ما إن انتشر نبأ سحب الجيش الإسرائيلي وحدات من لواء المشاة "جولاني" من قطاع غزة، حتى ثارت علامات استفهام عما إذا كان الدافع وراء الخطوة وقف نزيف خسائر ثقيلة، أم إعادة تنظيم استعداداً لتنفيذ تكتيكات جديدة.
ومع ذلك سبقت علامات التعجب الاستفهام هذه المرة، ليس لأن الأنباء تتحدث عن أول انسحاب لقوات إسرائيلية منذ بدء الاجتياح البري الواسع لقطاع غزة في 27 أكتوبر فحسب، بل لأن ما تقرّر سحبه هو لواء "جولاني" بالتحديد، أحد أهم وأشهر ألوية النخبة في الجيش الإسرائيلي، والذي لا يغيب ذكره عن وقائع أي جولة تصعيد عربي إسرائيلي.
ولا توجد حرب أو عملية عسكرية كبيرة في تاريخ إسرائيل منذ قيامها لم يكن للواء "جولاني" سهمٌ فيها، والمعروف عنه أن الجيش الإسرائيلي يدفع به على الدّوام في نقاط الاشتباك عالية الخطورة، والمهام المحفوفة بقدر كبير من الصعوبة والتعقيد خلال أي حرب أو عملية عسكرية واسعة.
تاريخ لواء "جولاني"
أفاد موقع "المكتبة الافتراضية اليهودية"، بأن لواء جولاني تشكل في 22 فبراير 1948، نتيجة تقسيم لواء "ليفانوني" المنتشر على الحدود الشمالية لإسرائيل إلى لواءين أصغر حجماً، لواء "جولاني" ولواء "كرملي".
وجرى نشر لواء "جولاني" في منطقة الجليل الأدنى، وشكل أعضاء تنظيم "هاجاناه" العسكري وسكان بلدات ومستوطنات شمالي إسرائيل نواته الأساسية في فترة ما قبل إعلان قيام إسرائيل.
وخلال المعارك مع مجموعات المتطوعين العرب والفدائيين الفلسطينيين قبل نشوب حرب 1948 إثر إعلان قيام إسرائيل، قاتلت وحدات لواء "جولاني" في مناطق مشمار هعيمك (أو حارس الوادي بالعربية، وتقع غربي مرج ابن عامر شمالي أراضي فلسطين التاريخية) وطبريا والمجدل وزيماخ وروش بينا، وكانت مهمة اللواء الأساسية هي التمسك بالجليل الأعلى وأودية الجليل، كما شارك في "عملية يفتاح" لاحتلال صفد.
حرب 1948
بعد إعلان قيام إسرائيل في 14 مايو 1948، أرسلت 7 دول عربية قوات من جيوشها ومجموعات من المتطوعين إلى فلسطين للدفاع عن أراضيها التاريخية، وآنذاك كُلف لواء "جولاني" بالاشتباك مع القوات العربية (السورية والعراقية واللبنانية بالأساس) في شمالي فلسطين، وجرى تعزيز تشكيلاته على عجل بالأسلحة والمهاجرين اليهود الواصلين حديثاً إلى إسرائيل.
وتزعم المكتبة الافتراضية اليهودية أنه على الرغم من أن أسلحة ومعدات ومركبات لواء "جولاني" كانت قديمة ومتهالكة، وأن العديد من أفراده كانوا من المهاجرين حديثاً، ويفتقرون إلى التدريب والخبرة، فإنه استطاع صدّ وحدات المشاة والمدرعات السورية، وأوقف تقدم الوحدات العراقية في وادي الأردن، واعتمد قدامى ضباطه وأفراده على مزيج من تكتيكات حروب العصابات التي طوروها خلال معارك ما قبل قيام إسرائيل، وخبرات بعضهم التي اكتسبوها خلال خدمتهم في صفوف الجيش البريطاني.
وشارك لواء "جولاني" أيضاً مع اللواء السابع المدرع ولواء "كرملي" في عملية "ديكل" (شجرة النخيل) خلال يوليو 1948، لاحتلال مدينة الناصرة شمالي فلسطين، وطرد مجموعات "جيش الإنقاذ" المؤلف من متطوعين عرب بقيادة الضابط السوري فوزي القاوقجي.
كما لعب دوراً أساسياً في عملية "حيرام" لاحتلال كامل منطقة الجليل شمالي فلسطين التاريخية، بما في ذلك عمليات اختراق وإغارات في عمق الأراضي اللبنانية حتى نهر الليطاني.
جنوباً، شارك لواء "جولاني" في عملية "آساف" لاحتلال الجزء الغربي من صحراء النقب، وفي عملية "حوريف" (جبل سيناء) ضد الجيش المصري، وكانت آخر مهام لواء "جولاني" في حرب 1948 عملية "عوفدا" (الأمر الواقع) لاستكمال احتلال كامل منطقة النقب حتى إيلات على رأس خليج العقبة.
وبعد انتهاء حرب 1948، زاد حجم لواء "جولاني" من خلال ضمّ مهاجرين جدد وافدين لإسرائيل إلى تشكيلاته، ونفذ عدة عمليات ضد الجيش السوري عام 1951 بعد سيطرة الأخير على مرتفع تل المطلة، وتكبد اللواء خلال هذه العمليات خسائر فادحة.
وفي 12 أكتوبر 1955، نفذ لواء "جولاني" بمشاركة لواء المظليين غارة على نقطة الكونتلا الحدودية في شبه جزيرة سيناء، وفي الشهر التالي شن اللواءان غارة مشتركة أيضاً على مواقع سورية قرب بحيرة طبريا.
حرب السويس 1956
عقب إعلان الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس في 26 يوليو 1956، بدأت بريطانيا وفرنسا ومعهما إسرائيل عملية عسكرية للسيطرة على مجرى القناة واحتلال شبه جزيرة سيناء في 29 أكتوبر من العام نفسه في ما عرف بـ"العدوان الثلاثي".
وفيما ركزت القوات البريطانية والفرنسية على محاولة السيطرة على المجرى الملاحي، كانت إسرائيل معنية أكثر باحتلال شبه جزيرة سيناء، وشارك لواء "جولاني" آنذاك في ما سمته إسرائيل "حملة سيناء" أو عملية "كاديش" (قادش)، لاحتلال منطقة ومدينة رفح على الحدود بين شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة (الذي كان تحت الإدارة المصرية منذ انتهاء حرب 1948).
خلال السنوات التي تلت حرب السويس، كان النشاط الأبرز للواء "جولاني" على الجبهة الشمالية، حيث أغار على قرية التوفيق السورية في 31 يناير 1960 (وكانت سوريا آنذاك هي الإقليم الشمالي للجمهورية العربية المتحدة نتاج الوحدة بين مصر وسوريا)، رداً على قصف المدفعية السورية المنطقة منزوعة السلاح على الحدود الإسرائيلية السورية، لمنع مزارعين إسرائيليين من الاستيلاء على أراض على الشاطئ الشرقي لبحيرة طبريا.
وفي مارس 1962 أغار لواء جولاني على قرية النُقَيْب السورية على الحدود السورية الإسرائيلية أيضاً، في خضم المناوشات على خلفية المشروعات الإسرائيلية لتحويل مجرى نهر الأردن إلى صحراء النقب.
واعتباراً من عام 1965، كان النشاط الأبرز للواء "جولاني" هو الرد على عمليات وغارات الفدائيين الفلسطينيين انطلاقاً من الأردن وجنوبي لبنان، حيث كانت وحداته ترد بالإغارة على القرى والمناطق التي انطلق منها الفدائيون.
حرب 1967
خلال الحرب الإسرائيلية على مصر وسوريا والأردن في يونيو 1967، كانت الضفة الغربية ومرتفعات الجولان السورية مسرحاً لعمليات لواء "جولاني" الذي كُلف باحتلال محافظة ومدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، وخاض معارك عنيفة في تل العزيزيات وتل فخار في مرتفعات الجولان السورية.
وتولت وحدات منه مهام إسناد لوحدات مدرعة إسرائيلية لاحتلال قريتي زعورة وبانياس في مرتفعات الجولان، وأنزلت مروحيات إسرائيلية عناصر من كتيبة جدعون التابعة للواء جولاني على جبل الشيخ (جبل حرمون بالعبرية).
وبعد انتهاء معارك حرب 1967، وُزعت وحدات لواء "جولاني" على الجبهتين الشمالية والجنوبية، وعُهد إلى بعضها بتعزيز وحراسة مواقع إسرائيلية بطول قناة السويس في سيناء، وكُلفت وحدات أخرى بالتصدي لهجمات الفدائيين الفلسطينيين المنطلقين من جنوب لبنان والإغارة على نقاط انطلاقهم.
حرب أكتوبر 1973
قبيل حرب 6 أكتوبر 1973 بفترة بسيطة، نشر الجيش الإسرائيلي لواء "جولاني" في القطاع الشمالي من مرتفعات الجولان السورية، وعند نشوب الحرب تعرضت مواقعه لهجمات عنيفة من الطيران وقوات المشاة والمدرعات السورية، وكُلف بالالتفاف على القوات السورية المهاجمة لقطع طرق إمداداتها، كما أسند وحدات مدرعة إسرائيلية خلال الهجوم المضاد على جبهة الجولان.
وخاض معركة عنيفة في 22 أكتوبر لاستعادة السيطرة على مرتفعات في جبل الشيخ ذات أهمية استراتيجية كبرى بالنسبة لإسرائيل، التي سمتها "عيون الدولة" بسبب إشرافها على سهول منطقة الجليل حتى ساحل البحر المتوسط، وخلال المعركة تكبد لواء "جولاني" خسائر فادحة.
وبعد استعادة الجيش الإسرائيلي السيطرة على الأراضي التي حرّرها الجيش السوري في بداية الحرب، شارك لواء "جولاني" مع فرقة بقيادة رافائيل إيتان (رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بعد ذلك) لاحتلال أراض سورية لم تكن إسرائيل احتلتها عام 1967.
حرب لبنان
في أعقاب عملية نفذها فدائيون من حركة فتح الفلسطينية انطلقوا من جنوب لبنان في 11 مارس 1978، واختطفوا خلالها حافلتين على الطريق بين حيفا وتل أبيب، واشتبكوا مع قوات إسرائيلية، ما أودى بحياة عشرات الإسرائيليين، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "الليطاني" لاجتياح جنوبي لبنان بهدف إبعاد قوات منظمة التحرير الفلسطينية إلى شمال نهر الليطاني على مسافة 40 كيلومتراً من الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
شارك لواء "جولاني" في عملية الليطاني التي استمرت 7 أيام، ولم تحقق نجاحاً كبيراً، وظلت مناطق جنوبي لبنان منطلقاً لعمليات الفدائيين الفلسطينيين في عمق إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، الأمر الذي دفع إسرائيل إلى إطلاق عملية "سلام الجليل" لغزو لبنان وصولاً إلى العاصمة بيروت في يونيو 1982، التي شارك بها لواء "جولاني"، وخاض معارك مع قوات منظمة التحرير الفلسطينية ومنظمات لبنانية للسيطرة على منطقة النبطية جنوبي لبنان، ولكن المعركة التي أكسبته شهرة بارزة كانت معركة السيطرة على قلعة الشقيف (قلعة بوفور) جنوب سهل البقاع.
وفي 12 يوليو 2006، بعد تنفيذ "حزب الله" اللبناني عملية خطف خلالها جنديين إسرائيليين وقتل 3 آخرين، شنت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق، اجتاحت خلالها جنوبي لبنان، ووصلت غاراتها الجوية إلى العاصمة بيروت، وشارك لواء "جولاني" بطبيعة الحال في الحرب التي عُرفت باسم حرب لبنان الثانية.
كما شاركت وحدات اللواء في عدة عمليات ضد قوات "حزب الله"، أبرزها المشاركة مع لواء المظليين في معركة ضارية ببلدة بنت جبيل جنوبي لبنان، استمرت من 24 يوليو حتى 11 أغسطس.
عقدة الشجاعية
أواخر عام 2008، انتهت هدنة كان متفقاً عليها بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة، حيث شنّ الطيران الإسرائيلي غارة جوية استهدفت عناصر من الحركة، وردت الأخيرة بإطلاق رشقات صاروخية باتجاه مدن وبلدات إسرائيلية.
وفي 27 ديسمبر 2008 أطلقت إسرائيل عملية "الرصاص المصبوب"، شنت خلالها غارات جوية كثيفة على قطاع غزة، تبعتها توغلات برية محدودة.
وشاركت وحدات من لواء جولاني في التوغل البري خلال عملية "الرصاص المصبوب"، ولقي 4 من أفراده، منهم ضابط وجنديين، حتفهم بنيران صديقة عندما فتحت دبابة إسرائيلية النار عن طريق الخطأ على مبنى كانوا يتحصنون بداخله في مدينة جباليا، وضابط رابع خلال اشتباك في شمالي قطاع غزة.
وفي أعقاب تصعيد بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية خلال يونيو ويوليو 2014، شاركت فيه حركتا "حماس" و"الجهاد" بإطلاق رشقات صاروخية من قطاع غزة، أطلقت إسرائيل عملية "الجرف الصامد" في 8 يوليو، بدأت كالعادة بقصف جوي مكثف على القطاع، ثم وسعت إسرائيل نطاق العملية بتوغل بري بدأ في 17 يوليو.
وشارك لواء "جولاني" في العملية، لكنه تكبد خسائر فادحة، بينها سقوط 13 من أفراده خلال يوم واحد في اشتباكات وكمائن نصبتها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، في حي الشجاعية بمدينة غزة.
"السيوف الحديدية"
حالياً يشارك لواء "جولاني" في الحرب الإسرائيلية الشاملة على قطاع غزة، أو عملية "السيوف الحديدية"، التي بدأت عقب هجوم حركة "حماس" في 7 أكتوبر الماضي، وحتى الآن ليست هناك معلومات مفصلة عن عمليات اللواء أو غيره من تشكيلات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
لكن اللافت للنظر كان إعلان الجيش الإسرائيلي في 13 ديسمبر سقوط 10 من أفراده، بينهم 9 ضباط وجنود في كمين نصبته كتائب "القسام" في حي الشجاعية، ومن بين هؤلاء 7 ضباط وجنود من لواء "جولاني" وحده.
ومن بين قتلى كمين الشجاعية يبرز اسم المقدم تومر جرينبرج، قائد الكتيبة 13 من لواء "جولاني"، والذي انتشر عقب قتله، مقطع فيديو لكلمة ألقاها لتحفيز جنود كتيبته قبيل تحركهم إلى قطاع غزة، قال فيها إن للواء "جولاني" ثأراً مع حي الشجاعية يتوجب أخذه، في إشارة إلى خسائر كمين الشجاعية خلال عملية "الجرف الصامد" عام 2014، دون أن يدري أن الحي كان ينتظره بإحدى أقسى الخسائر في تاريخه، ودون أن يدري أن الثأر الذي قصد أخذه سيرتد إليه وينهي حياته.
ومن الغريب في ما يتعلق بلواء "جولاني"، تصريح نائب رئيس الأركان الإسرائيلي السابق موشي كابلينسكي خلال لقاء إعلامي في 18 ديسمبر، بأن لواء جولاني خسر منذ بداية التصعيد 88 فرداً، منهم 72 قُتلوا "خلال اليوم الأول للحرب"، في مؤشر على فداحة الخسائر التي أُنزلت بأحد أهم تشكيلات النخبة في الجيش الإسرائيلي.
تشكيل لواء جولاني
ويتألف لواء جولاني من 3 كتائب مشاة و5 وحدات مختلفة بينها وحدة للقوات الخاصة، ووحدة استطلاع، ووحدة اتصالات، ووحدة مهندسين ووحدة مضادة للدبابات.
كتيبة "باراك"
تعد كتيبة "باراك" واحدة من ضمن كتيبتين أساسيتين في لواء "جولاني"، وسبق أن أشرفت على حماية منطقة بحيرة طبريا مع دخول قرار تقسيم فلسطين حيز التنفيذ عام 1947، وسُميت الكتيبة بهذا الاسم نسبة إلى الشخصية العسكرية البارزة والقاضي التاريخي لإسرائيل باراك بن أبينوعم.
وخاضت الكتيبة العديد من المعارك منذ قيام إسرائيل في مناطق عين جيف، والشجرة، ومعركة جيشر، وبعض المعارك في طبريا خلال حرب عام 1948، فضلاً عن معركة تل الفرس في هضبة الجولان خلال حرب 1967.
وشاركت الكتيبة كذلك في عملية أُطلق عليها اسم "أزرق بني" التي شنت خلالها القوات الإسرائيلية غارة على مقر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -القيادة العامة في منطقة الناعمة على بعد بضعة كيلومترات من جنوب العاصمة اللبنانية بيروت في ديسمبر 1988.
كتيبة جدعون
هي الكتيبة الأساسية الثانية في لواء "جولاني"، وتتولى مسؤولية منطقة جبال جلبوع منذ تأسيسها، وسُميت بهذا الاسم نسبة إلى القائد العسكري والقاضي التاريخي في إسرائيل جدعون بن يوآش، وخاضت العديد من المعارك خلال حرب 1948 منها معركة جنين وعملية "آساف"، واحتلال منطقة بانياس في هضبة الجولان خلال حرب 1967 ومعركة الموقع 107 خلال حرب 1973.
كتيبة "الاختراقات الأولى"
كانت هذه الكتيبة تابعة للواء "جفعاتي" ثم انضمت إلى لواء "جولاني" عام 1956، وشاركت في عملية "يوآف" خلال حرب 1948، وكُلفت باختراق التحصينات العربية في صحراء النقب، وفتح ممر أمام بقية القوات الإسرائيلية، واختراق خطوط دفاع الجيش المصري، ولهذا أُطلق عليها اسم كتيبة "الاختراقات الأولى".
وشاركت الكتيبة في حرب 1967 لاحتلال منطقة تل العزيزيات في هضبة الجولان، ومنطقة رفح المصرية.
وحدة القوات الخاصة "إيغوز"
تضم هذه الوحدة أفراد النخبة بلواء جولاني وهي وحدة متخصصة في حرب العصابات والمدن، وكان الغرض الأساسي الذي شُكلت لأجله عام 1956 تنفيذ مهام خلف خطوط العدو، وتفككت الوحدة، وأُعيد تشكيلها عدة مرات، وبدأت منذ أغسطس عام 1995 استقبال المجندين من لواء جولاني بعد خضوعهم لعملية تقييم ومعايير اختيار صارمة.
وتشمل تدريبات الجنود المنضمين إلى هذه الوحدة التدريب على الملاحة، والتدريب على العمل في بيئة جليدية، ومكافحة الإرهاب، والقفز بالمظلات، وتدريبات أخرى، وتختص بالانخراط في العمليات العسكرية ضمن حرب العصابات، ودراسة حرب التضاريس الوعرة، واستراتيجيات الاستطلاع والتمويه ونصب الكمائن.
وحدة الاستطلاع
يخضع الجنود المنضمون إلى هذه الوحدة لتدريبات شاملة، ويتوفر لدى أفرادها مستوى عال للغاية من الكفاءة البدنية والقتالية، ما يسمح لهم بأداء مهام مختلفة خارج الحدود ومنطقة الخط الأخضر (الخط الفاصل بين الأراضي المحتلة عام 1948 والأراضي العربية المحتلة عام 1967).
وحدة المهندسين العسكريين
يخضع الجنود المنضمون إلى هذه الوحدة لمجموعة متنوعة من التدريبات بما في ذلك التدريب على المتفجرات، والهندسة، والتعامل مع الألغام، وحفر الأنفاق. ومن المفترض أن تكون هذه الوحدة في مقدمة قوات لواء "جولاني" خلال أوقات الحرب، إذ تعمل على تطهير حقول الألغام وفتح مسارات آمنة جديدة للقوات، ونظراً إلى أن جنود هذه الوحدة يحملون على ظهورهم عادة ألغاماً ثقيلة، ومعدات هندسية ثقيلة، فمن المهم أن يتمتعوا بقوة جسمانية تمكنهم من أداء المهام المكلفين بها.
وحدة الاتصالات الخاصة
يخوض جنود هذه الوحدة التدريبات الروتينية التي يخضع لها جميع جنود لواء "جولاني"، إلى جانب تلقيهم دورة اتصالات تعليمية إضافية لمدة 3 أشهر، وعند العودة إلى اللواء يمارس كل جندي تخصصه الذي تدرب عليه خلال الدورة، وتشمل هذه التخصصات، مشغل معدات لاسلكية، وفني اتصالات، ومتخصص في فك الشفرات وغيرها من التخصصات.
وحدة "عوريف" (الغراب) المضادة للدبابات
تتمتع هذه الوحدة بسمة رئيسية تميزها عن بقية الوحدات في لواء "جولاني"، هي قدرتها الفريدة على خوض المعارك المضادة للدبابات والدروع، إذ يحمل جنود هذه الوحدة صواريخ مضادة للدبابات على ظهورهم أثناء المعركة، بما في ذلك صاروخ TOW، والذي يُطلق عليه الجيش الإسرائيلي اسم صاروخ "عوريف" أو "الغراب".
تسليح لواء "جولاني"
يعد لواء "جولاني" أحد أهم ألوية النخبة في الجيش الإسرائيلي وأكثرها شهرة، ولهذا فلا غرابة أن تولي قيادة الجيش أهمية كبيرة لتسليحه بالعتاد والمعدات اللازمة.
التسليح الشخصي
تعد البندقية الهجومية X95 الإسرائيلية هي سلاح المشاة الرئيسي لدى جميع أفراد لواء جولاني، إلى جانب أسلحة رشاشة أخرى مثل Negev LMG و FN Mag، وM2 Browning.
أما أسلحة القناصة، فيستخدم مقاتلو اللواء قناصات أميركية الصنع من طراز M24 SWS وBarak.
ويحمل أفراد اللواء صواريخ مضادة للدبابات مثل صواريخ M72 LAW غير الموجهة، وصواريخ RPG-7 المحمولة على الكتف، ونظام MATADOR الصاروخي المضاد للدروع، والذي تم تطويره بواسطة ألمانيا وإسرائيل وسنغافورة، ويعد نسخة محدثة من نظام Armbrust الألماني، إلى جانب نظام BGM-71 TOW الصاروخي الأميركي المضاد للدبابات، ونظام Spike الإسرائيلي المضاد للأفراد.
المدرعات
تضم تشكيلات لواء "جولاني" عدداً من ناقلات الجنود المدرعة الثقيلة من طراز "أخزريت" Achzarit محلية الصنع، وهي عبارة عن مدرعة مكونة من هيكل دبابة "T-55" ومحرك بقوة 850 حصاناً.
وصمم الجيش الإسرائيلي هذه المدرعة بغرض القتال في المناطق الحضرية، بعدما أثبتت ناقلات الجنود المدرعة الإسرائيلية M-113 عدم فعاليتها من حيث قوة التدريع ضد السيارات المفخخة والألغام والقذائف الصاروخية.
وإلى جانب المدرعة "أخزريت"، يستخدم لواء "جولاني" ناقلة الجنود "نمر" Namer المبنية على هيكل دبابة "ميركافا" Merkava، وشوهدت أثناء العمليات الجارية للجيش الإسرائيلي على قطاع غزة.