى مجموعة من الأثرياء ساعدت في إنجاز "ميزانية حرب" تفوق حملة ترمب.

لقد مضى كاتزنبرج، وفق "نيويورك تايمز"، أبعد بكثير من عمله السياسي السابق، حيث انضم إلى حملة بايدن كرئيس مشارك، واستثمر في نفسه بشكل كامل في جهود هزيمة ترمب.

ويتحدث بايدن مع كاتزنبرج عدة مرات أسبوعياً، مثلما يفعل الكثير من مستشاريه. وقال كبير موظفي البيت الأبيض جيفري زينتس: "على حد علمي هذا الرجل لا ينام. إنه يعمل طوال الأسبوع. هذا لا يُقدر بثمن".

تصنيفات

قصص قد تهمك