خطة نتنياهو لوضع غزة بعد الحرب: نزع السلاح وإدارة مدنية وتصحيح الأفكار

مشاركة الدول العربية في إدارة القطاع. وإعادة الإعمار بمعرفة المجتمع الدولي

time reading iconدقائق القراءة - 9
فلسطينيتان تسيران وسط مباني مدمرة جراء القصف الإسرائيلي على خان يونس، قطاع غزة. 20 يونيو 2024 - AFP
فلسطينيتان تسيران وسط مباني مدمرة جراء القصف الإسرائيلي على خان يونس، قطاع غزة. 20 يونيو 2024 - AFP
دبي-الشرق

وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تصوراً من 4 نقاط لمرحلة ما بعد الحرب في غزة، تشمل "نزع السلاح بشكل مستدام"، وإدارة مدنية للقطاع، وتصحيح الأفكار التي وصفها بأنها "متطرفة"، إلى جانب إعادة الإعمار.

وقال نتنياهو، في مقابلة أجراها مع موقع "Punchbowl News" في تل أبيب، الخميس: "نزع السلاح لا يمكن أن يتم إلا من قبل إسرائيل ضد أي جهد إرهابي متجدد".

وأضاف: "أعتقد أنه يجب أن تكون هناك إدارة مدنية، ليس لتنظيم توزيع المساعدات الإنسانية فحسب، بل أيضاً من أجل تولي الإدارة المدنية في القطاع، وأرى أنه من الأفضل أن يتم ذلك برعاية ومساعدة الدول العربية".

وتابع: "الخطوة الثالثة تتمثل في إجراء عملية تصحيح للأفكار المتطرفة، والتي يجب أن تبدأ في المدارس والمساجد لتعليم هؤلاء الناس مستقبلاً مختلفاً عن ذلك الذي يهدف إلى إبادة إسرائيل وقتل كل يهودي على الكوكب".

أما الخطوة الرابعة "فتتعلق بإعادة الإعمار، الذي أعتقد أن المجتمع الدولي سيتولى تنفيذه إلى حد كبير".

وأعرب نتنياهو عن تقديره الشديد للدعم الذي قدمه الرئيس الأميركي جو بايدن، وإدارته لجهود إسرائيل الحربية منذ بداية الحرب في قطاع غزة، مشيراً إلى أن حكومته بدأت تلاحظ ظهور بعض المشكلات الكبيرة في العلاقة منذ بضعة أشهر.

استمرار تدفق الأسلحة الأميركية

وقال نتنياهو: "حاولنا، في العديد من المحادثات الهادئة التي جرت بين مسؤولينا والمسؤولين الأميركيين، وبيني والرئيس بايدن، التغلب على فكرة الحد من إرسال الإمدادات، وحتى الآن لم نتمكن من حل هذه المشكلة، لكن الأمر بات حاسماً الآن، فمن الضروري أن نحصل على هذا الإمدادات من أجل تحقيق أهدافنا الحربية المشتركة المتمثلة في هزيمة حركة (حماس)، ومنع التصعيد في لبنان إلى حرب شاملة، لأنه في حال عدم إرسالها فإنه ستتم إعاقة قدرة إسرائيل على خوض هذه الحرب، التي هي حرب حقيقية من أجل البقاء، وحرب متعددة الجبهات ضد إيران، والمحور الإيراني وأذرعه المختلفة: (حماس) في غزة، و(حزب الله) في لبنان، والحوثيين في اليمن، وغيرهم"، حسب تعبيره.

وأضاف: "لقد أثرتُ هذه القضية مع (وزير الخارجية الأميركي أنتوني) بلينكن، وقلت له إن مسؤولي وزارة الدفاع (الإسرائيلية) أخبروني بأن هناك تدفقاً ضئيلاً جداً من الأسلحة، فقال: (حسناً، كل شيء قيد التنفيذ، ونحن نفعل كل شيء للتخلص من أي تعقيدات، والخروج من هذا المأزق). وأخبرته أن هذا ما أتوقع حدوثه، وهو ما يجب أن يحدث، واقتبست قول تشرشل حينما قال لروزفلت في الحرب العالمية الثانية: (أعطونا الأدوات وسننهي المهمة)، إذ قلت لبلينكن: (أعطونا الأدوات، وسننهي المهمة بسرعة أكبر)".

واعتبر نتنياهو في المقابلة أن استمرار تدفق الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل "سيمنع الحروب المستقبلية، ويساعدنا على الانتصار في هذه الحرب ضد (حماس)، وردع أي حرب مستقبلية في الشمال مع (حزب الله)، وضمان مصلحتنا المشتركة في الشرق الأوسط، وشعرت أن الحديث في العلن عن وجود مشكلة (مع واشنطن) كان ضرورياً للغاية بعد أشهر من المحادثات الهادئة التي لم تحل المشكلة".

وفي ما إذا كان يرى أن الإدارة الأميركية ترغب في حل أزمتها مع الحكومة الإسرائيلية الحالية، أشار نتنياهو إلى أنه يعتقد بوجود "نية حسنة" ستُمكن من حل المشكلة بشكل فوري.

وعما إذا كان يعتقد أن جو بايدن يفعل ذلك لاعتبارات سياسية داخلية، قال: "لا أعرف ما سبب ذلك، لكنني على عِلم أنه كان هناك تباطؤ كبير في توفير الذخيرة والأسلحة المهمة، وأنا لا أتحدث عن الطائرات F-35 أو F-16 التي ستأتي بعد سنوات، إنما أتحدث عما هو ضروري الآن لكسب الحرب في غزة بسرعة، وتجنب خوض حرب في لبنان، والتي، في حال عدم تصحيح هذا الوضع، تتزايد مخاطر اندلاعها".

وفي رده على سؤال بشأن الخطاب المقرر أن يُلقيه أمام الكونجرس، الشهر المقبل، واعتراضات بعض أعضاء الحزب الديمقراطي على الأمر، قال نتنياهو: "لست جمهورياً أو ديمقراطياً، أنا رجل إسرائيلي وطني، وأتحدث نيابة عن الشعب الإسرائيلي، ويسعدني رؤية أنه في كل استطلاع للرأي تلو الآخر عندما يُسأل الأميركيون عمَن يدعمون في هذا العالم يختار 80% منهم إسرائيل، و20% فقط يختارون (حماس)، على الرغم من أن تأييد 20% للأخيرة لا يزال رقماً لا يُصدق".

"ادعاءات الديمقراطيين كاذبة"

وفي رده على تصريحات زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي، تشاك شومر، التي دعاه فيها إلى ترك منصبه، قال نتنياهو: "أعتقد أن الدول الديمقراطية لا ينبغي أن تتدخل في العمليات الديمقراطية للدول الأخرى، فهذه هي القاعدة التي حاولت الالتزام بها والعيش وفقاً لها، لكنني لا أستطيع أن أقول إن الآخرين التزموا بها تجاهنا بنفس القدر، ومن الخطأ أن يفعلوا ذلك".

وعن اتهام بعض الديمقراطيين لإسرائيل باستخدام الأسلحة الأميركية لقتل المدنيين الفلسطينيين في غزة، اعتبر نتنياهو أن "هناك ادعائين كاذبين يتم توجيههما إلينا، الأول هو أننا نستهدف المدنيين بشكل متعمد، والثاني هو أننا نُنفذ سياسة تجويع متعمدة، وكلاهما ليس صحيحاً، بل إنهما يتعارضان تماماً مع الحقيقة، ففي ما يتعلق بمحاولة تجنب سقوط ضحايا من المدنيين، بذل الجيش الإسرائيلي جهوداً لم يسبق لأي جيش آخر في التاريخ أن وصل إليها، إذ يقول أحد أعظم الخبراء في حرب المدن في العالم، وهو العقيد جون سبنسر من أكاديمية (ويست بوينت) إن جهود إسرائيل في هذا المجال غير مسبوقة، فنحن نرسل ملايين الرسائل النصية والنشرات والمكالمات الهاتفية إلى المدنيين الفلسطينيين، ونتخلى عن عنصر المفاجأة، ونطلب منهم الابتعاد عن مناطق الخطر، بينما تفعل (حماس) كل ما في وسعها لإبقائهم في هذا الخطر، بما في ذلك إطلاق النار عليهم إذا حاولوا المغادرة".

وأضاف: "لهذا السبب، تبدو نسبة الضحايا المدنيين إلى المقاتلين في غزة تقريباً واحد إلى واحد، وهي النسبة الأدنى في حرب المدن الحديثة، فقد كان الناس يقولون إنه لا يمكن دخول رفح لأنه سيكون هناك عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين هناك، لكن هل تعرفون عدد الضحايا المدنيين؟. أخبرني رئيس الأركان أنه يمكننا استخدام كلمة العشرات. نحن قتلنا حوالي 600 إرهابي في غزة، إذن هل هم عشرات؟ أو هل هم أكثر من ذلك بقليل؟ فلا تزال هذه أدنى نسبة في سجلات حرب المدن المسجلة، ففي الفلوجة، والموصل، والعديد من الأماكن الأخرى في أفغانستان، والعراق، أسفرت المعارك الحضرية الكثيفة عن خسائر أكبر بكثير من نسبة واحد إلى واحد".

واعتبر نتنياهو أن إسرائيل تبذل جهوداً كبيرة لتجنب هذه الخسائر، زاعماً أن "تل أبيب تتعرض لانتقادات غير مستحقة، وأن ما يجري هو تهمة كاذبة ضد الشعب اليهودي تُشبه فرية الدم بحق الشعب اليهودي في العصور الوسطى والعصر الحديث".

وعن الاتهامات بتنفيذ سياسة متعمدة للتجويع، قال: "منذ بداية الحرب، سمحنا بدخول 25 ألف شاحنة إلى غزة، وهذا يُعادل نصف مليون طن من الطعام والدواء، ما يشمل حوالي 3200 سعر حراري للشخص، أي أعلى بمقدار 1000 سعر حراري عن الحد الأدنى المطلوب".

وتابع: "مهّدنا الطرق لدخول هذه الشاحنات، وفتحنا معابر حدودية جديدة لها، وسمحنا بإسقاط المساعدات جواً، وإنشاء مسارات بحرية، ولذلك فإن ما يُقال يُعد تزييفاً تاماً، إذ انخفض سعر الطعام في غزة بنسبة 80%، والأسواق لا تكذب، ومع ذلك، فإن هذا هو ما نسمعه".

وزعم رئيس الوزراء أن "هذه الافتراءات الكاذبة التي يتم توجيهها إلى إسرائيل، تشبه تماماً الادعاءات بأننا نقتل الأطفال المسيحيين لإعداد فطائر عيد الفصح في العصور الوسطى، لكنني سعيد بأن أقول إن معظم الشعب الأميركي لا يصدق ذلك".

تصنيفات

قصص قد تهمك