"بيرقدار أقينجي" مسيرة تركية استراتيجية حددت موقع مروحية الرئيس الإيراني

وسط جهود مكثفة استمرت طوال أكثر من 18 ساعة، وبمشاركة دولية واسعة، نجحت المسيرة التركية "بيرقدار أقينجي" في العثور على موقع تحطم مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ومسؤولين إيرانيين آخرين.

مروحية الرئيس الإيراني وهي من طراز "بيل 212" اضطرت لتنفيذ "هبوط صعب" بسبب سوء الأحوال الجوية في منطقة جلفا في محافظة أذربيجان الشرقية.

وجاء هذا بعد عملية تمشيط وبحث مكثفة في المنطقة ذات التضاريس الجبلية الوعرة، دامت لعدة ساعات تعذر خلالها على فرق الإنقاذ تحديد موقع سقوط المروحية بالضبط، وحتى الوصول إلى المواقع التي تم تحديدها على أنها نقطة محتملة للحادث.

وإثر ذلك نقلت وسائل الإعلام الإيرانية، أن طهران طلبت من أنقرة الاستعانة بطائرة مسيرة ومروحية لها قدرات تتعلق بالرؤية الليلية والحرارية، وفي قرابة الساعة الخامسة من صباح الاثنين (1:30 بتوقيت جرينيتش)، أعلن التلفزيون الرسمي أن فرق الإنقاذ الإيرانية توجهت إلى "إحداثيات الحادث" بعد أن رصدت المسيرة التركية "بيرقدار أقينجي" حطام المروحية.

وخصصت وزارة الدفاع التركية، مسيرة "أقينجي" ومروحية مزودة بتقنية الرؤية الليلية من طراز "كوجار"، للمشاركة في أعمال البحث والإنقاذ.

وفي وقت لاحق، الاثنين، نقلت وكالة "مهر" عن قائد بالحرس الثوري الإيراني قوله، إن طائرات مسيرة إيرانية هي التي توصلت إلى موقع حطام طائرة الرئيس إبراهيم رئيسي.

ونسبت الوكالة إلى قائد "فيلق عاشوراء" بالحرس الثوري في محافظة أذربيجان الشرقية العميد أصغر عباسقلي زاده، قوله: "تلقينا مساعدة من الطائرات المسيرة التركية، وأنها كشفت نقطة سوداء، لكن عندما وصلت قواتنا إلى هناك، أصبح من الواضح أن ما رصدته الطائرة التركية لم يكن المروحية".

وأضاف: "بعد ذلك، نجحت أخيراً عدة طائرات إيرانية مسيرة، كانت تجوب أيضاً المناطق الجبلية، في الكشف عن حطام المروحية والتقاط الصور وإرسالها إلى مركز إدارة الأزمات". وتابع قوله: "أرى من واجبي أن أشكر تركيا على تعاونها في إرسال الطائرة المسيرة إلى إيران".

قدرات ذكاء اصطناعي

ومسيرة "أقينجي" من تصنيع شركة "بايكار" التركية المتخصصة في تصنيع المسيرات، تُصنف ضمن المسيرات الاستراتيجية بفضل تصميم جسم الطائرة والأجنحة، ما يمكنها من حمل حمولات متنوعة، ويمكن استخدامها لمهام المراقبة والبحث الليلية.

والمسيرة مجهزة بأنظمة ذكاء اصطناعي مزدوجة تدعم معالجة الإشارات ودمج المستشعرات وإدراك الموقف في الوقت الفعلي.

وهي قادرة على تنفيذ العمليات التي تُجرى بالطائرات المقاتلة، فهي تحمل أنظمة دعم إلكتروني، وأنظمة اتصالات عبر الأقمار الاصطناعية، ورادار جو-جو، ورادار تجنب الاصطدام.

ويمكن استخدام "بيرقدار أقينجي" في مهمات الهجوم جو-أرض وجو-جو كذلك، وبفضل أجهزتها وبرمجياتها الإلكترونية الاحتياطية الثلاثية، فإن "بيرقدار أقينجي" قادرة على حمل الحمولة التالية:

• الذخيرة الذكية الصغيرة MAM-L
• الذخيرة الذكية الصغيرة MAM-C
• صاروخ Cirit
• صاروخ L-UMTAS
• الذخيرة الذكية الصغيرة Bozok
• القنابل الموجهة MK-81، MK-82، MK-83 (JDAM)
• القنبلة الموجهة بمساعدة الأجنحة MK-82
•  صواريخ جو-جو Gokdogan  و  Bozdogan
• صاروخ كروز SOM-A

ويمكن تزويد "بيرقدار أقينجي" بنظام رادار AESA متعدد الوظائف للقيام بعمليات استكشاف واستشعار جو-جو، وإنشاء خرائط تركيبية، وتقدير الأحوال الجوية.

خصائص التحليق والمدى

ويمكن للمسيرة التحليق على ارتفاع 45 ألف قدم لمدة 24 ساعة، إلا أن ارتفاع التحليق العملياتي يتراوح ما بين 30 إلى 40 ألف قدم.

والمسيرة مزودة بنظام مستقل للتحليق، ويمكنها الإقلاع والهبوط من تلقاء نفسها، دون الحاجة إلى الاعتماد على الدعم الأرضي.

وتصل سرعتها إلى 370 كيلومتراً في الساعة، ويمكنها حمل شحنات تصل إلى 1.5 طن، ويصل عرض جناحيها إلى 20 متراً، وهي مزودة بكاميرا 360 درجة توفر رؤية بانورامية كاملة.

ومما زاد انتشار المسيرة التركية، قدرتها على التحليق في كافة الظروف الجوية الصعبة، مثل الحرارة المرتفعة في المناطق الصحراوية إلى البرد القارس والثلوج والعواصف في مختلف أنحاء العالم.

مسيرات بيرقدار

وأصبحت المسيرات من طراز "بيرقدار"، علامة على ازدهار صناعة الدفاع في تركيا، بعد أن تم بيعها إلى معظم دول العالم، وأكملت الطائرة مرحلة الاختبار التي تصل إلى 1000 ساعة طيران في عام 2015، دون أن تسجل أي أعطاب. وتم تصديرها لأول مرة إلى قطر في عام 2018، ووقعت شركة "بايكار" عقوداً مع 33 دولة حتى فبراير 2024.

سلجوق بيرقدار زوج ابنة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الصغرى، هو أحد مدراء الشركة التركية الرائدة في صناعة المسيرات "بايكار". ومدير الشركة الآخر هو خلوق شقيق بيرقدار.

وتشمل ميزات هذه المسيرات، الملاحة الأوتوماتيكية بالكامل وخاصية تتبع المسار، والإقلاع والهبوط التلقائي الدقيق المدعوم بدمج أجهزة الاستشعار الداخلية، وخاصية الركن الأوتوماتيكية بالكامل، وتدعم أوضاع الطيران شبه المستقلة، مع نطاق اتصال يصل إلى 300 كيلومتر وخاصية الاتصال عبر الأقمار الصناعية.

وبالإضافة إلى الاستخدام العسكري، تستخدم مسيرات "بيرقدار" أيضاً في مهام مثل مكافحة حرائق الغابات والكوارث والهجرة غير النظامية.