قمة سويسرا للسلام.. اختبار لنفوذ كييف الدبلوماسي وسط غياب صيني لافت

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد وصوله سويسرا بالقرب من منتجع بورجنشتوك حيث ستعقد قمة السلام في أوكرانيا. 14 يونيو 2024. - AFP
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد وصوله سويسرا بالقرب من منتجع بورجنشتوك حيث ستعقد قمة السلام في أوكرانيا. 14 يونيو 2024. - AFP
لوسيرن/دبي -الشرقرويترز

تستضيف سويسرا، السبت، قمة سلام أوكرانية يحضرها زعماء العالم وتمتد حتى الأحد، لاستكشاف سبل إنهاء الصراع الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، لكن دون مشاركة روسيا والصين.

ويشارك العشرات من حلفاء أوكرانيا في القمة، لكن الصين قررت عدم المشاركة بعد استبعاد روسيا بعد رفضها للقمة ووصفها إياها بأنها مضيعة للوقت وأنها غير مهتمة بالحضور.

وبدون الصين، تلاشت الآمال في عزل موسكو، في حين وضعت الهزائم العسكرية الأخيرة كييف في موقف دفاعي. كما حولت الحرب في غزة الانتباه عن أوكرانيا.

وينظر إلى القمة، التي تدعم عناصر صيغة السلام المكونة من 10 نقاط والتي قدمها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في أواخر عام 2022، على أنها جهد رمزي إلى حد كبير من جانب كييف لحشد المجتمع الدولي وإظهار القوة ضد روسيا.

وتأتي القمة في وقت تحقق فيه القوات الروسية مكاسباً في أوكرانيا، إذ باتت تسيطر على نحو 18% من الأراضي الأوكرانية، في الشرق في حرب أسفرت عن سقوط عشرات الآلاف من الجنود والمدنيين، ودمرت قرى وبلدات ومدن وشردت الملايين.

من هم المشاركون؟

وأعلنت سويسرا، أن 92 دولة و8 منظمات ستحضر، إذ يرى دبلوماسيون أن المنظمين بذلوا جهوداً حثيثة لتحقيق التوازن بين إدانة تصرفات روسيا وتأمين أكبر عدد ممكن من المشاركين.

ومن المقرر أن تشارك نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزعماء ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وكندا واليابان في القمة التي تعقد في 15 و16 يونيو الجاري، في منتجع بورجنستوك على قمة الجبل السويسري، وفق ما أوردته وكالة "أسوشيتد برس".

وتشارك هاريس في القمة نيابة عن الرئيس جو بايدن، وستلتقي مع زيلينسكي وتلقي كلمة في الجلسة العامة للقمة. كما سيمثل مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، الولايات المتحدة في القمة، الأحد، لبحث إنشاء مجموعات عمل بشأن إعادة الأطفال الأوكرانيين من روسيا وأمن الطاقة.

ومن المتوقع أن ترسل الهند، التي ساعدت موسكو على تجاوز صدمة العقوبات الاقتصادية، وفداً، فيما سيتم تمثيل تركيا والمجر، اللتين تحتفظان بالمثل بعلاقات ودية مع روسيا، بوزيري خارجيتهما.

ما أهم الملفات المطروحة؟

وستركز القمة على أجزاء واسعة من خطة زيلينسكي للسلام المكونة من 10 نقاط، والتي طُرحت في أواخر عام 2022، لتكون مستساغة لمعظم المشاركين.

وقال مسؤولون في هذا الصدد، إن هذا يشمل الحاجة إلى ضمان الأمن الغذائي والسلامة النووية وحرية الملاحة وتبادل الأسرى وعودة الأطفال.

ومن ناحية أخرى، تسعى الصين، جنباً إلى جنب مع البرازيل، إلى دفع خطة سلام منفصلة لأوكرانيا تدعو إلى مشاركة الطرفين المتحاربين، أعربت موسكو عن دعمها لجهود بكين لإنهاء الصراع.

ما موقف روسيا؟

ووصفت روسيا، فكرة عقد قمة لم تتم دعوتها إليها بأنها "عديمة الجدوى"، إذ تصور موسكو "عمليتها العسكرية الخاصة" في أوكرانيا جزءاً من صراع أوسع مع الغرب، فيما يتهم الغرب وأوكرانيا، روسيا بـ"شن حرب غزو غير قانونية".

والجمعة، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده ستوقف إطلاق النار وتدخل محادثات السلام، إذا تخلت كييف عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" وسحبت قواتها من أربع مناطق أوكرانية تطالب بها موسكو، لكن كييف قالت مراراً إن وحدة أراضيها "غير قابلة للتفاوض".

يشار إلى أن سويسرا تسعى إلى أن تمهد القمة الطريق أمام "عملية سلام مستقبلية" تشارك فيها روسيا، وتحديد الدولة التي يمكنها المشاركة في المرحلة التالية.

وقال ريتشارد جوان، مدير الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية "القمة تخاطر بإظهار حدود الدبلوماسية الأوكرانية. ومع ذلك، فهي أيضاً فرصة لأوكرانيا لتذكير العالم بأنها تدافع عن مبادئ ميثاق الأمم المتحدة".

تصنيفات

قصص قد تهمك