تواجه إسرائيل نقصاً وشيكاً في الصواريخ الاعتراضية، بينما تعمل على تعزيز الدفاعات الجوية لحماية البلاد من هجمات إيران ووكلائها، حسبما نقلت "فاينانشيال تايمز" عن مسؤولين تنفيذيين في الصناعة ومسؤولين عسكريين سابقين.
وتسابق الولايات المتحدة الزمن للمساعدة في سد الثغرات في "الدرع الواقي" لإسرائيل، إذ أعلنت، الأحد، نشر بطارية دفاع جوي عالي الارتفاع "ثاد"، قبل ضربة انتقامية "متوقعة" من إسرائيل على إيران، والتي تخاطر بمزيد من التصعيد الإقليمي.
وقالت دانا سترول، وهي مسؤولة دفاعية أمريكية كبيرة سابقة مسؤولة عن الشرق الأوسط إن "قضية الذخائر الإسرائيلية خطيرة"، مضيفة أنه: "إذا ردت إيران على هجوم إسرائيلي (بحملة غارات جوية ضخمة)، وانضم حزب الله أيضاً، فإن الدفاعات الجوية الإسرائيلية ستكون مشتّتة".
وتطرح الإمدادات الأميركية، مشكلة، إذ شددت سترول، على أن الولايات المتحدة لا تستطيع الاستمرار في إمداد أوكرانيا وإسرائيل بنفس الوتيرة، "نحن نصل إلى نقطة تحول".
وقال بواز ليفي، الرئيس التنفيذي لشركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، وهي شركة مملوكة للدولة تصنع صواريخ Arrow "آرو" الاعتراضية المستخدمة لإسقاط الصواريخ الباليستية، إنه يعمل بنظام زمني شاق وضيّق للحفاظ على تشغيل خطوط الإنتاج.
وأضاف ليفي: "تعمل بعض خطوطنا 24 ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع. هدفنا هو الوفاء بجميع التزاماتنا"، مضيفاً أن الوقت المطلوب لإنتاج صواريخ اعتراضية "ليس مسألة أيام". وبينما لا تكشف إسرائيل عن حجم مخزوناتها، أضاف: "ليس سراً أننا بحاجة إلى تجديد المخزونات".
أدوار الدفاعات الجوية
حتى الآن، أسقطت الدفاعات الجوية الإسرائيلية الثلاثية الطبقات الجزء الأكبر من الطائرات بدون طيار والصواريخ القادمة التي أطلقتها إيران ووكلاؤها على الدولة من جميع أنحاء المنطقة، وفق الصحيفة البريطانية.
وأسقط نظام القبة الحديدية في البلاد صواريخ قصيرة المدى وطائرات بدون طيار أطلقتها "حماس" من غزة، بينما اعترض مقلاع داود صواريخ أثقل أطلقت من لبنان، كما منع نظام السهم الصواريخ الباليستية من إيران. كما أطلق الحوثيون في اليمن والميليشيات العراقية صواريخ وقذائف وطائرات بدون طيار على إسرائيل.
وزعم الجيش الإسرائيلي في أبريل الماضي، أنه بمساعدة الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، حقق معدل اعتراض بنسبة 99% ضد وابل إيراني من 170 طائرة بدون طيار و30 صاروخ كروز و120 صاروخاً باليستياً.
لكن إسرائيل لم تحقق نجاحاً كبيراً في صد وابل إيراني ثانٍ من أكثر من 180 صاروخاً باليستياً أطلق في مطلع أكتوبر. وأصاب ما يقرب من 30 صاروخاً قاعدة نيفاتيم الجوية الإسرائيلية، وفقاً لمحللي استخبارات المصادر المفتوحة، بينما انفجر صاروخ واحد على بعد 700 متر من مقر الموساد، وكالة الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية.
وتعزز بطاريات "ثاد"، التي زودتها الولايات المتحدة، والمصممة لإسقاط الصواريخ الباليستية، الدفاعات الجوية الإسرائيلية بشكل عام، حيث تخطط حكومة بنيامين نتنياهو لتنفيذ ضربة ضد إيران تستهدف مواقع عسكرية.
قدرات "حزب الله"
ونقلت "فاينانشيال تايمز"، أن "حزب الله"، الذي يتخذ من لبنان مقراً له، أظهر أنه لا يزال قادراً على ضرب ما لا يقل عن 60 كيلومتراً داخل إسرائيل، على الرغم من أسابيع من الهجمات الإسرائيلية على قادته وترسانته.
وقتلت طائرة بدون طيار تابعة لـ"حزب الله"، الأحد، أربعة جنود إسرائيليين في قاعدة عسكرية في وسط البلاد.
وقال أساف أوريون، العميد الإسرائيلي السابق ورئيس الخطط الاستراتيجية في الجيش الإسرائيلي: "نحن لا نرى قدرات حزب الله الكاملة بعد. لقد أطلق فقط حوالي عُشر قدرته، بضع مئات من الصواريخ يومياً بدلاً من ما يصل إلى 2000".
وتابع: "عدم استخدام كل قواته، هو خيار من جانب (حزب الله)، وبعضها يرجع إلى التدهور الذي أصاب الجيش الإسرائيلي. لكن (حزب الله) لديه ما يكفي لشن عملية قوية". وقال "لا تزال حيفا وشمال إسرائيل بنوك أهداف حقيقية للهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار".
وقال المحللون إن مخططي الدفاعات الجوية الإسرائيلية، التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، اضطروا إلى اختيار المناطق التي يجب حمايتها على غيرها.
ووفقاً للأرقام الإسرائيلية الرسمية، تم إطلاق أكثر من 20 ألف صاروخ وقذيفة على إسرائيل على مدار العام الماضي من غزة ولبنان وحدهما.
وقال إيهود عيلام، الباحث السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية: "خلال هجوم الأول من أكتوبر، كان هناك شعور بأن الجيش الإسرائيلي احتفظ ببعض صواريخ آرو الاعتراضية في حالة إطلاق إيران لصواريخها التالية على تل أبيب. إنها مسألة وقت فقط قبل أن تبدأ إسرائيل في نفاد صواريخها الاعتراضية، ويجب عليها إعطاء الأولوية لكيفية نشرها".