من الاتحاد الأوروبي إلى الشرق الأوسط.. تحولات سياسية بريطانية منتظرة في ظل حكومة العمال

غزو أوكرانيا والناتو والأمن القومي على رأس أولويات الحكومة الجديدة

time reading iconدقائق القراءة - 6
كير ستارمر زعيم حزب العمال البريطاني يلقي كلمة بعد إعلان فوز حزبه بالانتخابات العامة. 5 يوليو 2024 - Reuters
كير ستارمر زعيم حزب العمال البريطاني يلقي كلمة بعد إعلان فوز حزبه بالانتخابات العامة. 5 يوليو 2024 - Reuters
دبي -الشرق

تولى زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر رئاسة الحكومة البريطانية بعد اكتساحه لنتائج الانتخابات التي جرت الخميس، وفوزه بالأغلبية التي ستتيح له تطبيق برنامجه السياسي بحرية ودون الحاجة للرضوخ لأي ضغوط قد يفرضها سيناريو تشكيل حكومة ائتلافية.

وأنهى فوز العمال 14 عاماً من عهد الحكومات التي قادها المحافظون، وقال ستارمر إن البلاد صوتت لصالح التغيير، وإن الوقت حان لأن يفي حزبه بوعده، متعهداً بـ"إعادة بناء البلاد".

ووعد السياسي المنتمي ليسار الوسط، بـ"عقد من التجديد الوطني"، ويأتي هذا الفوز في الوقت الذي تواجه فيه البلاد أوضاعاً داخلية معقدة، وظروف عالمية أكثر تعقيداً، تحاول معها لندن، أن تعيد تموضعها على الساحة الدولية كقوة عظمى بعد تراجع ملفت فرضه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وما خلفه ذلك من تحديات اقتصادية. 

ويرى حزب العمال الذي غادر السلطة عام 2010، أن العالم أصبح أكثر تقلباً "كما هو وليس كما نريده أن يكون"، وتعهد ديفيد لامي، الذي من المتوقع أن يصبح وزيراً للخارجية، باتباع مقاربة "واقعية وتقدمية".

وفيما يلي موجز لكيفية تعامل حكومة حزب العمال مع القضايا الرئيسية التي تواجهها على مستوى السياسة الخارجية.

الاتحاد الأوروبي

يستبعد حزب العمال التراجع عن قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي تحت أي ظرف، لكنه يعد في الآن ذاته بتحسين ما يعتبرها "صفقة فاشلة"، بين بريطانيا والتكتل، في ما يتعلق بالتجارة والبحث العلمي والأمن.

وتسعى بريطانيا إلى إعادة ضبط العلاقة مع الكتلة وتعميق الروابط، بما في ذلك إزالة ما تسميه لندن "الحواجز غير الضرورية أمام التجارة"، إلى جانب التفاوض على اتفاقية جديدة لوقف عمليات التفتيش غير الضرورية على الحدود، وضمان الاعتراف المتبادل بالمؤهلات المهنية لمواطني الجانبين.

ومن ضمن الخطط المعلنة لحزب العمال، السعي إلى إبرام اتفاقية أمنية جديدة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، لتعزيز التعاون وإعادة بناء العلاقات مع الحلفاء الأوروبيين الرئيسيين، بما في ذلك فرنسا وألمانيا، التي قد تسعى لندن إلى إبرام اتفاقيات ثنائية جديدة معهما.

وتقول شبكة CNBC، إن الدعم الثابت الذي قدمته بريطانيا لأوكرانيا في خضم الغزو الروسي الكامل، ساهم في تهدئة العلاقات مع جيران الاتحاد الأوروبي، ما أدى إلى ترسيخ  أهمية دورها في تعزيز الأمن الأوروبي حتى بعد مغادرة بريطانيا للتكتل.

ولعل الإشارات الأولى حول المسار الذي قد تتخذه السياسة الخارجية للندن، قد تظهر منذ الأشهر وحتى الأسابيع الأولى بعد تولي ستارمر المرتقب لمنصب رئاسة الوزراء.

ومن المنتظر أن يلتقي رئيس الوزراء البريطاني الجديد الرئيس الأميركي جو بايدن وعدد من القادة الأوروبيين خلال سلسلة اجتماعات مرتقبة، بدءاً من قمة الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لحلف شمال الأطلسي (الناتو) التي تنطلق في واشنطن الثلاثاء المقبل، إلى اجتماع للقادة الأوروبيين تستضيفه بريطانيا في 18 يوليو من المتوقع أن يحضره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الألماني أولاف شولتز.

الغزو الروسي لأوكرانيا

وبشكل عام، تعهد حزب العمال بالحفاظ على الدعم العسكري والمالي والدبلوماسي والسياسي لكييف، وقال إنه سيدعم الجهود الغربية الرامية إلى محاسبة روسيا على غزوها لأوكرانيا، ودعم دعوات إنشاء محكمة خاصة لهذا الغرض، إلى جانب العمل مع الحلفاء لتمكين مصادرة الأصول الروسية المجمدة وإعادة استخدامها لدعم أوكرانيا.

وقال حزب العمال أيضاً إنه يريد المساعدة في توفير مسار واضح لأوكرانيا نحو عضوية حلف الناتو.

وفي ظل حكم المحافظين، كانت بريطانيا واحدة من أقوى المؤيدين لكييف وقدمت المال والأسلحة والتدريب العسكري لقواتها لمساعدتها في صد الغزو الروسي.

وتوقعت "رويترز"، أن يلتقي ستارمر بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت مبكر من ولايته لتأكيد استمرار دعم أوكرانيا بشكل شخصي.

وفيما يخص أي لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال ستارمر إن الأمر "ليس قضية"، ووصف بوتين بأنه الطرف "المعتدي" في أوكرانيا، حسب الوكالة.

وأضاف: "الشيء الأكثر أهمية هو أن نكون واضحين تماماً في أن دعمنا لأوكرانيا هو على جبهة موحدة في هذا البلد".

الناتو والأمن القومي

ويتوقع على نطاق واسع أن تجري الحكومة العمالية خلال عامها الأول مراجعة استراتيجية للدفاع لتحديد المسار نحو زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي.

وقال حزب العمال إن التزامه بحلف شمال الأطلسي باعتباره حجر الزاوية للأمن الأوروبي والعالمي "لا يتزعزع".

ويخطط كذلك للعمل مع الحلفاء لبناء وتعزيز وإصلاح حلف شمال الأطلسي والمؤسسات متعددة الأطراف الأخرى بما في ذلك الأمم المتحدة ومجموعة الدول السبع ومجموعة العشرين لمعالجة التحديات العالمية الجديدة.

وقال ستارمر إن حزب العمال "سيحافظ على التزام لا يتزعزع تجاه الحلف ورادعنا النووي، وسيركز مجدداً على تحسين الروح المعنوية في قواتنا المسلحة". ومع ذلك، من المرجح أن تتواصل المناقشات حول مستقبل التحالف العسكري عبر الأطلسي بعد الانتخابات الأميركية في نوفمبر المقبل.

الصراعات والشرق الأوسط

يقول حزب العمال إن السلام والأمن المستدام في الشرق الأوسط سيكونان محور الاهتمام الفوري، وتتماشى هذه الرؤية مع استراتيجية الحزب العامة التي تدعو إلى إعادة لندن إلى دائرة القرار في الشؤون الدولية بعد تراجع نسبي خلال السنوات الأخيرة.

ونقلت شبكة CNBC عن محللين في تشاتام هاوس قولهم إنه من الممكن أن تشمل مجالات النفوذ البريطاني الدبلوماسية والأمن والقانون والنظام الدولي، حيث تمتلك المملكة بالفعل خبرة واسعة.

وفيما يخص الصراع في الشرق الأوسط، تقول حكومة حزب العمال إنها ملتزمة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية "كمساهمة في عملية السلام المتجددة التي تؤدي إلى حل الدولتين"، ولكنها لم تحدد أي جدول زمني للقيام بذلك حسب "فرانس برس".

ومن بين الالتزامات الأخرى الدفع نحو وقف إطلاق النار الفوري، والإفراج عن جميع الرهائن، وزيادة كمية المساعدات التي تصل إلى غزة.

وقال أوسوليفان ومدوكس من المعهد: "يجب على المملكة المتحدة أن تلعب دوراً ثابتاً في القضايا العالمية حيث تتمتع بالمصداقية - وخاصة فيما يتعلق بتغير المناخ والتنمية الدولية والحد من الأسلحة وحوكمة التكنولوجيا".

تصنيفات

قصص قد تهمك