أكد الرئيس التنفيذي لشركة Quantum Systems الألمانية، فلوريان سيبل، أن مستقبل الحرب سيعتمد بدرجة كبيرة على "الروبوتات"، لافتاً إلى أهمية إقناع أوكرانيا، وكل أوروبا بضرورة تبني أسلحة ذاتية التشغيل.
وقال سيبل، وهو قائد مروحية سابق في الجيش الألماني، وتصنع شركته طائرات استطلاع بدون طيار تستخدمها أوكرانيا لصد الغزو الروسي، في تصريحات لمجلة "بوليتيكو"، إن التفاوت العددي بين جيوش ما وصفها بـ"الدول الديمقراطية"، والصين وروسيا، سيجعل الاعتماد على الروبوتات ضرورياً، للتعامل مع الأعداد المنخفضة من المقاتلين.
وأنشأ سيبل شركة جديدة تسمى Stark Defense للتركيز على الطائرات المسيرة الهجومية التي يمكن أن تعمل دون تحكم بشري.
وقال إن مهمة الشركة الجديدة هي "إحداث تغيير جذري في الصناعة الدفاعية، وبناء أنظمة مستقلة على الأرض، وفي البحر، والسماء" تتمتع جميعها بقدرات هجومية.
واعتبرت مجلة "بوليتيكو"، أنه تم إطلاق شركة Stark في "منعطف حاسم" في تاريخ الأسلحة المستقلة، ومع وصول التوترات الجيوسياسية إلى ذروتها، واستخدام أوكرانيا للطائرات بدون طيار بمهارة، وتزايد الاعتماد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، تتطلع القوى العسكرية، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين وروسيا، بفارغ الصبر إلى بناء قدرات مستقلة.
حرب تفقد ميزتها
وتحلق بالفعل حوالي 400 مركبة جوية بدون طيار من شركة Quantum Systems في أوكرانيا، وسيتم تسليم 800 أخرى في آب وفقاً لاتفاق تم إبرامه خلال أبريل. وتعمل الشركة التي يقع مقرها في ميونخ، على افتتاح مصنع في أوكرانيا.
وأكد سيبل، أن تطوير روسيا لتقنيات التشويش القادرة على منع المركبات غير المأهولة من توجيه نفسها أو التواصل مع الطيارين يشير إلى أن الطائرات بدون طيار التي يتم التحكم فيها عن بعد والتي اعتمدت عليها أوكرانيا منذ فترة طويلة بدأت تفقد تفوقها.
ووفر الذكاء الاصطناعي، وهو التكنولوجيا المزدهرة القادرة على اكتشاف الأنماط واتخاذ القرارات، "شريان الحياة" للأنظمة المستقلة.
وبفضل الذكاء الاصطناعي، ورقائق المعالجات من شركة Nvidia، يمكن للطائرات بدون طيار من Quantum System المراوغة في ساحة المعركة، وتحديد الأهداف دون الاعتماد على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) أو الموجه البشري.
ويمكن لتلك الطائرات المسيرة بعد ذلك التحليق بشكل مستقل إلى موقع خالٍ من التشويش، وإرسال مواقع الأهداف العسكرية الروسية المقترحة لاستهدافها بضربات المدفعية.
ولا يزال القرار النهائي في أيدي الجنود الأوكرانيين، الذين يتبعون النموذج المعروف باسم "الإنسان في الحلقة"، وهذا يعني أن قرارات القتل يجب أن يتخذها البشر، وليس الآلات.
وأكد سيبل أن قاعدة "الإنسان في الحلقة" يجب أن تتغير، لافتاً إلى أنه إذا لم تتمكن كييف من التواصل مع طائراتها المسيرة مرة أخرى، فسيتعين على تلك الطائرات اتخاذ الخطوة التالية، وتحديد الأهداف بشكل مستقل، وتصنيف الأفراد والمعدات في ساحة المعركة بين "أصدقاء وأعداء"، ومن ثم اتخاذ القرار بإطلاق النار.
وأشار إلى أن عدم تطوير أسلحة قادرة على إدارة سلسلة القتل بأكملها، ستؤدي إلى "بدء الحرب التالية كمستضعفين".
وقال سيبل، إنه إذا كانت هناك رغبة حقيقية لعدم خوض الأطفال في "الدول الديمقراطية"، حرباً في المستقبل ضد "الروبوتات الصينية" فيجب بدء العمل على منح الاستقلالية للأنظمة الحالية.
مخاوف وضوابط
وفي الوقت نفسه، يريد الدبلوماسيون والناشطون والتقنيون الحد من هذه التكنولوجيا، خشية أن تؤدي إلى التعجيل بتصعيد الحرب التي يقودها الذكاء الاصطناعي، وعمليات القتل الجماعي بضغطة زر، وكوارث النيران الصديقة، والموت بالخوارزميات المرفوضة أخلاقياً.
وتقود الحكومة النمساوية، الجهود المبذولة لصياغة معاهدة دولية تحظر الأسلحة المستقلة التي لا يمكن السيطرة عليها أو التنبؤ بأفعالها بواسطة البشر.
وقالت رئيسة برنامج الأسلحة المستقلة في معهد the Future of Life البحثي، آنا هيهير، لمجلة Politico، إنه لا حاجة لمصنعي أسلحة يزعمون أن الأسلحة غير الأخلاقية وغير المتوقعة ستجعل أوروبا أكثر أماناً.
وأكدت أنه ظهرت فترة في التاريخ اعتقدت فيها القوى العسكرية الكبرى أنها بحاجة إلى أسلحة بيولوجية لمواجهة برامج الأسلحة البيولوجية الخاصة بخصومها، مشددة على ضرورة "الحفاظ على البصيرة العقلانية عند تقييم التقنيات الجديدة".
من جهته، أكد سيبل أن الأسلحة المستقلة، إذا تم تصميمها بشكل صحيح، يمكن أن تقلل من الأضرار الجانبية من خلال تسخير القدرات التحليلية المتفوقة للذكاء الاصطناعي.
فيما أكدت هيهير أنه إذا وصل الذكاء الاصطناعي العسكري إلى دقة تفوق طاقة البشر، فإن ذلك سيتطلب فحوصات أقوى على التكنولوجيا لتجنب استخدام تلك القدرات في "عمليات القتل المستهدف" بناءً على خصائص محددة.
ولا تزال شركة Stark تقوم بتوظيف وتسعى إلى استثمار رأس المال في مجال الأسلحة المستقلة.
قدرات واسعة للانتشار
وقال سيبل، إن شركته ستكون قادرة على نشر منتجاتها في غضون مهلة قصيرة إذا لزم الأمر، خاصة إذا طلبت أوكرانيا ذلك، لافتًا إلى أنه في هذه الأثناء، سيعرض قضيته على كبار الضباط.
وأشار إلى أنه سيتحدث مرة أخرى مع كارستن بروير، قائد القوات المسلحة الألمانية، لإبلاغه بأن الحرب المقبلة ستكون حول حرب الطائرات بدون طيار.
وأضاف سيبل، أن الأنظة المستقلة قادرة على العمل دون وجود "إنسان في الحلقة"، ولكن القرار ليس بيد شركته، التي ستبذل جهدا لتحقيق تلك الغاية.
وأكد أنه إذا كان قرار الحكومة الألمانية عدم نشر أسلحة ذاتية التشغيل دون وجود "إنسان في الحلقة"، فلن يتم استخدامها.