بعد بلوغه 81 عاماً.. عمر بايدن يثير شكوكاً ديمقراطية بشأن قدرته على ولاية جديدة

البيت الأبيض يستشهد بـ"الخبرة الطويلة" للرئيس الأميركي في الاحتفال بعيد ميلاده

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض. 27 مارس 2023 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض. 27 مارس 2023 - REUTERS
دبي -الشرق

يثير عمر الرئيس الأميركي جو بايدن، المرشّح للانتخابات الرئاسية المقررة في العام المقبل 2024، والذي يحتفل، الاثنين، بعيد ميلاده الـ81، جدلاً كبيراً بين المانحين والمتبرعين لحملته الانتخابية، والذين يشكّكون في قدرة الرئيس على قيادة البلاد، خاصة في ظلّ تراجع شعبيته التي تأثرت كثيراً بالحرب الإسرائيلية على غزة، فيما يتصاعد نجم منافسه السّياسي دونالد ترمب في استطلاعات الرأي.

وفي فعالية لجمع التبرعات نظمتها اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي في سبتمبر الماضي، وجه أحد المتبرعين عدة أسئلة لنائب مدير حملة بايدن الانتخابية، كوينتين فولكس، بشأن أحد أكثر المواضيع التي تتم مناقشتها في دوائر الحزب، وهي عمر الرئيس.

وسأل المتبرع خلال جلسة للإجابة عن الأسئلة المتعلقة بحملة 2024، فولكس، حول كيفية تعامل المتبرعين مع المخاوف التي أصبحوا على علم بها. ورد فولكس بأنه لا يُمكن لأحد تغيير عمر الرئيس، وحث المتبرع على التركيز على الإنجازات التاريخية لبايدن، بحسب مجلة "بوليتيكو" الأميركية.

وقالت "بوليتيكو"، الأحد، إن رد فولكس لاقى استحسان المتبرعين الذين يرون عمر بايدن كدليل على خبرته العميقة، لكنها قوبلت بالرفض من قبل المتبرعين الذين يخشون من أن الحملة لا تبذل الجهد الكافي لتذكير الناخبين بأن الرئيس السابق، ترمب، يصغر بايدن بثلاث سنوات ونصف فقط، وفقاً لأربعة أشخاص كانوا حاضرين في الجلسة.

وأضافت المجلة، أن الجلسة سلطت الضوء على تغير كبير يواجه الحزب في الوقت الحالي، موضحة أن هذا التغير يكمن في أن عدم تأكد الجميع من القواعد المناسبة للتعامل مع نقاط الضعف الأكثر حساسية لدى الرئيس.

مخاوف شديدة

وأجرت "بوليتيكو" مقابلات مع أكثر من 10 من المانحين وجامعي التبرعات لبايدن، والخبراء الاستراتيجيين الديمقراطيين، ومسؤولين في الحزب الديمقراطي. وقالت إن هذه المقابلات أظهرت مخاوف شديدة من أن النهج الذي تتبعه حملة بايدن في التعامل مع عمره ليس كافياً لتهدئة مخاوف الناخبين بشأن هذه المسألة.

ويحث العديد من المانحين، كبار مسؤولي الحملة بشكل مباشر على اتخاذ موقف هجومي، وتبني التعامل مع عمر بايدن باعتباره دليلاً على حكمته في الأوقات العصيبة. كما يضغطون لزيادة الدعابات حول "الجد جو".

وقال رون كلين، كبير موظفي البيت الأبيض خلال أول عامين من ولاية بايدن، للصحيفة: "أعتقد أن الجميع يعلم أنها مشكلة، وعلينا معالجتها". وأضاف أنه من المهم "التأكيد على أن العمر يمنحه مزيداً من الحكمة والخبرة، وكيف تغلب على هذه المشكلة الصعبة في أوكرانيا".

وتابع كلين: "سيواصل القيام بعمله، والقيام بحملته الانتخابية بقوة، وإظهار مستوى طاقته للشعب الأميركي، وهو قوي للغاية". 

 وفي المقابل، يشعر آخرون بالقلق من عدم كفاية الجهود المبذولة لتسليط الضوء بنفس القوة على حقيقة أن ترمب يبلغ من العمر 77 عاماً.

وقال آلان كيسلر، وهو متبرع ديمقراطي، للمجلة: "كلاهما (بايدن وترمب) لن يصبحا أصغر سناً في أعياد ميلادهما القادمة، ولكن يبدو أن بايدن يتعرض -باستمرار- للانتقاد بسبب عمره، بينما لا يتعرض ترمب لذلك". وأضاف: "لا أحد يتحدث عن العمر مع (ترمب). تلك المعايير المزدوجة أمر مقلق".

ويستخدم بايدن وفريقه عدداً من الإجابات، وعمل الرئيس على التهوين من مسألة عمره لعدة أشهر، خاصة في فعاليات جمع التبرعات. وفي الأيام الأخيرة، شدد مسؤولو حملة بايدن الانتخابية على أن هذا الوقت ليس مناسباً لـ"المبتدئين"، كما قال فولكس في مقابلة مع شبكة CNN الأميركية، في وقت سابق من الشهر الجاري. 

إراحة الرئيس

وفيما يتّفق مسؤولون داخل الحزب الديمقراطي على ضرورة التوقف من معاملة بايدن كرجل عجوز لا يثقون به، والسّماح له بالتفاعل مع الجمهور والصحافيين بشكل أكبر، يحضّ البعض الآخر موظفي بايدن على "إراحة الرئيس وحمايته وعدم إرساله في رحلات دولية مرهقة؛ بسبب تقدّمه في السن"، حسبما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وفي استطلاع أجرته صحيفة "نيويورك تايمز"، بالتعاون مع "سيينا كوليدج"، في "الولايات المتأرجحة" التي تشهد منافسة محتدمة بين الديمقراطيين والجمهوريين، قال 71% من المستطلع آراؤهم، إن بايدن "كبير في السن" بحيث لا يمكنه أن يصبح رئيساً، بما في ذلك 54% من مؤيديه. وعلى النقيض من ذلك، قال 39% ذلك عن ترمب.

اقرأ أيضاً

تراجع بايدن في استطلاعات الرأي يقرع أجراس الخطر في الحزب الديمقراطي

يختلف الاستراتيجيون الديمقراطيون فيما بينهم بشأن تراجع أرقام الرئيس الأميركي جو بايدن في استطلاعات الرأي، وقدرته على الفوز في المنافسة المحتملة ضد دونالد ترمب.

وقال جون بي. جوديس، المحلل السياسي ومؤلف كتاب "أين ذهب كل الديمقراطيين؟": "إنه لا ينظر ولا يتحدث (يقصد بايدن)"، مضيفاً: "إنه لا يتمتع بحضور قوي أو ساحر في مرحلة الانتخابات الرئاسية أو الرئاسية".

قلق المقربين

ولم تختلف نتائج استطلاع "نيويورك تايمز" و"سيينا كوليدج" عن الاستطلاع الذي أجرته "رويترز" بالاشتراك مع مؤسسة "إبسوس" في أبريل الماضي، والذي وجد أن 73% من البالغين يعتقدون أن بايدن كبير في السن، ولا يُمكن أن يتولى الرئاسة.

ويشعر الأشخاص المقربون من بايدن، بما في ذلك أفراد أسرته، بالقلق أيضاً من مشكلات البصر المرتبطة بالشيخوخة. كما يعتقدون أنه مؤهل ذهنياً لمنصب الرئيس، لكنهم اعترفوا بأن الرئيس قد يبدو ضعيفاً في بعض الأحيان، وفقاً لشخصين شاركا في المحادثات تحدثا شرط عدم الكشف عن هويتهما. 

"لا شيء يزعج مسؤولي البيت الأبيض أكثر من مناقشة عمر بايدن"، الذي يعتبرونه هاجساً لوسائل الإعلام التي لا تتوافق مع طموحات الرئيس النشط والذكي، حسبما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

واختار البيت الأبيض، الاحتفاء بعيد ميلاد الرّئيس جو بايدن، بذكر إنجازاته التي حققها خلال ولايته الرئاسية، وقال إن "خبرته الطويلة في واشنطن أتت بثمارها".

وقال بن لابولت، مدير الاتصالات بالبيت الأبيض في بيان، الأحد "بفضل عقود من الخبرة التي يتمتع بها الرئيس بايدن في الخدمة العامة والعلاقات العميقة مع القادة في الكونجرس، فقد أصدر تشريعاً ساعد على خلق أكثر من 14 مليون وظيفة، وخفض تكاليف الأدوية الموصوفة، والاستثمار في البنية التحتية والتكنولوجيا الأمريكية، وأدى إلى أقوى اقتصاد في العالم".

وأضاف لابولت أن الرئيس بايدن، "نشط التحالفات على المسرح العالمي لتعزيز مصالح أميركا والرد بقوة عندما تنشأ الأزمات العالمية".

تصنيفات

قصص قد تهمك