ذكرت القوة الفضائية الأميركية أن الإطلاق الناجح للقمر الصناعي فيكتوس نوكس، في وقت سابق من سبتمبر، يثبت إمكانية بناء قمر صناعي في أقل من عام، وإرساله إلى مداره في غضون 27 ساعة من تلقي أوامر الإطلاق، وذلك بحسب ما ذكره موقع "Defence News".
وقالت كبيرة قادة العتاد في مكتب برنامج سفاري الفضائي التابع لقيادة أنظمة الفضاء الأميركية، ماكينزي بيرشينوف خلال إحاطة صحافية افتراضية، قبل أيام، إنه "من الممكن المضي قدماً في كل مرحلة، وتحسين تلك العمليات تدريجياً".
وأكدت بيرشينوف أن فريقها وثّق عشرات الدروس من مهمة فيكتوس نوكس، بدءاً من القضايا الفنية إلى الخدمات اللوجستية، والتعديلات الطفيفة على العمليات الحكومية.
وأوضحت بيرشينوف أن البعثة أصبحت بمثابة دليل للجداول الزمنية لجميع المهام المختلفة، مثل نقل المركبات في أنحاء البلاد بشكل أسرع، وتخزينها بشكل صحيح، وتجنب التعارض مع عمليات الإطلاق الأخرى.
وتسعى القوة الفضائية في الولايات المتحدة إلى تفعيل قدرة فضائية سريعة الاستجابة تكتيكياً بحلول 2026، ولكنها تحتاج إلى جعل أنظمتها ومنظماتها أكثر ذكاءً للاستجابة للاحتياجات في الوقت الفعلي.
التكيف مع التهديدات
وتُعرّف القوة الفضائية "الفضاء المستجيب تكتيكياً"، بأنه القدرة على إطلاق الأقمار الصناعية في غضون مهلة قصيرة، أو مناورة مركبة فضائية احتياطية لتعزيز نظام متدهور، أو شراء البيانات من شريك تجاري في الأزمات.
وباختلاف الوسائل، فإن الهدف من الفضاء المستجيب تكتيكياً، هو التكيف بسرعة مع التهديدات التي تأتي من بيئة فضائية متزايدة الازدحام والعداء.
وأفادت القوة الفضائية الأميركية، أنه تم تصميم مهمة فيكتوس نوكس، لإثبات نهج الاستحواذ والإطلاق السريع.
وفي العام الماضي، اختارت القوة الفضائية شركة "ميلينيوم سبيس سيستمز" Millennium Space Systems، وهي تابعة لبوينج، لبناء المركبة الفضائية والنظام الأرضي، وشركة "فايرفلاي إيروسبيس" Firefly Aerospace لإطلاقها على صاروخ ألفا.
ودخلت المهمة مرحلة "الاستعداد الساخن" في أغسطس 2019، عندما تم إخطار الشركات بأن نافذة الإطلاق يمكن أن يتم فتحها في أي لحظة، وخلال تلك الفترة، أرسلت ميلينيوم القمر الصناعي من منشآتها في إل سيجوندو، كاليفورنيا، إلى قاعدة فاندنبرج لقوة الفضاء.
وعمل فريق المهمة في قاعدة فاندبرج باختبار القمر الصناعي، وتزويده بالوقود وربطه بمحول الإطلاق الخاص به في أقل من 58 ساعة.
وأوضح رئيس قسم الإطلاق الصغير والأهداف في قيادة أنظمة الفضاء الأميركية، جاستن بيلتز، أن أحد عوامل نجاح مهمة فيكتوس نوكس، هو القدرة على إدارة العمليات، لافتاً إلى أن الخدمة زودت شركة "فاير فلاي" بقائمة لسيناريوهات الإطلاق المحتملة، ما سمح لها بالاستعداد.
وأشار بيلتز إلى أنه في بيئة العمليات لا تستطيع القوة الفضائية التحكم في تلك الظروف، ما يشير إلى الحاجة لمرونة أكبر في كيفية الاستجابة للاحتياجات في الوقت الفعلي.
وأضاف: "عمليات الإطلاق كانت دائماً حدثاً مخططاً له، ومكتوباً بشكل متعمد، وهي الطريقة التي يتم بها تنظيم مشروع الإطلاق بأكمله للقيام بهذا النوع من المهام".
ما وراء "فيكتوس نوكس"
وتتطلع قيادة أنظمة الفضاء إلى تنفيذ الدروس التي تعلمتها من فيكتوس نوكس، فضلاً عن التخطيط لعروض توضيحية مستقبلية لمواصلة استكشاف القدرات الفضائية سريعة الاستجابة، وإرشاد استراتيجية الاستحواذ طويلة المدى.
وأعلنت وحدة الابتكار الدفاعي في أغسطس أنها ستتعاون مع قيادة أنظمة الفضاء في مهمتها التالية، وتخطط لإطلاق العقود في وقت لاحق.
وفي 15 سبتمبر، منحت قيادة أنظمة الفضاء شركة "إيه بي إل" وهي شركة إطلاق صغيرة، 15 مليون دولار لتصميم إثبات لمفهوم الإطلاق المستجيب. وبموجب العقد، ستعمل الشركة على صياغة تصميم مهمة لإطلاق أقمار صناعية متعددة من مواقع مختلفة.
فهم أفضل
وقال جيسون ألتنهوفن، نائب رئيس مكتب سفاري الفضاء، في مؤتمر صحافي قبل أيام، إن جهود المتابعة ستساعد قوة الفضاء الأميركية على فهم أفضل لما يمكن للشركات تقديمه ومدى سرعة استجابتها.
وأضاف: "الهدف من هذه الجهود هو الاستمرار في دفع الجدول الزمني، بشكل أسرع وتوفير المزيد من القدرات".
وأكد ألتنهوفن أنه من خلال الاستفادة من الاستثمار والسرعة التجارية التي تتحرك بها الصناعة، فإن الآمال تتعلق بالوصول إلى نقطة يمكن فيها التوسع بسرعة إلى حد ما بمجرد إثبات قدرات إضافية.
وطلبت القوة الفضائية الأميركية نحو 30 مليون دولار في السنة المالية 2024، لخدمة جهود مهام الفضاء، وتتوقع أن تحتاج إلى 30 مليون دولار أخرى في السنة المالية 2025.
وأشارت بيرشنوف إلى أن مكتب سفاري الفضاء سيبذل جهوداً كبيرة خلال العام المقبل، لفهم أفضل للإمكانيات التي يمكن أن تقدمها صناعة القدرات والحلفاء الدوليين لقوة الفضاء الأميركية.
وقالت إنه إذا كان لدى أي مزود تجاري شيء يمكن أن يسمح بالاستجابة السريعة، فهناك حالة من الانفتاح على الشراكة معه.