أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية استياءها من إعلان بريطانيا الاستغناء عن مسيرات Watchkeeper إسرائيلية الصنع بحلول مارس 2025، وذلك كجزء من جهد أوسع لتحديث منظومتها والتكيف مع التهديدات المتطورة.
وأثار الإعلان البريطاني مخاوف شركات الصناعات الدفاعية الإسرائيلية من الإضرار بصورتها وبالتالي الاستعداد لخسارة اقتصادية.
وقال وزير الدفاع البريطاني جون هالي، عن إحالة منظومة Watchkeeper للتقاعد: "يجب أن يمتلك الجيش الحديث بشكل واضح قدرات حديثة قادرة على العمل في أكثر البيئات تحدياً. بعد تقاعد Watchkeeper Mk 1، سيتحول الجيش بسرعة إلى قدرة متقدمة جديدة، مستفيداً من أحدث الدروس التشغيلية والتطورات التكنولوجية"، بحسب موقع ukdefencejournal.
وأضاف هالي: "توفر هذه القرارات قيمة أفضل مقابل المال وتضمن أننا في وضع أفضل لتحديث وتعزيز دفاع المملكة المتحدة".
ويعكس القرار الذي كشف عنه وزير الدفاع البريطاني، الوتيرة السريعة للتقدم التكنولوجي في الأنظمة الجوية بدون طيار والدروس المستفادة من الحرب في أوكرانيا.
وواجه برنامج Watchkeeper، الذي تم تقديمه في عام 2010، تأخيرات كبيرة وتجاوزات في التكاليف، ليصبح رمزاً للتحديات في نشر التكنولوجيا الجديدة، وعلى الرغم من الإمكانيات التي يوفرها البرنامج من قدرات استخباراتية واستطلاعية، إلا أن النظام غالباً ما يكافح لتلبية المتطلبات التشغيلية.
ويعد وقف استخدام Watchkeeper جزءاً من مبادرة أوسع نطاقاً، لوقف استخدام القوات المسلحة البريطانية لمعدات عسكرية قديمة، وهي خطوة من شأنها أن توفر ما يصل إلى 500 مليون جنيه إسترليني على مدى 5 سنوات.
ومن المتوقع أن يستبدل الجيش البريطاني Watchkeeper بنظام مسيرات أكثر تقدماً، يمكنه العمل بشكل فعال في البيئات المتنازع عليها.
وفي حين أن خروج Watchkeeper من الخدمة يشير إلى نهاية فصل مضطرب في المشتريات الدفاعية في لندن، فإنه يفتح الباب أمام تقنيات الجيل التالي لتعزيز الفعالية التشغيلية للجيش البريطاني.
ما هو نظام Watchkeeper؟
وتنتج شركة Elbit Systems الإسرائيلية الدفاعية مسيرات Watchkeeper، التي تستند إلى مسيرات "إلبيت هيرميس 450"، المعروفة باسم Zik.
وكانت الشركة فازت وشريكتها "تاليس" بمناقصة "نورثروب" الأميركية قبل 20 عاماً، حيث زودتا الجيش البريطاني بنحو 45 مسيرة مصنعة في بريطانيا، لكن بتصميم إسرائيلي.
ويستخدم سلاح الجو الإسرائيلي على نطاق واسع طائراته المسيرة من طراز Zik في غزة ولبنان، حيث تم إسقاط بعضها من قبل جماعة "حزب الله" منذ بدء الحرب، إذ تُستخدم لجمع المعلومات الاستخباراتية والهجمات.
ووفقاً لموقع "والا" الإسرائيلي، فإن المشروع تأخر عن الموعد المحدد، ولم تدخل الطائرات الخدمة إلا في عام 2014، وتمكنت من المشاركة في الحرب في أفغانستان.
ولم يتجاوز المشروع الجدول الزمني فحسب، بل تجاوز التكاليف أيضاً، حيث بلغ 1.3 مليار جنيه إسترليني، بدلاً من 800 مليون جنيه إسترليني.
وتلقت الشركتان الإسرائيليتان طلباً بقيمة 180 مليون دولار من رومانيا العام الماضي، لشراء عدد من أنظمة Watchkeeper، في صفقة من المتوقع أن تنمو إلى 410 ملايين دولار، لكن من غير الواضح ما إذا كان قرار بريطانيا سيؤثر على الصفقة.
والضرر الاقتصادي الذي لحق بشركة Elbit صغير، لأن الدخل من المشروع يقتصر الآن على عشرات الملايين من الدولارات سنوياً، لكن هذه ضربة لصورة الشركة والصناعات الدفاعية الإسرائيلية في وقت حساس.
وكانت بريطانيا واحدة من أوائل الدول التي أعلنت حظراً جزئياً على تصدير الأسلحة لإسرائيل في أعقاب الحرب على غزة، ولكن في الممارسة العملية حدت الصادرات عدداً قليلاً من المكونات.
وبحسب "والا"، فإن 11 طائرة مسيرة فقط في الخدمة التشغيلية، أما الباقي يستخدم للتدريب أو في التخزين في بريطانيا، فيما تعرضت 7 مسيرات لحوادث تحطم.