بعد انتحار 30 ألف عسكري.. الجيش الأميركي يفحص "الأدلة العصبية"

"أبحاث الدفاع" تطور أداة لتجميع إشارات اللاوعي

time reading iconدقائق القراءة - 3
أعضاء من الحرس القديم في الجيش الأميركي يضعون أعلام الولايات المتحدة صغيرة أمام شواهد قبور أفراد الخدمة المدفونين في مقبرة أرلينجتون الوطنية في فيرجينيا- 21 مايو 2020 - Reuters
أعضاء من الحرس القديم في الجيش الأميركي يضعون أعلام الولايات المتحدة صغيرة أمام شواهد قبور أفراد الخدمة المدفونين في مقبرة أرلينجتون الوطنية في فيرجينيا- 21 مايو 2020 - Reuters
دبي-الشرق

منذ العام 2001، انتحر أكثر من 30 ألفاً من العسكريين العاملين والمحاربين القدامى في الجيش الأميركي، وهو رقم يُعادل، وفقاً لتقرير نشره موقع "Army Technology"، المتخصص في شؤون الدفاع، 4 أضعاف عدد الجنود الذين لقوا حتفهم خلال العمليات العسكرية في تلك الفترة، سواء في أفغانستان والعراق أو غيرهما من البلدان، ما دفع وزارة الدفاع "البنتاجون" إلى البحث عن أساليب جديدة للحد من حالات الانتحار.

وتناول التقرير الذي نُشر خلال أغسطس الماضي، جهود الجيش الأميركي لمواجهة الانتحار، إذ أعلنت وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة "DARPA" في 11 يوليو الماضي، تشكيل فريقين من الأكاديميين، ومثلهما من رجال الصناعة، لتطوير أداة لتجميع الأدلة العصبية "NEAT" التي تم تصميمها لاكتشاف المؤشرات الحيوية الخاصة بالميول الانتحارية لدى الجنود.

وهذه الأداة عبارة عن محاولة لإثبات المفهوم، أو الفرضية التي تهدف إلى تجميع إشارات اللاوعي في الدماغ، ومن ثم تحديد مدى مطابقة ما يقوله إنسان ما، لما يعتقده بالفعل.

كما تستخدم "NEAT" كجزء من الفحص الطبي، ليقرأ المريض بصوت عالٍ عبارات ذات صلة بالصحة السلوكية، وعلى سبيل المثال، قد يقرأ عبارة "أريد إنهاء حياتي/ الاستمتاع بحياتي".

والهدف من هذا المشروع اكتشاف الميول الانتحارية من خلال استخدام المؤشرات الحيوية، بدلاً من الاعتماد على الاستبيانات التي يُحررها الجنود.

وتُشبه أداة تجميع الأدلة العصبية بالنسبة للصحة العقلية، ما يُمثله الرنين المغناطيسي للجسد، فهي طريقة لتقييم الضرر، من شأنها أن تكشف التغيرات النفسية والسلوكية، قبل أن تُؤثر على حالة جاهزية الفرد، تماماً كما يُمكن أن يكشف التصوير بالرنين المغناطيسي عن إصابة غضروف المفصل المبكر قبل حدوث إصابة أكثر خطورة تؤثر على استعداد الجندي.

وجرى الإعلان الأولي عن "NEAT" خلال فبراير 2022، عبر برنامج ذو خطة زمنية مدتها 3 سنوات ونصف، على أن تمتد مرحلة إثبات المفهوم إلى مدة عامين.

وينقسم البرنامج "الواعد" كما يقول القائمون عليه إلى مجالين متخصصين، الأول يُركز على العلوم المعرفية والهندسة الحيوية والتعلم الآلي، بينما يتناول الثاني اختبارات مستقلة للتحقق والمصادقة.

وفي بيان صدر عند إطلاق البرنامج العام الماضي، أكدت وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة في الولايات المتحدة "DARPA"، أن هذه التكنولوجيا ليست شكلاً من أشكال كشف الكذب، أو الحقيقة، أو طريقة لتقييم مصداقية فرد ما، لكنها أداة "لتحديد ما يعتقد المرء أنه صحيح".

وتم الإعلان عن اختيار الفرق المشاركة في تطوير أداة جمع الأدلة العصبية "NEAT"، قبل يوم واحد من تفعيل البحرية الأميركية قانون "The Brandon Act"، الذي يُؤكد على أهمية القيادة التي تلتزم بإعطاء الأولوية للصحة العقلية، والرفع من شأنها، وأعلن عن القانون في 12 يوليو 2023.

تصنيفات

قصص قد تهمك