بعد فشلها في اعتراض صواريخ ومسيرات.. ماذا نعرف عن الدفاعات الجوية الإسرائيلية؟

time reading iconدقائق القراءة - 22
منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية (القبة الحديدية) تعترض صواريخ أطلقت من إيران كما يظهر فوق مدينة عسقلان شمال إسرائيل. 1 أكتوبر 2024 - REUTERS
منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية (القبة الحديدية) تعترض صواريخ أطلقت من إيران كما يظهر فوق مدينة عسقلان شمال إسرائيل. 1 أكتوبر 2024 - REUTERS
دبي-الشرق

لطالما ادّعت إسرائيل بفخر امتلاكها أنظمة الدفاع الجوي الأكثر قدرة وحداثة في العالم، لكن ذلك لم يمنع تعرّضها لخسائر بشرية ومادية كبيرة، جراء هجمات صاروخية من إيران، وجماعة "حزب الله" اللبنانية، وحركة "حماس" الفلسطينية طوال الحرب على غزة المستمرة منذ عام.

وأعلنت إسرائيل، الأحد، أن هجوماً بطائرات مسيّرة أطلقها "حزب الله" على قاعدة عسكرية قرب بنيامينا جنوبي مدينة حيفا، أسفر عن سقوط 4 جنود، وإصابة العشرات، بينهم 7 بجروح بالغة.

وقال الجيش الإسرائيلي، إنه اعترض طائرة مسيّرة أطلقت من لبنان، قبالة الساحل الشمالي لإسرائيل، فيما أعلن فتح تحقيق في أسباب عدم تفعيل صافرات الإنذار عند سقوط المسيرة الثانية. وانفجرت الطائرة المسيرة في قاعة طعام بالقاعدة العسكرية في بنيامينا.

فيما كشف "حزب الله" عن حيلة بدائية، لكن يبدو أنها لا تزال ناجحة، بعدما أعلن إطلاق عشرات الصواريخ لإشغال الدفاعات الجوية الإسرائيلية، بينما استهدف بطائرتين مسيرتين تجمعاً لقوات اللواء جولاني.

وأكد "حزب الله" أن القوة الصاروخية أطلقت عشرات الصواريخ باتجاه أهداف متنوعة في مناطق نهاريا وعكا بهدف إشغال منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي.

وأضاف أنه وبالتزامن أطلقت القوة الجوية في المقاومة أسراب من مسيّرات متنوعة، بعضها يُستَخدم للمرة الأولى، باتجاه مناطق مختلفة في عكا وحيفا، حيث تمكنت المسيّرات النوعية، من اختراق رادارات الدفاع الجوي الإسرائيلي دون اكتشافها، ووصلت إلى هدفها في معسكر تدريب للواء النخبة جولاني في منطقة بنيامينا.

ويأتي إخفاق الدفاعات الإسرائيلية بعد أيام من عدم نجاحها في اعتراض جميع الصواريخ الإيرانية التي أطلقتها طهران مطلع الشهر الجاري.

وتستعد إسرائيل لشن هجوم جديد على إيران، في ظل ترقب من رد فعل إيراني على الهجوم المحتمل، ما استدعى الولايات المتحدة إلى إرسال منظومة "ثاد" THAAD للدفاع الجوي لحليفتها في الشرق الأوسط.

ويعتبر الدفاع الجوي الإسرائيلي منظومة متعددة الطبقات. ورصد موقع CBS News الأميركي أبرز الأنظمة التي تعتمد عليها إسرائيل في الدفاع الجوي.

نظام Arrow

تعتبر أنظمة Arrow الإسرائيلية بين أكثر المنظومات الدفاعية تقدماً عالمياً، وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، في نوفمبر 2023، تنفيذ أول اعتراض ناجح بمنظومة Arrow 3 لمقذوف متجه نحو إسرائيل.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن جنود الدفاع الجوي الإسرائيلي أطلقوا بنجاح صاروخاً اعتراضياً من منظومة Arrow 3 للمرة الأولى، وفق موقع Breaking Defense.

وأضاف أن الصاروخ اعترض بشكل ناجح هدفاً أطلق نحو إسرائيل من منطقة البحر الأحمر، وهو ما يمثل أول اعتراض تشغيلي لمنظومة Arrow 3 منذ نشره في عام 2017.

ويعد نظام Arrow، الذي تنتجه شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية IAI، الطبقة العليا من الدفاعات الجوية الإسرائيلية المتكاملة متعددة الطبقات، التي تركز على الصواريخ الباليستية القادمة.

ويعتبر Arrow 3 هو البديل الأكثر تقدماً في الخدمة حالياً، ووافقت إسرائيل على بيع النظام مؤخراً إلى ألمانيا في أعقاب اشتعال الحرب بأوكرانيا.

وأعلنت إسرائيل أنها تعمل على تطوير نظام Arrow 4 للبناء على نجاح سابقه في عام 2021.

ويعتبر النظام الاعتراضي جزءاً من أول نظام دفاع تشغيلي وطني مستقل مضاد للصواريخ الباليستية التكتيكية، وفقاً لشركة صناعات الفضاء الإسرائيلية (IAI).

ويعمل نظام Arrow 3 على اكتشاف وتتبع واعتراض وتدمير الصواريخ القادمة التي تحمل مجموعة من الرؤوس الحربية، لحماية الأصول الاستراتيجية والمراكز السكانية، وجرى تصميم النظام لاعتراض وتدمير أحدث التهديدات طويلة المدى، وخاصة تلك التي تحمل أسلحة الدمار الشامل.

ويتكامل Arrow 3 بسلاسة مع نظام Arrow، الذي يكمل الكتل الحالية والمستقبلية لمعترض Arrow 2، ما يتيح فرص مشاركة متعددة من المستوى العلوي.

وأوضح موقع Air Force Technology، أن نظام Arrow 3 صمم لاعتراض الصواريخ الباليستية خارج الغلاف الجوي للأرض، ويزن النظام نحو نصف نظام سلاح Arrow 2، لكنه يوفر سرعة ومدى أكبر.

ويوفر النظام قدرات هائلة، ويمكنه الدفاع عن مساحة كبيرة جداً، ما يوفر دفاعاً شاملاً عن المواقع الاستراتيجية والمناطق المأهولة بالسكان، كما يزود Arrow 3 الدفاع الجوي في إسرائيل، بقدرة فتك عالية ضد جميع أنواع الصواريخ الباليستية والرؤوس الحربية.

ويمكن دمجه مع بطارية AWS، التي تشتمل على رادار أرضي ونظام إدارة المعركة وقاذفات ومركز تحكم في الإطلاق. ويتم إطلاق الصاروخ من Arrow 3 بشكل عمودي، ومن ثم يجري تغيير اتجاهه نحو نقطة الاعتراض المقدرة.

ويوفر القاذف المحمول في Arrow 3 إمكانية الإطلاق العمودي من عبوات محكمة الغلق، مع تغطية شاملة الاتجاهات، ويمكن لكل قاذفة في Arrow 3 استيعاب 6 عبوات، ويوضع الصاروخ في أنبوب إطلاق عامودي مقاس 21 بوصة، ويوفر القاذف أوقات رد فعل سريعة للاشتباك مع صواريخ باليستية متعددة.

ويتميز نظام الأسلحة، الذي يطلق صواريخ فرط صوتية، بمرحلتين للدفع الصلب، بما في ذلك المعزز والمستمر، ويبلغ مدى صواريخ Arrow 3 نحو 2400 كيلومتر، ويمكنه اعتراض التهديدات على ارتفاع 100 كيلومتر.

ويستخدم نظام Arrow 3 رادار Elta's Super Green Pine للإنذار المبكر والسيطرة على الحرائق. ويمكن للرادار مواجهة مشكلات انقطاع أجهزة الاستشعار والتشويش من خلال الإجراءات الإلكترونية المضادة (ECCM).

ويلتقط المستشعر الكهروضوئي عالي الدقة الهدف، حتى تتمكن مركبة القتل من إصابة الهدف وتدمير الرأس الحربي. ويعمل نظام Citron Tree لإدارة المعركة والقيادة والتحكم والاتصالات ونظام الاستخبارات كمركز تحكم لمعالجة البيانات وتقييم التهديدات والتحكم في المهام.

ويوفر نظام إدارة المعركة الإنذار المبكر وتقدير نقطة الإطلاق والتنبؤ بنقطة التأثير الدقيقة، كما يتميز النظام بأوضاع إدارة المعركة اليدوية والآلية بالكامل، بالإضافة إلى واجهة الإنسان والآلة، ويوفر القدرة على التعامل مع التهديدات المتعددة في وقت واحد.

ويبحث نظام Arrow 3 بشكل مستمر عن التهديدات، ويتلقى مركز إدارة المعركة المعلومات التي تحصل عليها الرادارات حول الصواريخ الباليستية القادمة ويقوم بمعالجتها، ومن ثم اختيار المعترض لتدمير الصواريخ المعادية.

"مقلاع داود"

أعلنت إسرائيل، في مايو 2023، استخدام نظام "مقلاع داود" للدفاع الجوي والصاروخي متوسط المدى، لأول مرة في عمليات قتالية، بعد تجارب سابقة فاشلة.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إنَّ الجيش نفذ أول عملية اعتراض عملياتية لمنظومة "مقلاع داود"، لإسقاط قذيفة صاروخية فوق منطقة تل أبيب الكبرى، وسط قصف متبادل عبر الحدود مع فصائل فلسطينية في قطاع غزة.

ويعتبر "مقلاع داود" المستوى الأوسط في منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، والذي تم تطويره بالاشتراك مع الولايات المتحدة.

و"مقلاع داود"، المعروف سابقاً بـ"ماجيك واند"، هو من تطوير وتصنيع شركة رافائيل الإسرائيلية لأنظمة الدفاع المتقدمة، بالشراكة مع شركة Raytheon الأميركية، وتم الإعلان عن تشغيله بشكل كامل في عام 2017.

ووفقا لـRaytheon يقدم "مقلاع داود" دفاعاً ضد الصواريخ الباليستية التكتيكية والصواريخ متوسطة إلى بعيدة المدى، والطائرات والمسيرات، إضافة إلى صواريخ كروز، بما في ذلك صواريخ "سكود".

وإلى جانب التعاون في صناعة صواريخ المنظومة، تنتج Raytheon أيضاً وحدات إطلاق الصواريخ الخاصة بالنظام.

ويتكون "مقلاع داود" من صواريخ Stunner متعددة النبضات، والتي تستخدم أجهزة استشعار وأنظمة تحكم متطورة، ومصفوفات للمسح الإلكتروني النشط، إضافة إلى رادار متعدد المهام للاستهداف والتوجيه.

وعلى الرغم من تمتعه بالقدرة على المناورة، إلّا أنَّ صاروخ Stunner لا يحتوي على رأس حربي، وإنما يدمر التهديدات بقوة الاصطدام الكبيرة.

وأثبتت الاختبارات المتكررة قدرة النظام على تدمير دفعات كبيرة من الصواريخ عالية العيار والصواريخ الباليستية قصيرة المدى، مشيرة إلى أنَّ الصاروخ برهن على قدرته على التغلب على جميع الصواريخ الباليستية قصيرة المدى، والتي تمثل 92% من مخزون التهديد بالصاروخ الباليستي في جميع أنحاء العالم.

ويكلف الصاروخ الواحد من صواريخ "مقلاع داود" الاعتراضية مليون دولار، وذلك بحسب موقع Ynet news الإسرائيلي.

وتوقعت صحيفة Times of Israel، أن تسدَّ صواريخ "مقلاع داود" متوسطة المدى فجوة في منظومة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، التي تشمل بالفعل نظام "القبة الحديدية" لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى ونظامي Arrow 2 وArrow 3 لاعتراض الصواريخ طويلة المدى.

وفي عام 2020، أجرى الجيش الإسرائيلي تدريبات دفاع جوي كبيرة تضمنت اختبار نسخة جديدة من "مقلاع داود"، تضمنت وضع نظام الدفاع الصاروخي في مواجهة الصواريخ الباليستية، التي تتبع مساراً ثابتاً ومحدداً مسبقاً، بالإضافة إلى صواريخ "كروز" الأكثر صعوبة في الضرب.

وفي أبريل الماضي، قالت فنلندا إنها ستشتري نظام "مقلاع داود" في صفقة أولية تبلغ قيمتها نحو 316 مليون يورو (344 مليون دولار) في إعلان صدر غداة انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وأشارت وزارة الدفاع الفنلندية في بيان إلى أنه نظراً لتطوير "مقلاع داود" بالتعاون مع الولايات المتحدة، سيتطلّب البيع موافقة من الحكومة الأميركية.

كما تطالب أوكرانيا إسرائيل بتزويدها بنظام "مقلاع دواد"، لكن تل أبيب امتنعت حتى الآن عن تزويد كييف بالنظام.

"القبة الحديدية"

تهدف منظومة الدفاع الجوي "القبة الحديدية" إلى التصدي لمقذوفات قصيرة ومتوسطة المدى (صواريخ، قذائف مدفعية). وتسمح بتفجير مقذوفات يصل مداها إلى 70 كيلومتراً خلال تحليقها في الجو، لكنّها غير قادرة على تعطيل بالونات حارقة، أو أنواع أخرى من المقذوفات ذات المسار غير المرتفع.

وطوّرت "القبة الحديدية" بواسطة أنظمة رافائيل الدفاعية المتقدمة (Rafael Advanced Defense Systems)، وهي السلطة الإسرائيلية المعنية بتطوير التقنيات العسكرية، وذلك عقب الضربة التي تلقتها إسرائيل في الحرب مع لبنان عام 2006.

كانت الحرب الإسرائيلية على لبنان في 2006 الدافع وراء تطوير منظومة "القبة الحديدية"، فالضربات حينها كانت موجعة لإسرائيل، مع إطلاق جماعة "حزب الله" اللبنانية ما يقرب من 4 آلاف صاروخ على إسرائيل، معظمها من نوع "كاتيوشا" قصيرة المدى، أودت بحياة عشرات الإسرائيليين، إضافة إلى إجلاء نحو 250 ألف شخص من منازلهم.

وللتعامل مع هذه التحديات، قررت وزارة الدفاع الإسرائيلية في فبراير 2007 تطوير نظام دفاع جوي متنقل، واختبار فاعلية النظام في مارس 2009.

وفي أغسطس 2009، أنشأت القوات الجوية الإسرائيلية كتيبة جديدة لتشغيل منظومة "القبة الحديدية"، وأجريت عدة اختبارات لاعتراض صواريخ تحاكي "القسام" و"كاتيوشا"، قبل نشر المنظومة بشكل نهائي في مارس 2011.

تتكون "القبة الحديدية"، بحسب موقع Army technology، من 3 عناصر أساسية، هي رادار للرصد والتعقب، ونظام لإدارة المعارك والتحكم في الأسلحة، ووحدة لإطلاق الصواريخ.

وتتضمن "القبة" نظام استشعار كهربائي-بصري، كما أنها قابلة، بحسب الجهة المصنعة، للتكيف مع التهديدات سريعة التحور، والتعامل مع عدة تهديدات في الوقت نفسه، إضافة إلى القدرة على العمل في جميع الظروف المناخية.

وتتمتع القبة أيضاً بنظام اعتراض عمودي، ومنصات إطلاق متنقلة، ولديها القدرة على الانسجام مع أنظمة مختلفة للرادار والرصد، كما يمكن لنظام الرؤوس الحربية الخاص بها، تفجير أي هدف في الهواء، وفقاً للموقع. 

وبعد رصد الصاروخ وتحديده، يراقب رادار "القبة" مسارَ الصاروخ، وبناء على المعلومات القادمة من الرادار، يتولى نظام إدارة المعارك والتحكم في الأسلحة، مسار التهديد، وحساب نقطة الاصطدام المتوقعة، وفي حال انتهت الحسابات إلى أنَّ مسار الصاروخ القادم يمثل تهديداً حقيقياً، يصدر أمر بإطلاق صاروخ لاعتراض التهديد، وتفجيره فوق منطقة محايدة.

ويوجد في إسرائيل حالياً 10 أنظمة للقبة الحديدية المتنقلة. ووفقاً للمصنع، فإن البطارية الواحدة قادرة على حماية مدينة متوسطة الحجم، واعتراض صواريخ تم إطلاقها على بعد 70 كيلومتراً.

أنشأت إسرائيل منظومة "القبة الحديدية" بتكلفة تجاوزت 218 مليون دولار، كما التزمت الولايات المتحدة في 2016، بـ5 مليارات دولار لتطوير النظام.

وإلى جانب الإنشاء والتطوير، فإن تكلفة التشغيل أيضاً عالية جداً، إذ تتراوح تكلفة الصاروخ المعترض بين 40 و50 ألف دولار، وفي بعض الأحوال يجري إطلاق صاروخين دفعة واحدة لاعتراض هدف واحد، وهو ما يرفع تكلفة الاعتراض، ويؤدي إلى الحد من قدرة إسرائيل على حيازة الصواريخ المعترضة في الصراعات طويلة الأمد.

منظومة Patriot

تعتبر منظومة Patriot الأميركية الصنع أقدم عضو في نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، الذي استُخدم أثناء حرب الخليج الأولى في عام 1991، لاعتراض صواريخ سكود. ويستخدم Patriot الآن لإسقاط الطائرات، بما في ذلك المسيرات.

وبينما وضعت الولايات المتحدة آمالا على تحديث النظام لجعله أكثر موثوقية، تبددت تلك الآمال إلى حد كبير بسبب فشل Patriot في اعتراض ضربة بصواريخ بدائية الصنع، أطلقتها جماعة الحوثي اليمنية في عام 2017.

ويعتبر Patriot نظام متنقل يشتمل عادة على رادار قوي، ومحطة تحكم، ومولد طاقة، ومحطات إطلاق، ومركبات دعم أخرى.

والنظام له قدرات مختلفة حسب نوع الصاروخ المستخدم، ففي حالة "الصاروخ باك-2" يستخدم رأساً حربية متفجرة، أما الصاروخ "باك-3" الأحدث يستخدم تقنية الإصابة بغرض القتل الأكثر تقدماً.

وقال حلف شمال الأطلسي "الناتو" في عام 2015 إن نطاق رادار النظام يصل إلى أكثر من 150 كيلومتراً.

بنت شركة Raytheon Technologies المصنعة أكثر من 240 نظام Patriot تستخدمها حالياً 18 دولة بينها الولايات المتحدة.

وقالت الشركة إن النظام اعترض أكثر من 150 صاروخاً باليستياً في القتال منذ عام 2015.

القوة الجوية

تتميز إسرائيل بامتلاك قوة جوية متطورة تعتمد على التكنولوجيا الأميركية، ووضع موقع WDMMA، المتخصص في رصد القدرات الجوية عالمياً، إسرائيل بين أبرز 10 دول في العالم تفوقاً في القدرات الجوية.

وتمتلك إسرائيل 581 طائرة حربية معظمها مقاتلات تفوق جوي ومروحيات.

وتعتبر إسرائيل الحليف الأبرز للولايات المتحدة في المنطقة، ما جعلها تمتلك أقوى المقاتلات الأميركية بدءاً من F-15 وF-16، وصولاً إلى المقاتلة الأحدث عالمياً F-35.

طائرة F-15.. أقوى رادار

تقترب الولايات المتحدة من الموافقة على بيع ما يصل إلى 50 مقاتلة ثقيلة الوزن بمحركين من طراز F-15 Eagle لإسرائيل، بموجب عقد تقدر قيمته بما يصل إلى 18 مليار دولار، أي تكلفة 360 مليون دولار لكل مقاتلة.

وقالت مجلة Military Watch، إن هذه الصفقة ستكون واحدة من أغلى صفقات المقاتلات التي تم تصديرها على الإطلاق، إذ تتمتع طائرة F-15 بتكاليف إنتاج وتشغيل أعلى بكثير من فئة المقاتلة الأخرى الوحيدة التي يجري إنتاجها حالياً للقوات الجوية الأميركية وهي F-35A.

وتفتقر مقاتلة F-15EX إلى قدرات التخفي التي تمتلكها الطائرة F-35، ولكن أحدث نسخة من F-15 تُعتبر إلى حد بعيد فئة المقاتلة الأطول مدى في الخدمة في العالم الغربي.

ولا يزال مدى الطائرة F-15 أقصر بكثير من معظم المقاتلات الروسية والصينية قيد الإنتاج حالياً، بما في ذلك مقاتلات Su-35 التي تم بيعها مؤخراً إلى المنافس الإقليمي لإسرائيل إيران، ولكن المدى الطويل نسبياً لطائرة F-15 لا يزال موضع تقدير من قبل تل أبيب باعتباره ميسراً لضربات محتملة ضد أهداف على الأراضي الإيرانية.

وتعتبر F-15 أقدم فئة مقاتلة لا تزال قيد الإنتاج في أي مكان في العالم حالياً، بعد أن حلّقت لأول مرة في عام 1972، ولكن F-15EX تفتخر بأنها لا تزال تمتلك أقوى رادار في العالم الغربي APG-82، وإلكترونيات الطيران والأسلحة المتطورة المقترنة بهيكل طائرة حديث.

وحصلت إسرائيل آخر مرة على طائرات F-15 في التسعينيات من خلال شراء 25 مقاتلة هجومية من طراز F-15I، لتشكل سرباً واحداً، على الرغم من أنها حصلت على عشرات من طرازات F-15A وB وC وD الأقدم خلال الحرب الباردة.

وتعد طائرات F-15 الإسرائيلية هي الأقدم في أي مكان في العالم، وتعتمد إلى حد كبير على صواريخ ورادارات جو-جو قديمة من طراز AIM-7، بينما تفتقر إلى إمكانية الوصول إلى العديد من الفئات الحديثة من الأسلحة الموجهة التي يمكن لطائرة F-15EX نشرها.

ويتوقع أن تختلف طائرات F-15 الجديدة المباعة لإسرائيل عن تلك التي يجري إنتاجها للقوات الجوية الأميركية، وأن تدمج إلكترونيات الطيران والأسلحة المنتجة محلياً.

وتسببت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في انكماش الاقتصاد الإسرائيلي بشكل كبير للغاية، ولكن من المتوقع أن تعوض مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية الأميركية للبلاد هذه الخسائر.

وأرسلت إسرائيل طلباً رسمياً لشراء 25 طائرة من طراز F-15 في وقت مبكر من يناير 2023، مع خيار شراء 25 طائرة أخرى، ووافق رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب مايكل ماكول على الصفقة في أواخر يناير الماضي.

طائرة F-16 Fighting Falcon

تعتبر طائرة F-16 falcon، مقاتلة خفيفة الوزن ومتعددة المهام قادرة على تنفيذ عمليات جو-جو، والاعتراض، وإطلاق أسلحة نووية تكتيكية.

وأشار موقع Air and Space Forces إلى أن مقاتلة 16 Falcon-F، واحدة من أكثر المقاتلات قدرة على المناورة.

ويمكن تسليح الطائرة بمدفع M61A1 عيار 20 ملم، وما يصل إلى 6 صواريخ جو- جو من طراز AIM-9 Sidewinder، أو AIM-120 AMRAAMs.

وتعتبر الميزة الرئيسية في Fighting Falcon، هي القدرة على استخدام صواريخ AIM-7 Sparrow و AIM-120 AMRAAM، إضافة إلى أن الرادار قادر على فرز التشكيلات الضيقة للطائرات ولديه زيادة في المدى بنسبة 15% - 20% مقارنة بالنماذج السابقة.

وتحمل طائرات F-16 عادةً صاروخين من طراز AIM-9L Sidewinder على قضبان طرف الجناح جنباً إلى جنب مع زوج من AIM-9P-4 على الرفوف السفلية الخارجية.

ويمكنها إطلاق قنابل Paveway الموجهة بالليزر، وإطلاق الصاروخ الفرنسي AS-30 الموجه بالليزر.

"F-35".. مقاتلات الجيل الخامس

سارعت إسرائيل إلى اختيار المقاتلة F-35 كجزء من صفقة مع الإدارة الأميركية عام 2010، إذ يبلغ سعر المقاتلة الأميركية 77.9 مليون دولار، وتعمل من 36 قاعدة وحاملة طائرات في 9 دول حول العالم.

وبينما تمتلك النسخة الإسرائيلية (أدير) كل التقنيات الموجودة على النسخ الأخرى التي تستخدمها باقي الدول المشغلة للمقاتلة الأميركية، فإن تل أبيب تزود نسختها بتقنيات خاصة.

وتعد إسرائيل الوحيدة في الشرق الأوسط التي حصلت على المقاتلة الأميركية F-35 التي تصنف ضمن مقاتلات الجيل الخامس.

واشتهرت المقاتلة الأميركية F-35، بأنها الأكثر تطوراً على مستوى العالم، إذ تتمتع بقدرات خارقة، أبرزها رصد الرادارات العسكرية، إلا أن "سُمعتها" الجيدة تواجه تهديداً، بعد أن أفادت جهات أميركية، بأن كلفة إصلاحاتها ستكون باهظة، إذا ظهرت مشكلات في آخر اختبار محاكاة.

وقال مكتب المحاسبة الحكومي الأميركي في أبريل 2022، إن الدول التي لديها طائرات F-35، ربما تواجه تكاليف إضافية تُقدر بملايين الدولارات، إذا ظهرت مشكلات خلال اختبارات المحاكاة القتالية التي تأخرت، والتي كانت مُقررة في ديسمبر 2020.

وقدم التقرير السنوي للمكتب، وهو جهة رقابية تابعة للكونجرس الأميركي، مراجعة واقعية للزيادة المحتملة في تكلفة تطوير برنامج المقاتلة F-35 البالغة 398 مليار دولار.

وتشمل التغييرات الرئيسية المدرجة في نسخة F-35I Adir شاشات محمولة على خوذة سلاح الجو الإسرائيلي، ووظيفة ربط البيانات التي تناسب احتياجات إسرائيل وتحسينات إضافية أدخلت على قدرات جمع البيانات، ومعالجتها المتطورة بالفعل للمقاتلة، وفقاً لمجلة The National Interest.

ويضمن نظام الحرب الإلكترونية المحلي (ESW) الخاص بـMighty One أن تحافظ هذه الطائرة على التفوق على نظيراتها من الأعداء.

ومنذ أن بدأت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي، استخدم سلاح الجو الإسرائيلي بشكل متكرر طائرات F-35I لتحقيق مجموعة مهام في غزة.

وفي نوفمبر الماضي، اعترفت إسرائيل بأن هذه الطائرات استخدمت لاعتراض وإسقاط صاروخ كروز. وكانت هذه أيضاً المرة الأولى التي تستخدم طائرة F-35 لإسقاط هدف من هذا النوع.

تصنيفات

قصص قد تهمك