خاص
دفاع

ما هي قدرات جيوش "الحرب المحتملة" في النيجر؟

time reading iconدقائق القراءة - 15
مفوض الشؤون السياسية والسلام والأمن لمجموعة "إيكواس" السفير عبد الفتاح موسى (يسار) ورئيس أركان الدفاع النيجيري، الجنرال كريستوفر موسى (وسط)، ورئيس أركان الدفاع في غانا، نائب الأدميرال سيث أموما (يمين) بعد اجتماع استثنائي في العاصمة النيجيرية أبوجا. 2 أغسطس 2023 - AFP
مفوض الشؤون السياسية والسلام والأمن لمجموعة "إيكواس" السفير عبد الفتاح موسى (يسار) ورئيس أركان الدفاع النيجيري، الجنرال كريستوفر موسى (وسط)، ورئيس أركان الدفاع في غانا، نائب الأدميرال سيث أموما (يمين) بعد اجتماع استثنائي في العاصمة النيجيرية أبوجا. 2 أغسطس 2023 - AFP
دبي -الشرق

حضر "التدخل العسكري" كأحد أبرز خيارات المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" في مواجهة انقلاب النيجر، والذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد بازوم في يوليو الماضي، وذلك فيما تتعثر الجهود الدبلوماسية بشأن تراجع قادة الانقلاب.

قادة أركان جيوش المجموعة البالغ عدد أعضائها 15 دولة، ناقشوا في اجتماعات عديدة، سبل مواجهة الانقلاب، وصولاً إلى وضع خطة التدخل العسكري، على الرغم من اعتراض عدد من دول المجموعة. 

وأعلنت "إيكواس"، بدء تفعيل القوات الاحتياطية للمجموعة، وذلك تحسباً لتدخل عسكري محتمل لإنهاء الانقلاب العسكري في النيجر.

وأيد الاتحاد الإفريقي وفرنسا وعدة دول، قرارات "إيكواس"، لكن بوركينا فاسو ومالي، العضوان في المجموعة، قالتا في بيان مشترك، إنهما ستعتبران أي تدخل عسكري في النيجر بمثابة "إعلان حرب" ضدهما، مهددتين بالانسحاب من التكتل. كما رفضت غينيا أيضاً التدخل العسكري.

واحتجز عسكريون في جيش النيجر، الرئيس محمد بازوم، نهاية يوليو الماضي، وأعلنوا عزله، مرجعين السبب إلى ما قالوا إنه "سوء إدارة وتدهور الوضع الأمني"، وأعلنوا اختيار الجنرال عبد الرحمن تياني، قائد الحرس الرئاسي، رئيساً جديداً للمجلس الانتقالي الذي سيقود البلاد.

وعقب الانقلاب، وأمهلت "إيكواس"، عسكريي النيجر أسبوعاً، قبل التدخل عسكرياً، لكن المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا التي تضم 15 دولة، لم تنفذ تهديدها، ما يعكس انقساماً بشأن القرار بين مؤيد ومعارض.

وفي محاولة لفهم "توازنات القوة العسكرية" داخل المجموعة، نستعرض ترتيب دول "إيكواس" بحسب تصنيف موقع "جلوبال فاير باور"، المختص في الشؤون العسكرية، فضلاً عن أبرز تجهيزاتها الدفاعية وعدد سكان كل دولة، وذلك من أصل 145 دولة يشملها التصنيف.

معارضو التدخل

مالي

صنف "جلوبال فاير باور" مالي في المركز 110، ويبلغ عدد سكانها، نحو 20 مليوناً و742 ألف نسمة، يصل عدد الأفراد القادرين على القتال فيهم إلى 6 ملايين و430 ألفاً، بينهم 4 ملايين و45 ألفاً لائقين للخدمة العسكرية، منهم 332 ألف فرد في سن التجنيد.

إجمالي عدد أفراد القوات المسلحة 20 ألف فرد، موزعين على قوة عاملة قوامها 18 ألفاً، مقسمة إلى قوات برية قوامها 12 ألفاً و500 فرد، وقوات جوية قوامها 350 فرداً، والمتبقي من القوام الأساسي يندرج تحت قوات شبه عسكرية قوامها 2000 فرد.

وتمتلك باماكو قوات برية تتألف من 50 دبابة، و1294 مركبة، و15 مدفعاً مقطوراً، و45 راجمة صواريخ، أما قواتها الجوية فتتألف من 39 طائرة، منها 9 مقاتلات، و6 طائرات هجومية، و7 طائرات نقل، و4 طائرات تدريب، وطائرة مهام خاصة، و12 مروحية، منها 9 مروحيات هجومية.

 النيجر

جاء تصنيف النيجر في المركز 119، ويبلغ عدد سكانها نحو 24 مليوناً و485 ألف نسمة، ويصل عدد الأفراد القادرين على القتال إلى 7 ملايين و346 ألفاً، بينهم 4 ملايين و922 ألفاً لائقين للخدمة العسكرية، ومن هؤلاء 417 ألف فرد في سن التجنيد.

إجمالي عدد أفراد القوات المسلحة في النيجر 13 ألفاً، موزعين على قوة عاملة قوامها 10 آلاف، وقوات شبه عسكرية 3 آلاف فرد، والقوات العاملة مقسمة إلى قوات برية عددها 8 آلاف و500 فرد، وقوات جوية مكونة من 350 فرداً.

وتضم القوات البرية في نيامي، قوة مركبات ضئيلة الحجم مؤلفة من 728 مركبة، بينما القوات الجوية تضم 16 طائرة، منها طائرتان هجوميتان، و5 طائرات نقل، وطائرتا مهام خاصة، و7 مروحيات، منها مروحية هجومية واحدة فقط.

بوركينا فاسو

واحتلت بوركينا فاسو، المركز 121 في تصنيف "جلوبال فاير باور"، ويبلغ عدد سكانها نحو 21 مليوناً و936 ألف نسمة، وعدد الأفراد القادرين على القتال 8 ملايين و117 ألفاً، بينهم 5 ملايين و770 ألف فرد لائقين للخدمة العسكرية، ومن هؤلاء 351 ألفاً في سن التجنيد.

ويصل عدد القوات المسلحة إلى 16 ألفاً و750 فرداً، موزعين على قوة عاملة قوامها 12 ألفاً وقوات احتياط عبارة عن 4 آلاف و500 فرد، وقوات شبه عسكرية قوامها 250 فرداً، والقوات العاملة مقسمة إلى قوات برية قوامها 7 آلاف فرد وقوات جوية 500 فرد.

وتضم القوات البرية في واجادوجو 1112 مركبة، و12 مدفعاً مقطوراً، و5 راجمات صواريخ، بينما تضم القوات الجوية 20 طائرة، منها 3 طائرات هجومية، وطائرتا نقل، و4 طائرات تدريب، وطائرة مهام خاصة، و10 مروحيات، منها مروحيتان هجوميتان.

غينيا

وجاءت غينيا خارج تصنيف "جلوبال فاير باور"، لكن وفقاً لبعض المصادر المفتوحة، فإن عدد سكانها يبلغ نحو 13 مليوناً و608 آلاف نسمة، ويبلغ إجمالي عدد أفراد القوات المسلحة 88 ألفاً، موزعين على قوات عاملة قوامها 65 ألفاً، وقوات احتياط تبلغ 23 ألفاً.

وتضم القوات البرية في غينيا 53 دبابة، و120 مركبة، و76 مدفعاً مقطوراً، و3 راجمات صواريخ، وتضم القوات الجوية 3 مقاتلات، و4 مروحيات نقل، و3 مروحيات هجومية.

مؤيدو التدخل

نيجيريا

حلت نيجيريا في المركز 36، إذ تمتلك أكبر جيش في منطقة الساحل الإفريقي، حيث يبلغ عدد السكان نحو 225 مليوناً و83 ألف نسمة، ويبلغ عدد الأفراد القادرين على القتال 119 مليوناً و294 ألف فرد، بينهم 85 مليوناً و982 ألف فرد لائقين للخدمة العسكرية، ومن هؤلاء 4 ملايين و52 ألف فرد في سن التجنيد.

ويبلغ إجمالي عدد أفراد القوات المسلحة 215 ألف جندي، موزعين على قوة عاملة قوامها 135 ألف فرد وقوات شبه عسكرية تقدر بـ 80 ألف فرد، والقوات العاملة مقسمة إلى قوات برية تعدادها 80 ألف و500 فرد وقوات جوية 18 ألف فرد وقوات بحرية 2500 فرد. 

تضم القوات البرية النيجيرية 177 دبابة، و15 ألفاً و748 مركبة، و30 مدفعاً ذاتي الدفع، و339 مدفعاً مقطوراً، و37 راجمة صواريخ. 

كما تضم القوات الجوية النيجيرية 144 طائرة، منها 14 مقاتلة، و24 طائرة هجومية، و20 طائرة نقل، و28 طائرة تدريب، و6 طائرات مهام خاصة، و52 مروحية منها 15 مروحية هجومية.

كوت ديفوار

وضع "جلوبال فاير باور" كوت ديفوار في المركز 105، ويبلغ عدد سكانها نحو 28 مليوناً و714 ألف نسمة، ويبلغ عدد الأفراد القادرين على القتال 11 مليوناً و773 ألف فرد، بينهم 7 ملايين و523 ألف فرد لائقين للخدمة العسكرية، ومن هؤلاء 546 ألفاً في سن التجنيد.

ويصل إجمالي عدد أفراد القوات المسلحة إلى 32 ألفاً، موزعين على قوة عاملة عددها 25 ألفاً، وقوات شبه عسكرية قوامها 7 آلاف، والقوات العاملة مقسمة إلى قوات برية بحجم 20 ألف فرد، وقوات جوية مكونة من ألف فرد، وقوات بحرية تعدادها ألف فرد.

وتضم القوات البرية في كوت ديفوار 10 دبابات، و468 مركبة، و4 مدافع مقطورة، و6 راجمات صواريخ، أما القوات الجوية فتتألف من 6 طائرات، منها 4 طائرات نقل ومروحية هجومية.

غانا

يبلغ عدد سكان غانا التي جاءت في المركز 109، نحو 33 مليوناً و108 آلاف نسمة، وعدد الأفراد القادرين على القتال 14 مليوناً و237 ألفاً، بينهم 9 ملايين و535 ألفاً لائقين للخدمة العسكرية، ومن هؤلاء 596 ألفاً في سن التجنيد. 

ويصل إجمالي  أفراد القوات المسلحة إلى 14 ألفاً، موزعين على قوات برية قوامها 7 آلاف و500 ألف، وقوات جوية تبلغ 500 فرد، وقوات بحرية تتألف من 350 فرداً.

وتضم القوات البرية في غانا 1656 مركبة، و6 مدافع مقطورة، و15 راجمة صواريخ، أما القوات الجوية فتتألف من 20 طائرة، منها طائرة نقل، و5 طائرات تدريب، وطائرتا مهام خاصة، و11 مروحية.

السنغال

واحتلت السنغال المركز 125 في تصنيف موقع "جلوبال فاير باور" من أصل 145 دولة شملهم التصنيف، ويبلغ عدد سكانها 17 مليوناً و924 ألف نسمة، وعدد الأفراد القادرين على القتال 6 ملايين و811 ألفاً، بينهم 3 ملايين و890 ألفاً لائقين للخدمة العسكرية، ومن هؤلاء 377 ألفاً في سن التجنيد.

إجمالي عدد أفراد القوات المسلحة 17 ألفاً، موزعين على قوات برية قوامها 10 آلاف، وقوات جوية تبلغ ألف فرد، وقوات بحرية تتألف من 500 فرد.

وتضم القوات البرية 1104 مركبات، و20 مدفعاً مقطوراً، و6 راجمات صواريخ، بينما تضم القوات الجوية 27 طائرة، منها 3 طائرات نقل، و10 طائرات تدريب، وطائرة مهام خاصة، و13 مروحية، منها 3 هجومية.

سيراليون

عدد سكان سيراليون التي جاءت في المركز 138، يبلغ نحو 8 ملايين و693 ألف نسمة، وعدد الأفراد القادرين على القتال مليون و913 ألفاً، بينهم مليون و148 ألفاً لائقين للخدمة العسكرية، ومن هؤلاء 44 ألفاً في سن التجنيد.

وإجمالي عدد أفراد القوات المسلحة في سيراليون 13 ألف فرد، موزعين على قوات برية قوامها 5 آلاف فرد وقوات جوية تبلغ 350 فرداً، وقوات بحرية تتألف من 250 فرداً.

وتضم القوات البرية، دبابتين و104 مركبات، إضافة إلى 4 مروحيات، منها مروحيتان هجوميتان ضمن قواتها الجوية.

ليبيريا

وحلّت ليبيريا في المركز 141، ويقدر عدد سكانها بنحو 5 ملايين و359 ألف نسمة، وعدد الأفراد القادرين على القتال منهم مليونان و258 ألفاً، بينهم مليون و887 ألفاً لائقين للخدمة العسكرية، ومن هؤلاء 65 ألفاً في سن التجنيد. 

وإجمالي عدد أفراد القوات المسلحة 2000 فرد، موزعين على قوات برية قوامها 1500 فرد، وقوات بحرية قوامها 350 فرداً.

وتضم القوات البرية الليبيرية 650 مركبة، و6 زوارق دورية ضمن قواتها البحرية، بينما لا تمتلك أي قوات جوية.

بنين 

من أصل 145 دولة، جاءت بنين في المركز قبل الأخير ضمن تصنيف "جلوبال فاير باور".

ويبلغ عدد السكان نحو 13 مليوناً و755 ألف نسمة، وعدد الأفراد القادرين على القتال 5 ملايين و227 ألفاً، بينهم مليونان و985 ألفاً لائقين للخدمة العسكرية، ومن هؤلاء 289 ألفاً في سن التجنيد.

وإجمالي عدد أفراد القوات المسلحة 5 آلاف فرد، موزعين على قوات برية قوامها 4300 ألف فرد، وقوات جوية تبلغ 300 فرد، وقوات بحرية تتألف من 200 فرد.

وتضم القوات البرية في بنين 150 مركبة، بينما لا تمتلك أي قوات جوية ما عدا طائرتي نقل فقط. 

أما توجو وجامبيا وغينيا بيساو ودولة الرأس الأخضر، فجميعها خرجت من تصنيف موقع "جلوبال فاير باور"، وإن كان من الممكن أن تقتصر مشاركة هذه الدول على القوات البشرية.

تجارب سابقة

إذا ما قررت "إيكواس" التدخل عسكرياً في النيجر، فلن تكون تلك هي المرة الأولى، فالتكتل الإقليمي في غرب إفريقيا الذي يعود تاريخ نشأته إلى عام 1975، له تجارب سابقة في التدخلات العسكرية في الدول الأعضاء أبرزها ما يلي:

أرسل التكتل في عام 1990 قوة عسكرية محايدة إلى ليبيريا، التي كانت تعاني من حرب أهلية بين القوات الموالية للرئيس الأسبق صمويل دو، وفصيلين متمردين.

ووصل عدد القوات المنتشرة في ليبيريا حوالي 12 ألف جندي، وغادر آخر جندي مونروفيا في عام 1999، بعد عامين من انتخاب زعيم المتمردين السابق، تشارلز تيلور رئيساً للبلاد.

وكان التدخل الثاني في عام 1998، عندما أرسلت "إيكواس" مجموعة مراقبة بقيادة نيجيريا في الحرب الأهلية بسيراليون  لطرد المجلس العسكري وحلفائه من المتمردين من فريتاون، وإعادة الرئيس السابق أحمد تيجان كبه، الذي أُطيح به من السلطة في انقلاب عسكري عام 1997، ثم انسحبت في عام 2000، وسلمت عمليات حفظ السلام لبعثة تابعة إلى الأمم المتحدة.

وجاء التدخل الثالث عندما أرسلت المجموعة الاقتصادية عام 1999 حوالي 600 جندي إلى غينيا بيساو، للحفاظ على اتفاق سلام في البلاد التي كانت معرضة لخطر الانقلاب، واستولى المتمردون على السلطة بعد 3 أشهر فقط من دخول قوات "إيكواس"، ومن ثم اضطرت المجموعة إلى سحب قواتها.

ونشرت المجموعة مهمة عسكرية أخرى في عام 2012 حتى عام 2020 بعد وقوع انقلاب آخر، للمساعدة في منع الجيش من التدخل في السياسة وحماية القادة السياسيين. 

وفي عام 2022، أرسلت قوة أخرى قوامها 631 فرداً لإرساء الاستقرار في البلاد بعد انقلاب فاشل وقع في العام نفسه.

وأرسلت "إيكواس" قوات عسكرية إلى كوت ديفوار في عام 2003 لمعاونة القوات الفرنسية في مراقبة اتفاق سلام هش بين المتمردين والحكومة، وتم دمج هذه القوات في عام 2004 ضمن قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة. 

وأرسل التكتل، في عام 2013، قوات إلى مالي، في إطار مهمة لطرد المقاتلين المرتبطين بتنظيم "القاعدة" من شمال البلاد، ثم انضمت القوات في وقت لاحق إلى بعثة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة.

وفي عام 2017، أرسلت "إيكواس" قوات عسكرية قوامها 7 آلاف جندي إلى جامبيا من السنغال المجاورة، لإجبار الرئيس السابق يحيى جامع على الذهاب إلى المنفى والتنازل عن الرئاسة للرئيس أداما بارو الفائز في الانتخابات.

ولم تبدِ القوات الأمنية التابعة لجامع أي مقاومة أمام قوات "إيكواس"، وأُطلق على هذه المهمة اسم "عملية استعادة الديمقراطية".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات

قصص قد تهمك