خبراء يحذرون: إنفلونزا الطيور فيروس "سريع التطور" يقترب من إصابة البشر

time reading iconدقائق القراءة - 5
موظف حكومي يفحص الدجاج بحثاً عن علامات الإصابة بإنفلونزا الطيور في مقاطعة آتشيه الإندونيسية. 2 مارس 2023 - AFP
موظف حكومي يفحص الدجاج بحثاً عن علامات الإصابة بإنفلونزا الطيور في مقاطعة آتشيه الإندونيسية. 2 مارس 2023 - AFP
باريس-أ ف ب

حذّر خبراء من أن فيروس "H5N1"، الذي يقف وراء انتشار إنفلونزا الطيور في أنحاء العالم، يتغير بسرعة مع توجيه نداءات متزايدة لتلقيح الدواجن، لافتين إلى أنه رغم تدن الخطر على البشر، إلا أن العدد المتزايد من الحالات بين الحيوانات الثدية يعد "مقلقاً". 

وقال عالم الفيروسات ومدير مركز أبحاث أمراض الطيور التابع لمنظمة الصحة العالمية، ريتشارد ويبي، إن "فيروس إنفلونزا الطيور منذ ظهوره عام 1996، تبيّن أنه ضمن إطار الأوبئة الموسمية بشكل أساسي، لكن شيئاً ما حدث في منتصف عام 2021 جعله أكثر قدرة على التسبب بالعدوى". 

ومنذ ذلك الحين، صار الوباء سنوياً وامتد إلى مناطق جديدة، متسبباً بنفوق أعداد كبيرة من الطيور البرية إضافة إلى ذبح عشرات الملايين من الدواجن.

ولفت ويبي إلى أن أوبئة أنفلونزا الطيور تعد "الأسوأ على الإطلاق"، إذ أشرف الباحث على دراسة نُشرت نتائجها هذا الأسبوع في مجلة "Nature Communications"، وأظهرت أن الفيروس تطور سريعاً مع انتشاره من أوروبا إلى أميركا الشمالية.

وأوضح أن الباحثين أصابوا نمساً بإحدى السلالات الجديدة من إنفلونزا الطيور ووجدوا كمية "هائلة" من الفيروس في دماغه، وهذا يشير إلى أن السلالات الجديدة أكثر خطورة.

ومع أنه أشار إلى أن الخطر ما زال منخفضاً بالنسبة للبشر، لاحظ أن الفيروس "ليس ثابتاً، بل يتطور وهذا يزيد من خطر اكتساب الفيروس، وإن عن طريق الصدفة، سمات جينية تقربه من أن يكون فيروساً بشرياً".

"دلالة مقلقة" 

وما زالت حالات الإصابة البشرية، التي أدت في بعض الأحيان إلى الموت، نادرة، وعادة بعد التعامل عن قرب مع طيور مصابة، لكن اكتشاف المرض في عدد متزايد من الثدييات، بما في ذلك أنواع جديدة، يعد "علامة مقلقة حقاً"، بحسب ويبي. 

وقال ويبي إن فيروسات الطيور "ترتبط بمستقبلات مختلفة على الخلية المضيفة مقارنة بالفيروسات البشرية"، موضحاً أن الأمر سيستغرق "طفرتين أو 3 طفرات طفيفة في أحد بروتينات الفيروس حتى يصبح أكثر تكيفاً مع البشر". 

والأسبوع الماضي، أعلنت تشيلي أن ما يقرب من 9 آلاف من حيوانات أسد البحر وطيور البطريق وثعالب الماء وخنازير البحر والدلافين نفقت بسبب إنفلونزا الطيور على ساحلها الشمالي منذ أوائل عام 2023. ويُعتقد أن معظمها أصيبت بالفيروس عن طريق أكل طيور مصابة. 

وفي هذا الصدد، حذّر رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبرييسوس، في فبراير، من أن "حالات انتقال الفيروس الأخيرة لدى الثدييات يجب مراقبتها عن كثب". 

وقال رئيس قسم علم الفيروسات في "الوكالة البريطانية لصحة الحيوان والنبات" إيان براون إنه لا يوجد "دليل واضح على قدرة هذا الفيروس على البقاء في الثدييات"، مؤكداً أنه في حين تطور الفيروس ليصبح "أكثر قدرة على التكاثر في الطيور"، ما زال "غير متكيف مع البشر". 

التطعيم

ويرى ويبي أن إحدى طرق تقليل عدد حالات الإصابة بإنفلونزا الطيور وتقليل المخاطر على البشر تتمثل في تطعيم الدواجن. 

ولفت إلى أن بعض الدول، بما في ذلك الصين ومصر وفيتنام، نظمت حملات التطعيم هذه، لكن بلداناً كثيرة أخرى مترددة بسبب الخشية من فرض قيود محتملة على الاستيراد ومن عبور طيور مصابة عبر ثغرات في السلسلة.

وفي أبريل الماضي، بدأت الولايات المتحدة اختبار العديد من اللقاحات المرشحة لاستخدامها المحتمل في الطيور، وأشارت فرنسا مؤخراً إلى أنها تأمل في بدء تطعيم الدواجن هذا الخريف. 

لكن كريستين ميدلميس، رئيسة الأطباء البيطريين في المملكة المتحدة، قالت إن تطعيم الدواجن "ليس حلاً سحرياً لأن الفيروس يتغير باستمرار"، مضيفة أن الدول المترددة يجب أن تفكر في استخدامه بوتيرة أكبر.

في حين، رأت المديرة العامة للمنظمة العالمية لصحة الحيوان مونيك إلويت أن مسألة تحصين الدواجن يجب أن تكون أحد الخيارات المطروحة، مذكرة بأن "الجميع يعرف الآن أن الوباء ليس مجرد خيال، بل يمكن أن يكون حقيقة". 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات