ماذا نعرف عن طائرات F-22 التي أرسلتها أميركا إلى الشرق الأوسط؟

time reading iconدقائق القراءة - 11
طائرة مقاتلة أميركية من طراز F-22  رابتور تحلق فوق المجال الجوي الأوروبي خلال رحلة إلى بريطانيا من قاعدة ميخائيل كوجالنيشينو الجوية في رومانيا، 25 أبريل 2016 - Reuters
طائرة مقاتلة أميركية من طراز F-22 رابتور تحلق فوق المجال الجوي الأوروبي خلال رحلة إلى بريطانيا من قاعدة ميخائيل كوجالنيشينو الجوية في رومانيا، 25 أبريل 2016 - Reuters
دبي-الشرق

أعلنت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" الخميس، وصول طائرات F-22 Raptor، التابعة للقوات الجوية الأميركية، إلى منطقة الشرق الأوسط في ظل تصاعد التوترات مع إيران.

وقالت القيادة في منشور على "إكس" إن مقاتلات F-22 رابتور التابعة للقوات الجوية الأميركية وصلت إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية، الخميس.

وأشارت القيادة إلى أن الخطوة تأتي كجزء من تحركات تموضع القوات الأميركية في المنطقة، وللتعامل مع التهديدات التي تشكلها إيران، والجماعات التي تدعمها.

وهذه المرة الأولى التي ترسل فيها الولايات المتحدة هذه الطائرات إلى المنطقة منذ يونيو 2023، عندما أعلنت القيادة الوسطى الأميركية نشر مقاتلات F-22 في الشرق الأوسط، وسط ما وصفته آنذاك بـ"السلوك غير الآمن للطائرات الروسية".

ويأتي هذا في وقت توعدت فيه إيران برد "غير متوقع وقوي" على إسرائيل، والتي اتهمتها باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية خلال زيارته إلى طهران، الأسبوع الماضي.

وتمثل الطائرة التي أرسلتها واشنطن الجيل الخامس من طائرات F-22، وهي المقاتلة الرائدة عالمياً في مجال الهيمنة الجوية ورادع استراتيجي مثبت، بحسب موقع شركة لوكهيد مارتن المصنعة لها. فماذا نعرف عن هذه الطائرات؟

متى تم تشغيل طائرات F-22؟

تُعد طائرة F-22 Raptor، وهي من إنتاج شركة لوكهيد مارتن، مقاتلة شبحية رائدة من الجيل الخامس. وتتميز بقدرات التفوق الجوي، إلى جانب الهجوم الأرضي والحرب الإلكترونية، ووظائف استخبارات الإشارات والتجسس عالية الحساسية.

في عام 1991، اختارت القوات الجوية الأميركية تصميماً قدمه اتحاد يضم شركة لوكهيد مارتن، وبوينج، وجنرال ديناميكس، لمقاتلة تكتيكية متقدمة بمحركين تتمتع بميزات التخفي، أطلق على الطائرة اسم F-22 Raptor، وتم تشغيلها لأول مرة في عام 1997. 

وجاء تصنيع هذه الطائرات بعدما أدركت القوات الجوية الأميركية الحاجة إلى البدء في استبدال أسطولها القديم من طائرات F-15 Eagle و F-16 Fighting Falcon المقاتلة بمقاتلة تفوق جوي أحدث، وأكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية.

وعلى الرغم من أن الرحلة الأولى للطائرة كانت في عام 1997، إلا أن F-22 لم تدخل الخدمة حتى ديسمبر 2005. وخططت القوات الجوية الأميركية في البداية للحصول على 750 طائرة F-22، لكن قيود الميزانية في عام 2009، أدت إلى خفض العدد إلى 187.

ونشرت واشنطن هذه الطائرات لأول مرة في اليابان عام 2006، فيما أطلقت طلقاتها الأولى أثناء الحملة الجوية ضد تنظيم داعش في عام 2014. واليوم، يتم نشرها بشكل دوري في منطقة المحيط الهادئ لردع الصين، وأوروبا لردع روسيا.

وتبلغ تكلفة طائرة F-22 Raptor نحو 227 مليون دولار. وفي عام 2015، بلغت تكلفة ساعة الطيران الواحدة 68 ألف دولار، أي ما يقرب من 3 أمثال تكلفة طائرة F-16 و1.5 مرة تكلفة طائرة F-15.

ما مميزات الطائرة؟

يبلغ ارتفاع الطائرة 5 أمتار، وطولها 18.9 متراً، وطول جناحيها 13.6 متراً، ووزنها 19.700 كجم. كما يبلغ مداها 1600 ميل (2574 كم) وسقفها 50 ألف قدم (15 كم).

مميزات الطائرة الفنية

  • طول الجناح: 44 قدماً و6 بوصات (13.6 متراً)
  • الطول: 62 قدماً و1 بوصة (18.9 متراً)
  •  الارتفاع: 16 قدماً و8 بوصات (5.1 متراً)
  •  الوزن: 43340 رطلاً (19700 كيلوجرام)
  •  الوزن الأقصى للإقلاع: 83 ألف و500 رطل (38 ألف كيلوجرام)
  •  سعة الوقود: داخلي: 18 ألف رطل (8200 كيلوجرام)؛ مع خزانين خارجيين للوقود على الجناح: 26 ألف رطل (11900 كيلوجرام)
  •  الحمولة: نفس حمولات التسليح جو-جو أو جو-أرض؛ مع أو بدون خزانين خارجيين للوقود على الجناح.
  • السرعة: ماخ 2 مع إمكانية التحليق بسرعة فائقة
  • المدى: أكثر من 1850 ميلاً مع خزانين خارجيين للوقود على الجناح (1600 ميل بحري)
  • السقف: فوق 50 ألف قدم (15 كيلومتراً)

ما التحسينات التي أجريت لها؟

تلقت الطائرة F-22  العديد من التحديثات والتحسينات، وتشمل هذه الترقيات تحسينات في قدرات الهجوم الأرضي، وأنظمة القتال الجوي، وطلاءات التخفي الأكثر موثوقية.

بالإضافة إلى ذلك، خضعت الطائرة لبرنامج تحديث هيكلي لمعالجة مشاكل هيكل الطائرة التي نشأت في وقت سابق، وفق موقع simpleflying.

وتستطيع طائرة F-22 Raptor أن تحلق لمسافة 600 ميل أو نحو ذلك باستخدام الوقود الداخلي: وهي مسافة كافية للقتال في أجواء ألمانيا وبولندا، وفق "تيلجراف".

وعلى الرغم من مواجهة التحديات التشغيلية الأولية، أثبتت الطائرة F-22 أنها قطعة أساسية في ترسانة القوة الجوية التكتيكية للقوات الجوية الأميركية، إذ ساعدت قدراتها على التخفي والأداء الديناميكي الهوائي وأنظمة المهام المتقدمة في تحديد مستوى جيلها. مع عمر خدمة متوقع حتى ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين على الأقل،

وسيتم استبدال الطائرة F-22 في النهاية بمقاتلة الجيل التالي من الهيمنة الجوية (NGAD).

ويجمع تصميم طائرة  F-22 بين تقنية التخفي ودمج أجهزة الاستشعار، ما يخلق منصة هائلة للعمليات الجوية المضادة. وبسرعة قصوى تزيد عن 2 ماج مع الحارق اللاحق و1.8 ماج عند القوة العسكرية، وتتميز هذه الطائرات بسرعات طيران عالية وارتفاعات تشغيل، ما يعزز فعالية أجهزة الاستشعار ونظام الأسلحة مع زيادة القدرة على البقاء ضد الدفاعات الأرضية.

ويستخدم نظام الطيران المتكامل في طائرة  F-22، دمج أجهزة الاستشعار لمعالجة البيانات من أجهزة الاستشعار الموجودة على متن الطائرة وخارجها. وهذا يعزز بشكل كبير من الوعي الظرفي للطيار مع تقليل عبء العمل.

وفي الوقت نفسه، يزود نظام الرادار والحرب الإلكترونية طائرة  F-22، بقدرات اكتشاف وتحديد التهديدات المحسنة بشكل أكبر، ويمكن نقل البيانات بسلاسة إلى طائرات أخرى عبر أنظمة اتصالات مختلفة، وفق موقع militarywatch.

تتميز طائرة F-22 بقمرة قيادة زجاجية مزودة بأدوات طيران رقمية بالكامل وشاشة عرض أحادية اللون. ويتولى الطيار تشغيل الطائرة باستخدام عصا تحكم جانبية حساسة ولوحة تحكم متكاملة. ويتميز نظام دعم الحياة بنظام توليد أكسجين على متن الطائرة، وملابس واقية للطيارين لمختلف بيئات القتال.

وعلى الرغم من تصميمها في المقام الأول للقتال جو-جو، يمكن للطائرة F-22 أيضاً إجراء بعض العمليات جو-أرض من خلال استبدال 4 حجرات رئيسية لقاذفات بحاملتين للقنابل.

ما علاقة الطائرة بتفجير بالون التجسس الصيني؟

لعبت المقاتلة F-22 Raptor دوراً هاماً في إسقاط بالون تجسسي يعتقد أنه تابع للصين في فبراير 2023.

وأطلقت الطائرة من الجناح المقاتل الأول في قاعدة لانجلي الجوية بولاية فرجينيا صاروخاً واحداً من طراز AIM-9X Sidewinder على البالون ليسقط على بعد 6  أميال تقريباً من الساحل في حوالي 47 قدماً تحت الماء، وفق موقع وزارة الدفاع الاميركية.

وأطلقت طائرة  F-22 Raptor صاروخ سايدويندر على البالون من ارتفاع 58 ألف قدم. وكان البالون في ذلك الوقت على ارتفاع يتراوح بين 60 ألف قدم و65 ألف قدم.

ودعمت طائرات F-15 إيجل التي كانت تحلق من قاعدة بارنز الجوية للحرس الوطني في ماساتشوستس طائرة F-22، كما فعلت ناقلات من ولايات متعددة بما في ذلك أوريجون ومونتانا وساوث ونورث كارولينا. كما ساعدت القوات الكندية في تتبع تحليق البالون.

ما الدول التي تتوفر على طائرات F-22؟

أدت التقنيات المتقدمة والخصائص السرية التي تتمتع بها طائرة F-22، إلى حظر تصديرها بموجب القانون الفيدرالي الأميركي. وعلى الرغم من الاهتمام الذي أبدته دول، مثل أستراليا واليابان وإسرائيل، لم يتم طرح طائرة F-22 للشراء الأجنبي، ما دفع هذه الدول إلى اختيار طائرة F-35 في المقام الأول.

وأعلن قادة القوات الجوية الأميركية في العام الماضي أنهم يريدون إحالة أسطول يتألف من نحو 150 طائرة من أحدث طرازات F-22 إلى التقاعد على مدى بضع سنوات بدءاً من عام 2030، مع وقف تشغيل نحو 30 طائرة تدريب قديمة في وقت مبكر من العام المقبل، وتحويل تدريب الطيارين إلى الطائرات الأحدث، وفق "تيلجراف".

ما عدد الطائرات التي وصلت الشرق الأوسط؟

قال مسؤولون أميركيون لمجلة القوات الجوية والفضائية، إن حوالي 12 طائرة F-22 وصلت إلى قاعدة في الشرق الأوسط من قاعدة إلمندورف ريتشاردسون المشتركة في ألاسكا.

وبعد أن قطعت مسافة تزيد على 5 آلاف و600 ميل بحري، عبر أميركا الشمالية والمحيط الأطلسي، وتوقفت في قاعدة لاكنهيث الجوية الملكية البريطانية، ثم عبرت البحر الأبيض المتوسط. وصلت الطائرات الأميركية إلى موطنها المؤقت في المنطقة بمساعدة طائرات التزود بالوقود.

ورفض متحدث باسم القوات الجوية المركزية (AFCENT) الإفصاح عن مكان تواجد طائرات F-22 أو أي مقاتلات أميركية أخرى في المنطقة، مستشهداً بالأمن التشغيلي.

وقالت نائبة السكرتير الصحافي للبنتاجون سابرينا سينج عن نشر طائرات F-22 في الشرق الأوسط: "يمكن أن تكون منصة دفاعية لا تقدر بثمن. فهي تضيف القدرة على المناورة، وتوفر أنظمة إضافية تسمح للقائد بالحصول على خيارات أكثر تنوعاً. وأعتقد أن هذا يرسل إشارة واضحة للغاية إلى المنطقة بأننا نريد أن نرى تهدئة التوترات. ويرسل رسالة قوية حقاً من الردع"، حسبما نقلته مجلة القوات الجوية والفضائية.

تصنيفات

قصص قد تهمك