في مواجهة تفوق روسيا.. لماذا تتخلف واشنطن عن المنافسة في الحرب الإلكترونية؟

time reading iconدقائق القراءة - 5
البحرية الأميركية وشركة لوكهيد مارتن تعلنان نجاح اختبار القدرات الأساسية لنظام الحرب الإلكترونية المتقدم خارج الطائرة، بيثيسدا، ماريلاند، الولايات المتحدة. 12 ديسمبر 2023 - lockheedmartin.com
البحرية الأميركية وشركة لوكهيد مارتن تعلنان نجاح اختبار القدرات الأساسية لنظام الحرب الإلكترونية المتقدم خارج الطائرة، بيثيسدا، ماريلاند، الولايات المتحدة. 12 ديسمبر 2023 - lockheedmartin.com
دبي-الشرق

اعتبر مسؤول العمليات الخاصة الأميركية السابق في الشرق الأوسط، مايك ناجاتا، أن الولايات المتحدة متأخرة عن خصومها في ما يتعلق بقدرات الحرب الإلكترونية، مؤكداً أن الفجوة تتسع بينها وخصومها في أكثر من موقع عالمياً. 

وقال ناجاتا لموقع "Defense One" المتخصص في شؤون الدفاع، إنه "إذا أرادت وزارة الدفاع (البنتاجون) استعادة تفوقها في مجال الحرب الإلكترونية، الذي تتزايد أهميته، فإنها تحتاج إلى أن تكون أكثر إبداعاً في استخدام تقنيات الراديو، وخاصة الاتصالات الفضائية".

كانت لجنة استراتيجية الدفاع الوطني في الكونجرس، حذرت عام 2022، من الأمر ذاته حين قالت إن الولايات المتحدة تفقد مزاياها في الحرب الإلكترونية، ما يعيق قدرة البلاد على أداء عمليات عسكرية ضد خصوم متفوقين في هذا المجال.

واعتبر اثنان من العسكريين المتقاعدين، أن أحد أسباب تقدم روسيا في هذا المجال إلى هذا الحد هو "تجاهلها القانون الدولي" في ما يتعلق بالتشويش على الاتصالات المدنية.

جودة المعدّات الروسية 

وأضافا أن موسكو استثمرت وجربت باستمرار في الابتكار الكهرومغناطيسي على مدى عقود من الزمن، عندما ركزت جهود الحرب الإلكترونية الأميركية على جمع المعلومات الاستخباراتية في البيئات المتساهلة نسبياً للحروب في الشرق الأوسط.

وتكشف الحرب في أوكرانيا مدى جودة معدات الحرب الإلكترونية الروسية الحديثة في مواجهة الأسلحة الأميركية.

وقال دانييل بات، وهو زميل بارز في معهد هدسون، إن التشويش الروسي أدّى إلى انخفاض معدل كفاءة مدفعية Excalibur 155 ملم الموجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) من 70 إلى 6%، كما أثبتت الطائرات دون طيار، والقنابل ذات القطر الصغير، وبعض أنظمة الاتصالات أنها معرضة للخطر بشكل مماثل.

وشدد مسؤولون في أنظمة المعلومات التكتيكية التابعة لقيادة العمليات الخاصة الأميركية، على أن هناك حاجة ماسة للمساعدة في برنامجين رئيسيين، الأول هو برنامج الأقمار الصناعية المتصلة القابلة للنشر، والذي يساعد على ربط القوات في ساحة المعركة بروابط البيانات الفضائية.

وأضافوا أن البرنامج الثاني هو برنامج شبكة المنطقة المحلية التكتيكية، الذي يهدف إلى وضع القدرة الحاسوبية للخوادم بأكملها في شكل أكثر قابلية للحمل، ما يساعد المشغلين في الميدان على العثور على ترددات غير محجوبة لاستخدامها.

وأوضح المسؤولون أن البرنامجين يعتمدان إلى حد كبير على المعدات التجارية الجاهزة، مشددين على ضرورة أن تكون المنصات أصغر حجماً وأخف وزناً وأسرع.

وأشار نائب رئيس الإنتاج في شركة GoTenna، كريس بويد، إلى أن إحدى المشكلات التي لوحظت خلال المناقشات، هو أن توقيعات الأنظمة عالية الطاقة، خاصة أنظمة اتصالات الأقمار الصناعية لـ Star Link، وStar Shield وهي النسخة العسكرية، تكمن في أنها جميعها أنظمة عالية الطاقة.

التركيز على تقنيات الراديو

وتنتج شركة GoTenna، أنظمة عبارة عن شبكة متنقلة متداخلة تستخدم الراديو للسماح بدفعات اتصالات قصيرة ومنخفضة الطاقة للدردشة والمراسلة ومعرفة الموقع.

ويمكن لوحدة GoTenna، ذات الحجم الصغير، القريب من حجم "علبة النظارات الشمسية"، توصيل شبكات الأقمار الصناعية أو الشبكات الخلوية، ما يسمح بالاتصالات على مسافات شاسعة بطاقة منخفضة. 

وقدم مسؤولو الشركة عرضاً توضيحياً يظهر اتصال مستخدمين اثنين، على بعد 532 ميلاً، عبر قناة بقدرة 7 كيلو هرتز، و100 واط. 

ويمكن للمشغل أيضاً تحديد الطيف أو التحرك حوله للعثور على القنوات الفارغة والأطوال الموجية غير المستخدمة.

وتحرص قيادة العمليات الخاصة الأميركية، على الحلول الإبداعية، لتكون أساسية لاستخدام اتصالات الأقمار الصناعية عالية الطاقة بطريقة لا تؤدي إلى استهداف القوات.

وقال مسؤول ثان بالشركة، إن الولايات المتحدة ربما لا تحتاج إلى أقمار صناعية ذات موقع ثابت في ما يتعلق بالأقمار الصناعية المتصلة، مشيراً إلى عزم الشركة توسيع الاعتماد على منصة متحركة في الطريق إلى الهدف، وهو ما يغير بالفعل مشهد كيفية القيام بالاتصالات.

ولا تتطلع قيادة العمليات الخاصة الأميركية، إلى استخدام الفضاء للاتصالات فحسب، نظراً لأن القيادة تمتلك بالفعل قمراً صناعياً صغيراً خاصاً بها يسمى MISR لجمع معلومات استخباراتية عن الإشارات، ولكنها تستهدف أيضاً إنشاء المزيد من الأقمار الصناعية الخاصة بها.

فيما قال مايك ناجاتا، إن إتقان الاتصالات عبر الأقمار الصناعية ذات المدار الأرضي المنخفض أمر بالغ الأهمية للعمليات العسكرية الأميركية في مواجهة التدخل الكهرومغناطيسي الروسي. 

وأشار إلى أن أهم أمرين للولايات المتحدة هو ابتكار الطريقة التي تحصل بها على الأشياء وتحفيز الجيش بشكل أفضل على تحمّل المزيد من المخاطر.

وأكد ناجاتا، أنه يجب على حكومة الولايات المتحدة، أن تكون على استعداد لتحمل المزيد من المخاطرة في تجربة التقنيات الجديدة واعتمادها وتوظيفها.

تصنيفات

قصص قد تهمك