فرنسا وألمانيا تمضيان قدماً في مشروع مشترك لإنتاج دبابات جديدة

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان ليكورنو يستقبل وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس في باريس. 26 أبريل 2024 - Reuters
وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان ليكورنو يستقبل وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس في باريس. 26 أبريل 2024 - Reuters
دبي/ باريس -الشرقأ ف ب

قال وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو، ونظيره الألماني بوريس بيستوريوس، الجمعة، إن بلديهما مستعدان للمضي قدماً في مشروع لتطوير دبابة جديدة بشكل مشترك، من المفترض أن تصبح الركيزة الأساسية للدفاع البري في البلدين.

وأشار ليكورنو إلى اتخاذ "القرارات السياسية اللازمة للمضي قدماً في مشروع الدبابات المشترك مع ألمانيا"، 
              
وقال بيستوريوس، إن الهدف هو الحصول على عقود للدبابة الفرنسية الألمانية الجديدة بحلول نهاية العام الجاري 2024، في حين قال ليكورنو، إن شركات مثل KNDS وRheinmetall وThales من المرجح أن تساهم في الدبابة المستقبلية.

واتفقت الدولتان على ثمانية ركائز ضمن البرنامج، كل منها بحصة عمل تبلغ 50%، بما في ذلك منصة الدبابات والمدفع الرئيسي والأسلحة الجديدة وتكنولوجيا الاتصالات والنظام السحابي القتالي.

ومن المقرر أن تمنح ألمانيا عقوداً تصل قيمتها الإجمالية إلى عدة مئات من ملايين اليورو بحلول نهاية العام. وبالإضافة إلى شركة Nexter، من المتوقع أن تشمل الحصة الفرنسية شركات Thales وSafran وMBDA بالإضافة إلى شركات أصغر، في حين ستشمل الشركات الألمانية إلى جانب Krauss-Maffei Wegmann شركة Rheinmetall وغيرها.

وقالت فرنسا وألمانيا أيضاً إن KNDS ستنشئ وحدة في أوكرانيا لإنتاج الذخيرة محلياً، بالإضافة إلى قطع الغيار للأنظمة الفرنسية والألمانية المستخدمة في البلاد. وقال ليكورنو، إنه بمرور الوقت، ستكون هناك إمكانية لإنتاج أنظمة كاملة في أوكرانيا.

وتشمل أنظمة KNDS المستخدمة في أوكرانيا  دبابات Leopard 2، ومدافع هاوتزر ذات العجلات عيار 155 مليمتراً، ومدافع هاوتزر PzH 2000، ومدفع Gepard المضاد للطائرات ذاتي الدفع.

"نظام القتال البري الرئيسي"

واتفقت ألمانيا وفرنسا في عام 2017 على تطوير دبابة قتالية متطوّرة أطلق عليها "نظام القتال البري الرئيسي" Main Ground Combat System (MGCS) لتحل محل دبابات "لوكليرك" الفرنسية، و"ليوبارد" الألمانية اعتباراً من عام 2035.

ويعد المشروع ضمن الجهود الرامية لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين ويكمّل مشروعاً كبيراً آخر لتطوير مقاتلات من الجيل المقبل تعرف باسم FCAS.

وقادت المشروع في الأساس شركة الصناعات الدفاعية KNDS المشتركة بين "نكستر" الفرنسية، وKNW الألمانية، لكن دخول "راينميتال" الألمانية على الخط مسّ بهذا التوازن الهش عام 2019.

وتأتي المساعي الرامية لإنهاء الجمود الذي طرأ على المشروع في وقت تسعى برلين وباريس لإظهار وحدة الصف بينهما بعد سلسلة سجالات حول طريقة دعم أوكرانيا في حربها مع روسيا.

وأقر لوكورنو، بأن المحادثات كانت معقدة، مشيراً إلى أنه كان "طريقاً صعباً" ولكن "لا مفر منه"، وأشاد بالطبيعة المبتكرة لنظام الدبابات المخطط له، قائلاً إنه سيمثّل "قفزة جيلية في ما يتعلق بالتكنولوجيا".

ولن يضم MGCS مركبة قتالية مدرّعة واحدة فحسب، بل منظومة من المركبات المأهولة والمسيّرة. وسيتضمن أيضاً مسيّرات لحماية الدبابة فضلاً عن استخدامه تكنولوجيا الليزر والذكاء الاصطناعي، بحسب الوزيرين.

تهدئة بعد حرب كلامية

وفي نهاية فبراير الماضي، انتقد الرئيس الفرنسي بشكل ضمني، ألمانيا التي تتردد منذ فترة طويلة في تسليم بعض الأسلحة الثقيلة إلى كييف. وبعد أيام، دعا حلفاءه إلى أن يرقوا إلى "مستوى التاريخ و(التحلي بـ)الشجاعة التي يتطلبها ذلك". وتلقت برلين هذا التصريح بجفاء.

من جانبه، انتقد المستشار الألماني، فرنسا، بسبب مساعداتها التي اعتبرها غير كافية.

وتركت هذه التصريحات التي أظهرت الانزعاج المتبادل بين إيمانويل ماكرون، وأولاف شولتز، آثاراً لكن وزرائهما يسعون منذ ذلك الحين إلى التهدئة، وعبر مسؤولون من الجانبين عن ثقتهم في قدرة برلين وباريس على إيجاد توافق لأن البلدين، خصوصاً في ظل الحرب الروسية الأوكرانية.

ويرى شولتز، أن الولايات المتحدة هي الحليف الرئيسي في هذه الحرب، وليس فرنسا أو الشركاء الأوروبيين الآخرين، في حين يدعو ماكرون إلى سياسة دفاعية أوروبية مشتركة.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة "فرانس برس"، إن "لفرنسا موقفاً مختلفاً لأنها قوة تتمتع (بسلاح نووي)، وهي قوة ذات جيوش قادرة على الانتشار ولديها خبرة بالحرب".

لكن الطموح الذي أبدته باريس لا يمكن أن يخفي الثغرات العسكرية الأوروبية الكبيرة. ويتعين كذلك على باريس أن تكون حذرة في الرسائل التي تبعث بها إلى واشنطن، مع احتمال عودة الجمهوري دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

في هذا الصدد، حذّر الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية إريك أندريه مارتان، من أنه "لا ينبغي لنا أن نقدم حججاً للأميركيين تدفعهم للقول إن الأوروبيين قرروا القيام بذلك بمفردهم"، بينما تتصاعد التوترات مع روسيا.

تصنيفات

قصص قد تهمك