لماذا تفضل كازاخستان "سو-30" الروسية على "رافال" الفرنسية؟

time reading iconدقائق القراءة - 5
مقاتلة فرنسية من طراز "رافال" خلال معرض باريس الجوي الدولي، في مطار لو بورجيه، فرنسا. 19 يونيو 2023 - AFP
مقاتلة فرنسية من طراز "رافال" خلال معرض باريس الجوي الدولي، في مطار لو بورجيه، فرنسا. 19 يونيو 2023 - AFP
القاهرة/ دبي-الشرق

كشف قائد القوات الجوية في كازاخستان ييرجان نيلديباييف، أن بلاده تفضل اقتناء مقاتلات روسية من طراز (Su-30SM)، بدلاً من عرضٍ منافسٍ قدَّمته فرنسا لمقاتلات من طراز "رافال" (Rafale).

وقال نيلديباييف إن وزارة الدفاع تعتزم شراء 10 مقاتلات من طراز "سو-30" خلال العامين المقبلين، مشيراً إلى أن المقاتلات الروسية تتفوق على نظيرتها  الفرنسية "من حيث القدرة والسعر".

وأفادت مجلة "ميليتاري ووتش" المتخصصة في الشؤون العسكرية، بأن شركة "داسو" الفرنسية لصناعة الطائرات، تسعى منذ أشهر للترويج لمقاتلات "رافال" في كل من كازاخستان وأوزبكستان، لا سيما أن البلدين يعملان على إخراج عدد من المقاتلات التي تعود إلى الحقبة السوفيتية من الخدمة تدريجياً، وتحديداً مقاتلات "ميج-27" و"سو-27".

وتلقت كازاخستان، التي تمتلك أقوى أسطول جوي في منطقة آسيا الوسطى، أول طائرة من طراز "سو-35" عام 2015، ووقعت 3 عقود منفصلة لاقتناء طائرات من هذه الفئة ليصل حجم أسطول مقاتلات "سو-35" داخل القوات الجوية الكازاخية إلى 23 مقاتلة.

وأشارت المجلة إلى أن ما دفع كازاخستان لاختيار مقاتلات "سو-30" بدلاً من طائرات "رافال"، هو أن مقاتلات "سو-30" موجودة بالفعل في الخدمة داخل القوات الجوية الكازاخية، وهو أمر ينطوي على العديد من المزايا، على عكس إدخال طائرة جديدة كلياً إلى الخدمة، والتي ستحتاج إلى تدريب مختلف، وقطع غيار، وبنية تحتية، وتسليح مختلف.

وتشكل طائرات "ميج-31" الاعتراضية العمود الفقري للقوات الجوية في كازاخستان التي تمتلك منها 32 طائرة، وهي طائرات تتمتع بنطاق اشتباك أطول، وتحمل رادارات أكبر حجماً مقارنة بـ"سو-35".

ويأتي قرار كازاخستان شراء مقاتلات "سو-30" بدلاً من "رافال" عقب قرار مماثل اتخذته الجزائر، منتصف العقد الأول من القرن الجاري، عندما كانت فرنسا تحاول بقوة الترويج لطائرتها، لكنها فشلت في جذب اهتمام كبير، وفق المجلة.

وتتشابه المقاتلة "سو-30 إس إم" إلى حد كبير مع المقاتلة "سو-30 إم كا إيه" التي حصلت عليها الجزائر، وجرى إنتاج المقاتلتين في مصنع إيركوتسك لصناعة الطائرات، وتعتمد الطائرتان على تصميم مقاتلة ما فوق الجيل الرابع "سو-30 أم كا آي"، والتي طُوِّرَت في الأصل لتلبية احتياجات القوات الجوية الهندية.

وتضم مقاتلات "سو-30" محركات دفع موجهة، ورادار "صفيف مرحلي نشط"، يمنح المقاتلة أداءً متفوقاً في القتال الجوي، إلى جانب أنها مزودة بعدد من التقنيات المدمجة بالفئة الملغاة لمقاتلة التفوق الجوي "سو-37".

مقاتلات المساحات الشاسعة

وتكمن إحدى المزايا الرئيسية لمقاتلات "سو-30" بالنسبة لدولتين شاسعتي المساحة، مثل الجزائر وكازاخستان، في مدى الطيران؛ فعلى الرغم من أن طائرات "رافال" تتمتع بمدى طويل بالنسبة لمقاتلة خفيفة الوزن، إلا أن مداها لا يزال أقصر بكثير من المقاتلة "سو-30"؛ فالمساحة التي تحتاج القوات الجوية الجزائرية تغطيتها تعادل تقريباً مساحة فرنسا، وألمانيا، وإسبانيا، وإيطاليا، وبلجيكا، وسويسرا، واليونان كافة، ناهيك عن أن مساحة كازاخستان أكبر من مساحة الجزائر بنسبة 14% تقريباً.

وإلى جانب قدرتها على التحليق لمسافات بعيدة، وحمل أسلحة أكبر، فإن المقاتلة "سو-30" تتمتع بوعي ظرفي أكثر قدرة؛ إذ تحمل راداراً أكبر حجماً من رادار RBE2 المدمج في المقاتلة "رافال"، فضلاً عن أن المقاتلة الروسية مزودة برادار "صفيف مرحلي نشط" من طراز N011M Bars، وهو رادار متقدم يمكنه اكتشاف أهداف على بعد 400 كيلومتر كحد أقصى.

وعلى الرغم من أن الطائرة "رافال"، مزودة بمحركات M88 الضعيفة نسبياً، والتي تحد من سرعتها، إلا أن الميزة الأساسية للطائرة تكمن في انخفاض تكاليفها التشغيلية، واحتياجات الصيانة باعتبارها مقاتلة خفيفة، لكن في الوقت ذاته، تظل الطائرة الفرنسية أعلى تكلفة من نظيرتها الروسية.

كما أن التوجهات السائدة، منذ فترة طويلة، بين موردي الأسلحة الغربيين لفرض حظر على قطع الغيار، والسعي لتقييد كيفية استخدام الأسلحة الغربية في الخارج، مثلَّت جانباً سلبياً آخر عند مقارنة طائرات "رافال" بالطائرات الروسية، فضلاً عن عدم توافق المقاتلة الفرنسية مع المعدات الروسية، والسوفيتية الموجودة في كازاخستان.

ومع دمج كازاخستان وروسيا دفاعاتهما الجوية بشكل وثيق، في إطار شبكة الدفاع الجوي المشتركة التابعة لمنظمة "معاهدة الأمن الجماعي" (تضم أرمينيا، وبيلاروسيا، وكازاخستان، وقيرغيزستان، وروسيا، وطاجيكستان)، أصبح من الصعب دمج المقاتلات الفرنسية في تلك الشبكة.

تصنيفات

قصص قد تهمك