انطلقت أعمال المؤتمر الثاني عشر لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي، الذي تعقده منظمة الإيسيسكو، وتستضيفه دولة قطر، تحت شعار "نحو تجديد العمل الثقافي في العالم الإسلامي"، بحضور عدد كبير من وزراء الثقافة، ووفود الدول الأعضاء في الإيسيسكو، وممثلي مجموعة من المنظمات الإقليمية والدولية العاملة في المجالات الثقافية.
وتمّ خلال المؤتمر، تشكيل مكتب المؤتمر في دورته المقبلة التي تمتدّ على مدى عامي 2024 - 2025، إذ تسلمت قطر الرئاسة من تونس، التي ستتولى مقرّر المجلس، ودولة السنغال نائباً للرئيس، بحسب وكالة الأنباء القطرية.
وقال وزير الثقافة القطري، ورئيس المؤتمر، الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني خلال الافتتاح، "إن انعقاد هذا المؤتمر جاء بعد أن كانت الدوحة قبل سنتين عاصمة للثقافة الإسلامية، وترجمت حينها ما تزخر به من ثراء ثقافي، باعتبارها أرضاً للحوار وملتقى للثقافات".
وأكد أن دولة قطر "تولي أهمية كبرى للثقافة في تحقيق التنمية وبناء الإنسان، فالثقافة لم تغب عن كأس العالم 2022، أبرز حدث عالمي نظّمته قطر بنجاح كبير، ولم يكن كأس العالم مجرد مناسبة رياضية، بل أثبت أن الثقافة تبقى حجر أساس الفعاليات الدولية أياً كان نوعها".
ودعا الوزير القطري إلى الاهتمام "بتجديد رؤية المسؤولين عن العمل الثقافي، الذي ينبثق من فهم جديد لتحديات بناء الإنسان وتطلعات الأجيال القادمة"، مؤكداً أن فعل التجديد "محفوف بالمخاطر إن لم تكن الثقافة الوطنية محصّنة من الداخل، وقادرة على أن تفرض خصوصيتها في الخارج".
وأشاد المدير العام للإيسيسكو، الدكتور سالم بن محمد المالك، "باستضافة قطر لهذا الحدث الثقافي، وخصوصاً أنها أظهرت براعة كبيرة، ونهضت بتحديات استضافة كأس العالم FIFA قطر 2022، ونالت الثقافة أوفر حظ لها في تاريخ البطولة العالمية".
وأكد أن منظمة الإيسيسكو "تنهض بواجبها في العمل الثقافي، باعتبار الثقافة ليست مجرد هوية أو وسم تمييز اجتماعي، بقدر ما هي نبض الشعوب للإسهام في ركب الحضارة".
كما استعرض جهود المنظمة في هذا السياق، وأبرز مبادراتها "لتطوير وتجديد العمل الثقافي في العالم الإسلامي، من خلال توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي وإدماج الشباب في جهود حفظ وتثمين التراث".
الإسلام دين سلام
وأكدت السيدة إيرينا بوكوفا، المديرة العامة السابقة لمنظمة اليونسكو، ضيف شرف المؤتمر، "أن الإسلام دين سلام، وأن الحضارة الإسلامية لطالما كانت محرّكاً للتقارب بين الثقافات، وأن القيم الإسلامية تعزّز العلم والثقافة والتفاعل الحضاري."
وأشارت إلى أن دولة قطر "استطاعت أن تجعل من استضافة الحدث الرياضي الأبرز عالميا كأس العالم FIFA، ملتقى للحوار بين الثقافات، منوّهة بالنهضة الثقافية التي تشهدها دولة قطر على المستوى الثقافي، وتعاونها مع منظمة اليونسكو في مختلف المجالات، ومنها التراث".
وشهد الافتتاح عرض فيلم وثائقي حول ما تحقّق خلال احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021، تحت شعار "ثقافتنا نور"، فضلاً عن عرض فيلم حول إنجازات ومبادرات الإيسيسكو.
بعدها جال وزراء الثقافة على المعرض المصاحب للمؤتمر، الذي ضمّ معارض تشكيلية ونحتية، ومخطوطات، فضلاً عن معروضات عدد من المراكز التابعة لوزارة الثقافة، وجناح خاص للإيسيسكو، ضمّ أبرز إصدارات المنظمة في مجالات اختصاصها.
واعتمد المؤتمر مجموعة من القرارات أبرزها، اعتماد مدينة لوسيل القطرية عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي 2030، ووثائق تطوير برنامج الإيسيسكو لعواصم الثقافة في العالم الإسلامي، وأهم الدول المرشّحة لاستضافة عواصم الثقافة في العالم الإسلامي في المستقبل.
كما تمّ خلال المؤتمر استعراض مجهودات المنظمة في دعم العمل الثقافي، في ظل رؤيتها وتوجهاتها الاستراتيجية، وكذلك تقرير لجنة التراث في العالم الإسلامي، ووثيقة المبادئ التوجيهية للسياسات الثقافية.
ويواصل المؤتمر جلسات عمله على مدى يومين لاعتماد التقارير والوثائق المعروضة على وزراء الثقافة ووفود الدول المشاركة.