
يعتزم البيت الأبيض الإعلان، الجمعة، عن الفائز بعقد تصنيع مقاتلة الجيل القادم NGAD، وذلك بعد منافسة بين عملاقي صناعة الطيران الأميركيين لوكهيد مارتن وبوينج، حسب ما ذكرت مصادر مطلعة لـ"بلومبرغ".
ونقلت "بلومبرغ" عن أشخاص مطلعين على الأمر، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، قولهم إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يخطط للإعلان عن القرار إلى جانب وزير الدفاع بيت هيجسيث.
وقال شخص، اطّلع على الرسالة، إن وزارة الدفاع (البنتاجون) أخطرت اللجان الدفاعية الأربع في الكونجرس، الخميس، بأن ترمب سيصدر إعلاناً هاماً يخص سلاح الجو، الجمعة.
وبحسب الجدول الرسمي العلني لترمب، الجمعة، سيلقي خطاباً في البيت الأبيض رفقة هيجسِيث في الساعة 11 صباحاً (بالتوقيت المحلي)، دون تحديد موضوع التصريحات. ولم يرد البيت الأبيض فوراً على طلب للتعليق.
يأتي هذا الإعلان بعد نحو عامين من إصدار سلاح الجو طلباً رسمياً لتقديم مقترحات بشأن مرحلة تطوير النموذج الكامل من مقاتلة الجيل التالي للهيمنة الجوية (NGAD)، وهي المقاتلة المأهولة التي يُفترض أن تعمل جنباً إلى جنب مع طائرات مسيّرة يجري تطويرها في برنامج منفصل.
ولا يُعرف الكثير عن هذا البرنامج السري التابع لسلاح الجو، لكن حسب أرقام ميزانية السنة المالية 2025، فإن الخدمة تخطط لإنفاق ما يصل إلى 16 مليار دولار على البحث والتطوير فيه حتى عام 2028.
والتخطيط لهذا المشروع سيأخذ بعين الاعتبار أيضاً مستشار ترمب لتقليص التكاليف الملياردير إيلون ماسك، الذي انتقد علناً مقاتلة F-35 التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن، وطرح تساؤلات بشأن مدى الحاجة إلى مثل هذه الطائرات في ظل التطور السريع في تكنولوجيا الطائرات المسيّرة.
ترمب ينتقد بوينج
وكانت شركة بوينج أيضاً هدفاً لانتقادات ترمب بسبب تأخرها في تسليم الجيل الجديد من طائرات الرئاسة الأميركية "إير فورس وان". وبالنسبة لشركة بوينج، فإن الفوز ببرنامج NGAD سيكون بمثابة تعويض عن خسارتها لبرنامج F-35 لصالح لوكهيد مارتن في عام 2001، وللضغوط التي تعرضت لها بسبب التأخير في تسليم طائرات التزود بالوقود من طراز KC-46 وأدائها المتذبذب.
وقال هيجسِيث، الذي تبنّى جهود ماسك لخفض التكاليف في البنتاجون وسائر المؤسسات الفيدرالية، خلال جلسة تأكيد تنصيبه أمام مجلس الشيوخ إنه يعتزم "النظر بعمق" في برنامج NGAD، معرباً عن قلقه بشأن مؤشرات على أن الصين طوّرت نموذجها الأولي الخاص بما يُعرف ببرنامج المقاتلات من الجيل السادس.
وأضاف وزير الدفاع الأميركي: "ليست لدي مصلحة خاصة في أي نظام محدد أو شركة بعينها أو سردية معينة. أريد أن أعرف ما الذي ينجح، وما الذي يهزم أعداءنا، وما الذي يحمينا، وما الذي يردعهم ويمنعهم من النوم ليلاً".
ولفتت "بلومبرغ" إلى أن المقاتلة الجديدة ستحل محل طائرة F-22 Raptor، ومن المتوقع أن تدخل الخدمة في ثلاثينيات هذا القرن إذا سار كل شيء وفق الخطة.
ورغم أن F-22 تتمتع بقدرات التخفي والتحليق بسرعات تفوق سرعة فوق الصوت، لكنها طُوّرت ودخلت الخدمة في عام 2005، أي قبل أن تراهن المؤسسة العسكرية بالكامل على الطائرات المسيّرة كامتداد لقوة الولايات المتحدة.
وكما هو الحال مع F-22، فإن الطائرة الجديدة مخصصة للقتال الجوي. أما الطائرة الأكثر شهرة F-35، فرغم أنها مصممة أيضاً للقتال الجوي، لكنها تُعد أيضاً بمثابة مستشعر في السماء لجمع وتوزيع معلومات عن أهداف جوية وأرضية على نطاق واسع.