"جاربيا-إيه1".. مسيرة روسية جديدة بمحرك صيني

time reading iconدقائق القراءة - 6
أفراد من وحدة إزالة الألغام الأوكرانية يزيلون رأساً حربياً من مسيرة روسية في مكان غير معروف بأوكرانيا، منشورة في 26 يناير 2024 - reuters
أفراد من وحدة إزالة الألغام الأوكرانية يزيلون رأساً حربياً من مسيرة روسية في مكان غير معروف بأوكرانيا، منشورة في 26 يناير 2024 - reuters
كييف/ دبي-رويترزالشرق

بدأت روسيا العام الماضي، في إنتاج طائرة مسيرة هجومية بعيدة المدى جديدة تسمى "جاربيا-إيه1" (Garpiya-A1) باستخدام محركات وأجزاء صينية، وهي طائرات استخدمتها في الحرب على أوكرانيا، حسبما أفاد مصدران من جهاز مخابرات أوروبي، ووثائق اطلعت عليها "رويترز".

وأشارت المعلومات إلى أن شركة "آي.إي.إم. زد كوبول"، التابعة لشركة صناعة الأسلحة الروسية المملوكة للدولة "ألماز-أنتي"، أنتجت أكثر من 2500 طائرة من طراز جاربيا بين يوليو 2023 ويوليو 2024. 

وكان من بين الوثائق عقد إنتاج للطائرة المسيرة الجديدة ومراسلات الشركة بشأن عمليات التصنيع ووثائق مالية.

وقال المصدران إن "جاربيا إيه 1" تم استخدامها ضد أهداف عسكرية ومدنية في أوكرانيا، مما تسبب في أضرار للبنية التحتية الحيوية، بالإضافة إلى خسائر مدنية وعسكرية.

و"جاربيا" هي المرادف الروسي لكلمة هاربي، وهو اسم وحش من أسطورة يونانية نصفه الأعلى على شكل امرأة لها جناحان ونصفه الأسفل بمخالب كالطيور الجارحة.

وكشف المصدران لـ"رويترز" عما قالا إنها صور من أوكرانيا لحطام طائرة "جاربيا". وتوصلت "رويترز" إلى معلومات تدعم هذا الاستنتاج، لكنها لم تتمكن من التحقق من الصور على نحو مستقل.

مميزات المسيرة "جاربيا"

وطائرة "جاربيا-إيه1" هي "قريبة جداً من الطائرة شاهد الإيرانية" ولكنها مزودة بمحرك Limbach L-550 E، وفقاً لوكالة المخابرات الأوروبية التي قدمت معلومات لرويترز. 

هذا المحرك، الذي تم تصميمه وتصنيعه في ألمانيا، يتم إنتاجه الآن في الصين بواسطة شركة Xiamen Limbach. 

وتمكنت رويترز من الاطلاع على عقد بقيمة أكثر من مليار روبل (10 ملايين يورو) تم توقيعه في الربع الأول من عام 2023 بين وزارة الدفاع الروسية وشركة IEMZ Kupol لتطوير موقع لإنتاج الطائرات بدون طيار.

وتم اختبار نموذج أولي للطائرة في النصف الأول من عام 2023، وفقاً لوثائق الشركة. ووصل الإنتاج إلى عدة مئات من الوحدات في النصف الثاني من عام 2023، وبلغ حوالي 2000 وحدة في النصف الأول من عام 2024، وفقاً لوكالة المخابرات الأوروبية.

وجاء في العقد أن جاربيا، التي تزن أقل بقليل من 300 كيلوجرام، يبلغ مداها الأقصى 1500 كيلومتر، مما يجعلها قريبة من قدرات شاهد-136.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست في أغسطس أن روسيا تخطط لزيادة إنتاج النسخة المحلية من شاهد-136، جيران-2، في إلابوجا، تتارستان.

رقابة صينية

وقال سامويل بينديت الخبير في مركز الأمن الأميركي الجديد، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، إن جاربيا، إذا تأكد ما ورد عنها، ستكون بمثابة تحول في اعتماد روسيا على التصاميم الإيرانية للطائرات المسيرة بعيدة المدى.

وأضاف: "إذا حدث هذا، فقد يشير إلى أن روسيا يمكنها الآن الاعتماد بشكل أكبر على الإنتاج محلياً، وكذلك بالتأكيد على الصين، لا سيما وأن كلا الجانبين في هذه الحرب يعتمدان على الكثير من المكونات الصينية لإنتاج الطائرات المسيرة".

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مايو من العام الماضي إن إيران، زودت روسيا بأكثر من ألف طائرة مسيرة هجومية من طراز شاهد منذ بدء الغزو في فبراير 2022.

وتم استخدامها لاستنزاف الدفاعات الجوية الأوكرانية وضرب البنية التحتية بعيداً عن خطوط المواجهة. ونفت إيران مراراً إرسال طائرات مسيرة إلى روسيا لاستخدامها في أوكرانيا.

وذكرت وزارة الخارجية الصينية في بيان لرويترز، أن بكين تراقب بكل صرامة تصدير المواد ذات الاستخدامات العسكرية المحتملة، بما في ذلك الطائرات المسيرة.

وقال البيان: "فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، الصين ملتزمة دائماً بدعم محادثات السلام والتسوية السياسية". وأضاف أنه لا توجد قيود دولية على تجارة الصين مع روسيا.

تحذيرات أميركية

وكان نائب وزير الخارجية الأميركي كيرت كامبل قال الثلاثاء، إن بكين تقدم لموسكو مساعدة "كبيرة للغاية" لتعزيز آلتها الحربية، وفي المقابل تسلم روسيا تقنيتها العسكرية في الغواصات والصواريخ.

وفي حديثه مع مجموعة من الصحافيين، بعد اجتماعات مع نظرائهم في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في بروكسل، رفع كامبل الرهان على بكين.

في مقابل مساعدة بكين، بدأت روسيا في تزويد الصين بالغواصات والصواريخ وغيرها من التقنيات الحساسة. وتاريخياً، كانت موسكو حذرة من منح بكين أحدث تقنياتها العسكرية، وفق "بوليتيكو".

وقال كامبل: "إن القدرات التي تقدمها روسيا هي دعم في مجالات كانت في السابق مترددة بصراحة في التعامل مباشرة مع الصين".

وقال: "إن هذا يتعلق بعمليات الغواصات، وأنشطة التصميم الجوي، بما في ذلك التخفي، وهذا يشمل أيضاً القدرات المتعلقة بقدرات الصواريخ".

تصنيفات

قصص قد تهمك