قمة سويسرا للسلام تحذر من "أزمات ذات تداعيات عالمية" بسبب حرب أوكرانيا

مسودة بيان مشترك للقمة تدعو إلى إعادة محطة زابوروجيا لكييف وترفض التهديد بـ"استخدام أسلحة نووية"

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي يتوسط القادة والمسؤولين المشاركين في قمة حول السلام في أوكرانيا في منتجع بورجنستوك الفاخر، بالقرب من لوسيرن في وسط سويسرا. 15 يونيو 2024 - AFP
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي يتوسط القادة والمسؤولين المشاركين في قمة حول السلام في أوكرانيا في منتجع بورجنستوك الفاخر، بالقرب من لوسيرن في وسط سويسرا. 15 يونيو 2024 - AFP
دبي-الشرقرويترز

أفادت مسودة بيان لقمة زعماء العالم المنعقدة في سويسرا لمتابعة مسار السلام في أوكرانيا بأن "الحرب المستمرة التي تشنها روسيا الاتحادية على أوكرانيا تواصل التسبب في معاناة إنسانية ودمار واسع النطاق وخلق أزمات ذات تداعيات على العالم".

وجاء في المسودة التي اطلعت عليها "رويترز" أن القمة عقدت من أجل تعزيز حوار رفيع المستوى بشأن مسارات نحو التوصل إلى سلام شامل وعادل ودائم لأوكرانيا على أساس القانون الدولي بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة.

وأكدت المسودة على التزام الدول المشاركة بالامتناع عن التهديد باستخدام القوة أو استخدامها ضد سلامة أراضي أي دولة أو استقلالها السياسي ومبادئ السيادة وسلامة أراضي جميع الدول ومنها أوكرانيا.

وأوضحت المسودة أن أي استخدام للطاقة النووية والمنشآت النووية يجب أن يكون آمناً ومحمياً وسليماً من الناحية البيئية. وشددت على أن تعمل محطات الطاقة النووية الأوكرانية ومنها محطة زابوروجيا تحت السيطرة السيادية الكاملة لأوكرانيا وبما يتماشى مع مبادئ الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها.

وأضافت أن "أي تهديد أو استخدام للأسلحة النووية في سياق الحرب الجارية ضد أوكرانيا أمر غير مقبول".

وشددت على ضرورة "إطلاق سراح جميع أسرى الحرب من خلال التبادل الكامل، وإعادة جميع الأطفال الأوكرانيين الذين تم ترحيلهم بشكل غير قانوني إلى روسيا وجميع المدنيين الأوكرانيين الآخرين الذين تم احتجازهم بشكل غير قانوني".

وعبر الزعماء في المسودة عن الاعتقاد "بأن التوصل إلى سلام يتطلب مشاركة جميع الأطراف والحوار فيما بينها".

وأشارت المسودة إلى أن "ميثاق الأمم المتحدة بما في ذلك مبادئ احترام سلامة أراضي وسيادة جميع الدول يمكن أن يشكل أساساً لتحقيق سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا".

ومن المقرر أن يصدر البيان الختامي، الأحد، في ختام القمة التي انطلقت، السبت، في منتجع بورجنشتوك وسط سويسرا. وتحمل المسودة تاريخ 13 يونيو.

وفي وقت سابق السبت، اجتمع زعماء من دول العالم في منتجع بجبال الألب السويسرية، سعياً إلى التوصل لتوافق أوسع لمقترحات إحلال السلام في أوكرانيا في قمة تجاهلتها الصين ووصفتها موسكو بأنها مضيعة للوقت.

وتشارك أكثر من 90 دولة في القمة، لكن غياب الصين على وجه الخصوص بدد الآمال في أن تظهر القمة روسيا على أنها معزولة عالمياً، كما وضعت هزائم عسكرية مُنيت بها كييف مؤخراً أوكرانيا في موقف دفاعي. وحولت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الانتباه بعيداً عن أوكرانيا.

وركزت المحادثات على مخاوف أوسع نطاقاً أثارتها الحرب، مثل الأمن الغذائي والنووي. لكن تركيا والسعودية، وهما من الدول المرشحة لاستضافة حدث آخر على غرار هذه القمة، قالتا إن مشاركة روسيا ضرورية لتحقيق أي تقدم ملموس.

وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالمشاركة الواسعة في القمة، ووصفها بأنها علامة على نجاحها وتوقع "أنها ستصنع التاريخ".

وقال زيلينسكي للزعماء المجتمعين: "اليوم وهو يوم الذي يبدأ فيه العالم الطريق صوب تحقيق نهاية سلمية عادلة".

وأوفد الرئيس الأميركي جو بايدن نائبته كاملا هاريس بدلاً منه، الأمر الذي أثار حفيظة كييف.

وأعلنت هاريس تقديم مساعدات بأكثر من 1.5 مليار دولار في مجالي الطاقة والمساعدات الإنسانية لأوكرانيا حيث تتعرض البنية التحتية لضربات جوية روسية منذ بدء الحرب في فبراير شباط 2022.

وعشية القمة، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن بلاده لن تنهي الحرب في أوكرانيا إلا إذا تخلت كييف عن طموحاتها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وتنازلت عن 4 مناطق تطالب موسكو بالسيادة عليها، وهما مطلبان رفضتهما كييف وحلفاؤها سريعاً.

ويبدو أن شروط بوتين تعبر عن ثقة موسكو المتزايدة في أن قواتها لها اليد العليا في الحرب.

وقالت هاريس تعليقاً على تصريحات بوتين: "إنه يدعو إلى الاستسلام... لن ندع أي أمر بشأن نهاية هذه الحرب يتحدد دون أوكرانيا".

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن "إبقاء الصراع على ما هو عليه الآن بوجود قوات أجنبية محتلة لأراض أوكرانية ليس هو الحل، بل هو وصفة لنشوب حروب عدوانية أخرى في المستقبل".

الصين وروسيا

قالت الصين إنها ستقاطع القمة بعد استبعاد روسيا من المشاركة، فيما أشارت الولايات المتحدة إلى أنها ترى أن قرار بكين اتخذ بناء على طلب من موسكو.

وذكر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن "بوتين ليس مهتما بتحقيق سلام حقيقي".

وأضاف سوناك: "لقد أطلق حملة دبلوماسية مستمرة ضد هذه القمة وأمر دولاً بعدم المشاركة وروج لسردية زائفة عن استعداده للتفاوض".

ووصف المستشار الألماني أولاف شولتز القمة بأنها "نبتة صغيرة تحتاج إلى ريّها وتغذيتها وإلى رعاية فائقة"، وهو ما قد يؤدي إلى تحقيق نتائج في المستقبل.

لكن دولاً من بينها تركيا والسعودية وكينيا قالت إن غياب روسيا يمثل عقبة.

وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان: "يجب أن أشير أيضاً إلى أن هذه القمة كان من الممكن أن تركز بشكل أكبر على النتائج لو كان الطرف الآخر في الصراع، وهو روسيا، حاضراً في القاعة".

وأوضح وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن المحادثات التي تحظى بالمصداقية ستتضمن "تنازلات صعبة".

وأشار المستشار النمساوي كارل نيهامر إلى أن هذه القمة فرصة للبدء في بناء توافق عالمي أوسع للضغط على روسيا.

وتابع نيهامر: "يبدو الأمر كما لو كنا (الغرب) لا نسمع إلا أنفسنا وصدى أصواتنا في غرفة مغلقة. تتفق جميع دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة على ما نريد أن يحدث مع أوكرانيا... لكن هذا وحده لا يكفي".

ولفت بوب دين، وهو زميل بحث بارز في معهد كلينجينديل البحثي ومقره هولندا، إلى أن الدعوات المطالبة بمشاركة روسيا في المحادثات ستزداد قوة بمرور الوقت.

وأفاد دين أمام منتدى على هامش القمة: "هناك خطر من أنه إذا انتظرت أوكرانيا أكثر من اللازم فقد ينتهي الأمر بظهور صيغ منافسة. وقد تواجه (كييف) خطر خسارة عامل المبادرة".

وينظم داعمو أوكرانيا على هامش القمة سلسلة من الفعاليات في مدينة لوسيرن القريبة بهدف لفت الانتباه إلى التكلفة الإنسانية للحرب.

وتجمع نحو 250 شخصاً في وسط المدينة ولف كثيرون منهم أجسادهم بالأعلام الأوكرانية بينما كانوا يحملون صور أقاربهم وذويهم المفقودين.

تصنيفات

قصص قد تهمك