طورت شركة الدفاع الحكومية الروسية "Rostec" نسخة جديدة من قاذفة القنابل الاستراتيجية Tu-95MSM، التي استفادت بشكل كبير من مسرح العمليات العسكرية في أوكرانيا.
وشهدت القاذفة الأصلية Tu-95 رحلتها الأولى خلال الحرب الكورية في عام 1952، على الرغم من أن الطائرات الموجودة حالياً في الخدمة تم بناؤها جميعاً بين عامي 1982 و1993، وتم تصميمها كمنصات إطلاق لضربات الصواريخ المجنحة بدلاً من إسقاط قنابل الجاذبية، وفق مجلة "Military Watch".
وبدأ تطوير حزمة ترقية للطائرة تهدف إلى دفعها لمعيار Tu-95MSM في عام 2009، ودمجت أقوى محرك توربيني متسلسل في العالم NK-12MPM، ومراوح جديدة على الطائرة لتسهيل زيادة سعة حمل الأسلحة والمدى.
كما ضاعفت الترقيات حمولة الأسلحة للطائرة ووفرت التوافق مع صاروخ كروز Kh-101/2، الذي يعمل كسلاح أساسي للطائرة.
وجرى تعزيز الأجنحة لاستيعاب الصواريخ الجديدة الأكبر حجماً، في حين تم تحديث الإلكترونيات بما في ذلك أجهزة الاستشعار وشاشات البيانات بشكل شامل.
وركزت عمليات التحديث الأخيرة بشكل خاص على تحسين قدرة Tu-95MSM على التكامل مع أصولها الجوية والبحرية والبرية للعمليات المشتركة، ما يسمح للطائرة العمل بسلاسة كجزء من شبكة أوسع.
كما تم تحسين مجموعة إلكترونيات الطيران الخاصة بالقاذفة لتشمل أنظمة الملاحة والاتصالات والتحكم، ما يسهل التخطيط والتنفيذ الدقيق للمهام.
وتم دمج قدرات الحرب الإلكترونية والأنظمة الدفاعية المتفوقة في الطائرة.
اهتمام خاص بالقاذفة الاستراتيجية Tu-95MSM
تحظى القاذفة Tu-95MSM باهتمام خاص لقدرتها على شن ضربات صاروخية طويلة المدى عالية الدقة باستخدام صواريخ Kh-101 التي تتميز بقدراتها على الهروب من الرادار، مع تحسينات على إلكترونيات الطيران التي زادت من الدقة وحسَّنت معدلات نجاح المهمة.
ويُعد صاروخ Kh-101 ونظيره المسلح نووياً Kh-102 من بين أطول الصواريخ المجنحة مدى في العالم، حيث يتجاوز مداها 5 آلاف كيلومتر.
وأظهرت الصواريخ قدرة لم تكن معروفة من قبل في أثناء الصراع على إطلاق أفخاخ للتهرب من الدفاعات الجوية للعدو.
وطلب الجيش الروسي نسخة أقصر مدى من صاروخ Kh-101 قادرة على حمل حمولة متفجرة أكبر، مع إمكانية استخدام مثل هذا الصاروخ أيضاً في حالة حدوث صراع كبير مع أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وجرى استخدام صاروخ Kh-101 في هجمت محدودة على أهداف أوكرانية، حيث كانت غالبية الصواريخ التي أطلقتها القاذفات من طراز Kh-22s، وهي فئة صواريخ كروز مضادة للسفن يتم نشرها بواسطة قاذفات Tu-22M3 الأخف وزناً والتي ورثتها روسيا بأعداد كبيرة جداً من الحقبة السوفيتية.
وبينما تفتقر هذه الصواريخ القديمة إلى دقة صاروخ Kh-101، فقد كان من المقرر تقاعدها في منتصف أواخر 2020، وبالتالي فهي عالية الاستهلاك، كما يصعب اعتراضها أكثر من صاروخ Kh-101 بسبب سرعاتها القصوى ومساراتها المعقدة.
ويتوقع أن تلعب الطائرة Tu-95 دوراً محورياً في أسطول القاذفات الاستراتيجية الروسية حتى عام 2030، على الرغم من أنه من المتوقع أن تتضاءل أهميتها في الأسطول تدريجياً مع تلبية الطلبات على 50 قاذفة أخرى من طراز Tu-160M الحديثة تدريجياً.
وتم تسليم أول هذه القاذفات في يناير 2022، ومن المتوقع أن يتبع إنتاجها تسليم أول قاذفة شبحية في البلاد تم تطويرها في إطار برنامج PAK DA.