حرب القاذفات الشبحية.. كيف تشكل الطائرة الصينية H-20 تهديداً كبيراً لأميركا؟

time reading iconدقائق القراءة - 8
صورة نشرتها وسائل إعلام صينية للقاذفة الاستراتيجية الشبحية الصينية H-20
صورة نشرتها وسائل إعلام صينية للقاذفة الاستراتيجية الشبحية الصينية H-20
دبي-الشرق

يتوقع أن تقدم القاذفة الشبحية الصينية H-20 مجالاً جديداً تماماً من ديناميكيات التهديد للولايات المتحدة، حيث تعمل على تعزيز الثالوث النووي الصيني، وتوسيع نطاق هجومها النووي، بشكل كبير ليشمل أجزاء كبيرة من الولايات المتحدة القارية.

وذكر موقع Warrior Maven أنه رغم غياب بعض المعلومات حول القاذفة 20-H، إلا أن هناك عدة أسباب تجعل مطوري الأسلحة الأميركيين يتعاملون مع ذلك التهديد بشكل جدي.

على سبيل المثال، يمكن أن تهدد القاذفة الصينية أراضي الفلبين واليابان ومناطق بحر الصين الجنوبي، وجزيرة جوام (وهي أرض أميركية)، في حال كان نطاقها أبعد من سلسلة الجزر الأولى قبالة سواحل الصين.

وقد تتمكن القاذفة H-20 في حال تزويدها بمحطة للتزود بالوقود في وضع يسمح لها بتهديد هاواي أو حتى أجزاء من الولايات المتحدة القارية.

وفي تقرير "القوة العسكرية الصينية" الصادر عن البنتاجون في عامي 2018 و2019، ورد أن القاذفة الشبحية بعيدة المدى الجديدة من طراز H-20 قد تشكل تهديدات كبرى، حيث من المتوقع أن تعمل على مدى 8500 كيلومتر، وهذا من شأنه أن يعرض مناطق رئيسية في الولايات المتحدة لم يكن من الممكن الوصول إليها من قبل للخطر بطرق جديدة.

ويبدو أن المدى الذي تبلغه الطائرة البالغ 8500 كيلومتر أقل قليلاً من مدى قاذفة B-2 الأميركية الذي يتجاوز 6700 ميل، إلا أن تقارير البنتاجون أثارت مخاوف من أن الصينيين ربما يطورون أيضاً قاذفة قابلة للتزود بالوقود يمكنها الوصول إلى القدرة التشغيلية الأولية قبل القاذفة بعيدة المدى.

ولعل الأمر الأكثر إثارة للقلق، كما جاء في تقييم البنتاجون، هو أن مثل هذه القاذفة قادرة على "توسيع قدرات القاذفات الهجومية بعيدة المدى إلى ما هو أبعد من سلسلة الجزر الثانية".

كما يمكن لقاذفة التزود بالوقود أن تغير المعادلة بشكل كبير وتمكنها من منافسة نطاق مهمة طائرة B-2 التي أكملت بنجاح مهام استمرت 44 ساعة من قاعدة وايتمان الجوية في ميسوري إلى دييجو جارسيا، وهي جزيرة صغيرة قبالة الساحل الهندي أثناء عملية الحرية الدائمة في أفغانستان.

حمولة هائلة

بالإضافة إلى معادلة التهديد، جاء في تقرير صادر عن معهد الخدمات الملكية المتحدة للدراسات الدفاعية والأمنية في لندن أن الطائرة H-20 المتطورة قادرة على حمل حمولة أسلحة هائلة تبلغ 45 طناً، والطيران لمسافات كبيرة دون الحاجة إلى التزود بالوقود في الجو.

وعلى الرغم من أن التركيب الدقيق لخصائص التخفي أو تقنيات تقليل التوقيع الراداري قد لا تكون معروفة بالكامل، تكشف الصور والرسومات المتاحة عن طائرة يمكن القول إنها تبدو في بعض النواحي غير قابلة للتمييز عن طائرة B-2 الأميركية.

وتتميز القاذفة الصينية بجسم علوي مستدير مماثل، وجسم جناح مختلط، ومنافذ هواء علوية منحنية، ولا تحتوي على هياكل عمودية بشكل أساسي.

وتشتهر الطائرة B-2 أيضاً برحلاتها الطويلة؛ فخلال عملية الحرية الدائمة في الأيام الأولى للحرب الأفغانية، حلقت القاذفة الأميركية في مهام مدتها 44 ساعة من قاعدة وايتمان الجوية بولاية ميسيسيبي إلى دييجو جارسيا، وهي جزيرة صغيرة قبالة الساحل الهندي. ومن هناك، حلقت طائرات B-2 في مهام قصف فوق أفغانستان لدعم القوات البرية الأميركية.

ورغم أن هذه المهمة ربما تطلبت التزود بالوقود، فإنها تتحدث عن مزايا وفوائد القصف الذي يدوم لفترة طويلة.

ولا يزال غير واضح ما إذا كانت الطائرة H-20 قادرة على منافسة الطائرة الأميركية B-2 نظراً لمدى الترقيات والتعديلات التي أجرتها القوات الجوية الأميركية على المنصة التي تشغلها منذ الثمانينيات.

وستحتوي الطائرة B-2 قريباً على أجهزة استشعار أنظمة إدارة دفاعية للتهرب من الدفاع الجوي، ومعالج كمبيوتر أسرع ألف مرة وترقيات الأسلحة لتشمل القدرة على إسقاط القنبلة النووية B-61 Mod12.

وستكون الطائرة B-2، التي من المتوقع أن تحلق جنباً إلى جنب مع B-21 الجديدة حتى وصول أعداد كافية من طائرات B-21، طائرة مختلفة تماماً في غضون بضع سنوات مقارنة بأصولها في الثمانينيات، حيث تأمل وزارة الدفاع الأميركية في ضمان بقاء المنصة ذات صلة وقوية لسنوات عديدة في المستقبل.

تقنيات الجيل الخامس

وأكد تقرير البنتاجون عن الصين أن الطائرة H-20 "ستستخدم تقنيات الجيل الخامس".

وقد تظل القدرة على هندسة وتسليم أنظمة الجيل الخامس في القاذفة الصينية غير معروفة إلى حد ما، ومع ذلك فقد بنى الصينيون بالفعل العديد من الطائرات المحتملة من الجيل الخامس باستخدام J-20 وJ-31.

ويبدو أن الجزء الخارجي خفي؛ ويحتوي على محرك مدمج وجسم جناح مختلط وغياب الهياكل الرأسية وقنوات هواء المحرك المنسوجة في الإطار أسفل جسم الطائرة.

وعلى النقيض من ذلك، تحتوي B-2 على قنوات هواء تخرج من الجزء العلوي من جسم الطائرة، ومع ذلك فإن العديد من ميزات التصميم تبدو وكأنها تشبه B-2 بشكل كبير.

وفي حين لا يُعرف الكثير عن قاذفة القنابل H-20، فإن تكوينها الخارجي وجسمها المختلط الأفقي يشبهان قاذفة القنابل الأمريكية B-2 أو B-21.

أما بالنسبة لقدرتها على التنافس مع B-2 أو B-21، قد يكون هناك الكثير من المجهول.

ويبدو أن هيكل طائرة B-21 يحتوي على أنابيب عادم خارجية قليلة أو معدومة تقريباً، ما يثير التساؤل حول ما إذا كان يشتمل على تقنيات جديدة لإدارة الحرارة أو تشتيت الحرارة.

ويعتبر الهدف الرئيسي، عندما يتعلق الأمر بتصميم هياكل طائرات القاذفة الشبحية، هو العمل على جعلها تعكس أو تتوافق مع درجة الحرارة المحيطة للغلاف الجوي بحيث تكون أقل قابلية للكشف بواسطة أجهزة الاستشعار الحرارية.

وقال كبار قادة القوات الجوية الأميركية إن القاذفة B-2 تحتوي على جيل جديد من تقنيات التخفي ويمكنها "جعل أي هدف معرضًا للخطر في العالم في أي وقت".

وتشير تلك القدرات إلى أن هناك قدراً كبيراً من الثقة في أن الطائرة الجديدة B-21 ستكون قادرة على النجاح ضد أكثر أنظمة الدفاع الجوي الحالية والمتوقعة تقدما.

دفاعات جوية متطورة 

وقد يؤدي تطور الدفاعات الجوية المتقدمة أحد الأسباب التي تجعل كبار مطوري الأسلحة في القوات الجوية الأميركية يصفون التخفي بأنه "سهم واحد في جعبة" من الأساليب التي تستخدم في التهرب من الدفاعات الجوية للعدو وتدميرها، على الأقل عندما يتعلق الأمر بالمقاتلات الشبحية.

ومع ذلك، لا يوجد دليل متاح يشير إلى أن طائرة B-21 الجديدة قد تواجه أي صعوبة في مواجهة الدفاعات الجوية الأكثر تقدماً.

وقال مسؤولون في القوات الجوية الأميركية إن طائرة B-21 ستكون "غير قابلة للكشف" تقريباً، وهو أمر قد يكون صحيحاً تماما.

وقد لا يكون من الواضح حتى ما إذا كانت القاذفة الصينية الجديدة H-20 قادرة على منافسة القاذفة الأميركية B-2 بالكامل.

ورغم أن B-2 قد تعتبر منصة قديمة إلى حد ما بنيت في ثمانينيات القرن العشرين، فإن سنوات من الترقيات التي أجرتها القوات الجوية الأميركية غيرت بشكل كبير معايير أداء الطائرة.

ويجري حاليا تصميم B-2 بما يسمى بمستشعر نظام الإدارة الدفاعية المصمم للعثور على مواقع الدفاعات الجوية للعدو، وبالتالي التحليق حولها.

كما يجري تجهيز B-2 بمعالج كمبيوتري جديد أسرع بألف مرة، ويتم تكوينها لدمج منصات أسلحة جديدة مثل القنبلة النووية الحديثة المطورة.

تصنيفات

قصص قد تهمك