قمة سويسرا تشدد على "إشراك جميع الأطراف" في حوار من أجل السلام في أوكرانيا

البيان الختامي: المعاناة الإنسانية تزداد والتداعيات العالمية للحرب مستمرة

time reading iconدقائق القراءة - 8
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بجانب أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية والرئيسة الفيدرالية السويسرية فيولا أمهيرد ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والرئيس التشيلي جابرييل بوريك في المؤتمر الصحافي الختامي لقمة سويسرا. 16 يونيو 2024 - Reuters
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بجانب أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية والرئيسة الفيدرالية السويسرية فيولا أمهيرد ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والرئيس التشيلي جابرييل بوريك في المؤتمر الصحافي الختامي لقمة سويسرا. 16 يونيو 2024 - Reuters
جنيف -وكالات

قال البيان الختامي للقمة المنعقدة في سويسرا بشأن السلام في أوكرانيا، الأحد، إن الحرب التي تشنها روسيا في أوكرانيا تسبب "معاناة إنسانية ودماراً على نطاق واسع"، لكن الطريق إلى السلام "يحتاج إلى مشاركة جميع الأطراف".

ودعت أول قمة دولية حول السلام في أوكرانيا، والتي عقدت في غياب روسيا، إلى "إشراك جميع أطراف" النزاع بهدف وقف العمليات الحربية، بحسب البيان الختامي.

وحظي البيان بدعم معظم الدول التي حضرت القمة ويزيد عددها عن 90، إذ جاء في البيان، أن "الحرب المستمرة التي تخوضها روسيا ضد أوكرانيا لا تزال تسبب معاناة إنسانية ودماراً على نطاق واسع وتخلق مخاطر وأزمات ذات تداعيات عالمية".

وأيدت غالبية كبرى من المشاركين المئة كذلك دعوة إلى تبادل الجنود الأسرى لدى الجانبين المتحاربين وإعادة الأطفال الأوكرانيين الذين نقلتهم موسكو من أوكرانيا.

وجاء في البيان الختامي "نعتقد أن التوصل إلى السلام يتطلب مشاركة جميع الأطراف وحواراً بينها". وأضاف "نؤكد مجدداً التزامنا مبادئ السيادة والاستقلال ووحدة أراضي كل الدول بما فيها أوكرانيا، ضمن حدودها المعترف بها دولياً".

وطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، بانسحاب القوات الأوكرانية من جنوب وشرق البلاد، كأساس لمحادثات السلام، فيما قوبلت دعوته، بالرفض على نطاق واسع في القمة.

الكرملين يكرر دعوة بوتين

لكن الكرملين اعتبر، الأحد، أن أوكرانيا يجب أن "تفكر" في اقتراح السلام الذي طرحه الرئيس بوتين مؤخراً، لأن وضع قواتها على الجبهة "يزداد سوءاً".

وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، إن "دينامية الوضع الحالي على الجبهة تظهر لنا بشكل واضح أنه سيزداد سوءاً بالنسبة للأوكرانيين. ومن المرجح أن يفكر سياسي يضع مصالح الوطن فوق مصالحه، ومصالح أسياده في مثل هذا الاقتراح"، في إشارة إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وعقدت القمة التي غابت عنها روسيا والصين، فيما تواجه أوكرانيا صعوبات في ميدان المعركة، حيث ينقصها العديد والعتاد.

وأعلنت روسيا، الأحد، السيطرة على قرية جديدة في جنوب أوكرانيا، في إطار مواصلة تقدمها البطيء على الجبهة.

مشاركة دولية واسعة

وقال الرئيس الأوكراني، إن دعم الزعماء الغربيين وغيرهم، "أظهر إمكانية استعادة سيادة القانون الدولي"، مضيفاً "آمل أن نتمكن من تحقيق نتائج في أقرب وقت ممكن... سنثبت للجميع في العالم أن ميثاق الأمم المتحدة يمكن أن يستعيد فعاليته الكاملة".

وأضاف زيلينسكي في معرض كلمته: "يجب أن تنتهي الحرب ويتحقق السلام"، مضيفاً أن "جميع الدول المشاركة في المؤتمر تدعم وحدة أراضي أوكرانيا، وهي أيضاً مستعدة للدفاع عن هذا المبدأ".

وأشاد الرئيس الأوكراني بالمشاركة الواسعة في القمة ووصفها بأنها علامة على نجاحها وتوقع  أنها "ستصنع التاريخ". وقال زيلينسكي للزعماء المجتمعين "اليوم وهو يوم الذي يبدأ فيه العالم الطريق صوب تحقيق نهاية سلمية عادلة".

وشدد على أنه "عندما تصبح خطط العمل من أجل السلام جاهزة، سيكون الطريق مفتوحاً لقمة السلام الثانية".

من جانبها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن "إبقاء الصراع على ما هو عليه الآن بوجود قوات أجنبية محتلة لأراض أوكرانية ليس هو الحل، بل هو وصفة لنشوب حروب عدوانية أخرى في المستقبل".

وأضافت فون دير لاين، أن "السلام في أوكرانيا لن يتحقق بخطوة واحدة، بل سيكون عبارة عن مسار"، مشددة على أنه "لا توجد دولة تقبل شروط بوتين الفظيعة للسلام".

الإفراج عن الأسرى والأطفال

واجتمعت وفود من أكثر من 90 بلداً في منتجع بورجنستوك السويسري، لحضور القمة المخصصة لمناقشة مقترحات كييف لإنهاء الحرب.

ولم تتم دعوة موسكو التي وصفت القمة بأنها "سخيفة" ومن دون جدوى. وبذلت كييف ما في وسعها لتأمين حضور دول تحافظ على علاقات جيدة مع روسيا.

ودعا البيان الختامي كذلك إلى الإفراج عن جميع أسرى الحرب وإعادة جميع الأطفال الأوكرانيين الذين "نقلوا وهجّروا بصورة غير قانونية" من أوكرانيا.

وتتهم كييف روسيا باختطاف حوالى 20 ألف طفل من المناطق الواقعة في شرق البلاد وجنوبها بعدما سيطرت عليها قواتها.

السلامة النووية

ونظرت مجموعة السلامة النووية في الوضع الهش، الذي يحيط بسلامة وأمن محطات الطاقة النووية في أوكرانيا، وخصوصاً في زابوروجيا، حيث أغلقت كل المفاعلات منذ منتصف إبريل الماضي.

وركزت المحادثات على الحد من مخاطر وقوع حادث ناجم عن خلل أو هجوم على المنشآت النووية في أوكرانيا.

ودعت الدول أيضاً إلى أن تكون لأوكرانيا "سيطرة سيادية كاملة" على محطة زابوروجيا النووية الواقعة في جنوب أوكرانيا والتي تعد أكبر منشأة للطاقة النووية في أوروبا وتسيطر عليها القوات الروسية منذ بداية الحرب.

الأمن الغذائي وإعادة الإعمار

وجاء في البيان الختامي لقمة سويسرا، أنه "ينبغي عدم استخدام الأمن الغذائي سلاحاً" مضيفاً أن الوصول إلى الموانئ في البحر الأسود وبحر آزوف هو "أمر حيوي" للإمدادات الغذائية العالمية.

وتناولت المحادثات المتعلقة بالأمن الغذائي تراجع الإنتاج الزراعي والصادرات، والذي كان له تأثير مضاعف في جميع أنحاء العالم، إذ كانت أوكرانيا واحدة من سلال الخبز في العالم قبل الحرب.

وتركزت المحادثات ليس فقط على تدمير الأراضي الخصبة من خلال العمليات العسكرية، وإنما أيضاً على المخاطر المستمرة التي تشكلها الألغام، والذخائر غير المنفجرة.

وقالت الدولة المضيفة سويسرا، إن "إيجاد حل سياسي في أوكرانيا يظل أمراً حاسماً لتحقيق استقرار أسعار المواد الغذائية في السوق العالمية".

وأدت هجمات مدفعية على سفن في البحر الأسود إلى ارتفاع تكلفة النقل البحري.

وأضافت سويسرا أن "ضمان الشحن الحر والآمن في البحر الأسود لن يؤدي فقط إلى تعزيز الأمن الغذائي في العديد من الدول ذات الدخل المنخفض، بل سيعيد الاستقرار إلى المنطقة أيضا".

من جهته، قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في الخطاب الختامي: "عندما يحل سلام عادل ومستدام، سنكون جميعاً هناك لمساعدة أوكرانيا على إعادة الإعمار".

وأضاف أن "الأشخاص الذين فقدوا حياتهم، والعائلات التي دمرت، لن يتمكنوا من إعادتهم. هذه هي النتيجة الأكثر إيلاماً للحرب: المعاناة الإنسانية".

وتابع: "هذه الحرب غير الشرعية، التي تشنها روسيا يجب أن تنتهي"، لكنه أقر بأن "الأمر لن يكون سهلاً".

قمة ثانية محتملة

وتتجه الأنظار أيضاً إلى احتمال عقد قمة ثانية، حيث تريد أوكرانيا أن تقدم لروسيا خطة متفقاً عليها دولياً للسلام.

وقالت الرئيسة السويسرية فيولا أمهيرد، في كلمتها الختامية: "يبقى هناك سؤال رئيسي: كيف ومتى يمكن إشراك روسيا في العملية؟".

وأضافت: "لقد سمعنا ذلك في العديد من بياناتكم: الحل الدائم يجب أن يشمل الطرفين"، مع الاعتراف بأن "الطريق أمامنا طويل ومليء بالتحديات".

ولم يذكر زيلينسكي ما إذا كان مستعداً للدخول في محادثات مباشرة مع الرئيس الروسي بوتين، لإنهاء الحرب رغم أنه استبعد في السابق إجراء محادثات مباشرة معه.

وقالت رئيسة جورجيا، سالومي زورابيشفيلي، للصحافيين: "يجب أن تنضم روسيا إلى العملية، لأن روسيا مسؤولة عن بدء العملية التي تسمى الحرب".

من جهته قال رئيس وزراء كرواتيا، أندريه بلينكوفيتش، إن موسكو قد تنضم إلى القمة المقبلة "إذا ذهبنا في الاتجاه الصحيح، وكانت الظروف مناسبة".

تصنيفات

قصص قد تهمك