تلقى المتحف البريطاني واحدة من أروع مجموعات الخزف الصيني في العالم، تبلغ قيمتها مليار جنيه إسترليني (1.27 مليار دولار)، فيما يُرجح أنه التبرع الفني الأعلى قيمة، الذي يتلقاه متحف في المملكة المتحدة على الإطلاق.
تمّ التبرع بالمجموعة من قِبل أمناء مؤسسة "السير بيرسيفال ديفيد"، التي أعارت القطع على المدى الطويل إلى متحف لندن منذ عام 2009، حيث يتم عرضها في معرض خاص، لكن أمناء المؤسسة قرروا الآن أن يجعلوا الهدية دائمة.
تشمل المجموعة 1700 قطعة خزفية، من بينها "مزهريات ديفيد"، وهي عبارة عن قطعتان من الخزف باللونين الأزرق والأبيض يعود تاريخهما إلى عام 1351، و"كوب الدجاج" الذي يعود إلى 550 سنة، ويعتقد الخبراء أنه يخصّ إمبراطور تشينغهوا، أحد أعضاء أسرة مينغ.
التبرع بالأعمال الفنية ذات القيمة العالية أمر غير شائع في المملكة المتحدة؛ وكانت آخر هدية تلقاها المتحف البريطاني بقيمة 123 مليون جنيه إسترليني، أو 156 مليون دولار.
مدير المتحف البريطاني، نيكولاس كولينان، وصف سيراميك بيرسيفال، "بأنه مجموعة خاصة لا تضاهى".
وقال: "تضيف هذه القطع المشهورة بعداً خاصاً إلى مجموعتنا الخاصة، وتوفر للعلماء والباحثين والزوّار في جميع أنحاء العالم، فرصة للدراسة والاستمتاع بأفضل الأمثلة عن الحِرف اليدوية الصينية".
الفن والأدب الصيني
ولد السير بيرسيفال ديفيد عام 1892 في بومباي (مومباي الحالية)، من عائلة ثرية لها علاقات بإيران. كان باروناً بالوراثة، وكذلك رجل أعمال يدير مصالح عائلته في مجال النسيج والمصارف.
عام 1914، انتقل إلى لندن، عندما كان عمره 22 عاماً، وبعد شراء أول ثلاث قطع من الخزف الصيني، أصبح جامعاً متحمساً للفن والأدب الصيني.
حصل على أعمال أثناء رحلاته في أوروبا واليابان وهونغ كونغ والصين، وتوقف بشكل رئيسي في بكين عام 1924، حيث شاهد المجموعة الإمبراطورية. كانت معظمها موضوعة في صناديق، ودفع تكاليف ترميم المبنى لعرض الأعمال الفنية والتحف الثمينة.
عام 1927، أصبح مستشاراً رسمياً لمتاحف القصر الوطني الصيني. ووفقاً لأمناء مؤسسته، قال بأنه يرغب في مشاركة مجموعته مع الجمهور العام، قبيل وفاته عام 1964.
وقال جورج أوزبورن، رئيس المتحف البريطاني، في بيان، "إن الهدية كانت تصويتاً حقيقياً على الثقة في مستقبل المتحف، بينما يشرع في أهم عملية إعادة تطوير ثقافية على الإطلاق".
لا يزال المتحف البريطاني يتعافى من التهم التي وجّهت له، حول فقدان 1500 عمل من مجموعته، وتم الإعلان بأنها مفقودة أو مسروقة عام 2023.
ومنذ ذلك الحين، تمت إعادة بعض القطع إلى المتحف. وفي مارس 2024، رفع المتحف دعوى قضائية ضدّ أمين سابق اتهمه بسرقة القطع الأثرية من مخازنه على مدى 30 عاماً.