دراسة: "السمنة المفرطة" تزيد أسباب الوفاة

time reading iconدقائق القراءة - 4
لاعبون أثناء مباراة كرة القدم في دوري Soccer of Weight وهو دوري للرجال الذين يعانون من السمنة المفرطة ويرغبون بتحسين صحتهم في المكسيك. 16 سبتمبر2017 - REUTERS
لاعبون أثناء مباراة كرة القدم في دوري Soccer of Weight وهو دوري للرجال الذين يعانون من السمنة المفرطة ويرغبون بتحسين صحتهم في المكسيك. 16 سبتمبر2017 - REUTERS
واشنطن - أ ف ب

أظهرت دراسة جديدة، الأربعاء، أن الأشخاص الذين يندرج مؤشر كتلة الجسم لديهم ضمن فئة الوزن الزائد ليسوا عرضة لمخاطر الوفاة أكثر من المصنفين ضمن فئة "السمنة المفرطة".

وتأتي الدراسة التي نُشرت في مجلة "بلوس وان" في ظل زيادة في الوزن يُعانيها السكان في الدول الغنية والفقيرة على حد سواء. ففي الولايات المتحدة مثلاً، يعاني أكثر من 70% من البالغين وزناً زائداً أو سمنة.

وأظهرت نتائج الدراسة، بحسب معديها، عيوش فيساريا، وسوكو سيتوجوتشي، من جامعة روتجرز في نيوجيرسي، أن مؤشرات أخرى كقياس توزيع الدهون الزائدة في الجسم، توفر معلومات إضافية عن وضع الشخص الصحي.

وبات مؤشر كتلة الجسم المُستخدم كثيراً في المجال الطبي، يُعتبر بصورة متزايدة أداة محدودة لتقييم الحالة الصحية للشخص.

وقال عيوش فيساريا، لوكالة "فرانس برس"، "أعتقد أن ما على الناس استخلاصه هو أن مؤشر كتلة الجسم ليس وحده المقياس السليم لوضعهم الصحي".

وأضاف أن هذا المؤشر "له فوائده" لأن "حسابه بسيط ومُتاح بسهولة"، مؤكداً ضرورة الأخذ في الاعتبار عوامل أخرى كمقاييس الخصر وكثافة العظام ومؤشر الكتلة العضلية.

وأشار إلى أن زيادة الوزن لا تزال مرتبطة بأمراض كالسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، مضيفاً "قابلت أشخاصاً مع مؤشرات كتلة جسم مماثلة لكن مشكلات صحية مختلفة".

وحللت الدراسة بيانات 550 ألف بالغ أميركي خضعوا لاستطلاع كبير بين عامي 1999 و2018، إضافة إلى قاعدة بيانات عن الوفيات تعود إلى عام 2019. وتوفي أكثر من 75 ألف شخص خلال فترة الدراسة.

وجُمعت معلومات عن مؤشر كتلة الجسم لدى المشاركين في الدراسة، والذي يُحسَب استناداً إلى وزن الشخص وطوله، وعن عوامل أخرى كالتمارين البدنية التي يقومون بها أو ما إذا كانوا من المدخنين أو إن كانوا معرضين للإصابة بأمراض مزمنة.

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يراوح مؤشر كتلة الجسم لديهم بين 25 و30 ويصنفون ضمن فئة الوزن الزائد، لم يُظهروا خطراً متزايداً للوفاة مقارنةً بمن يتمتعون بمؤشر كتلة جسم بين 22.5 وأقل من 25.

ربط بين زيادة الوزن والوفاة

وارتفع خطر الوفاة بشكل ملحوظ لدى الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة جسم أقل من 20 ومَن مؤشر كتلة جسمهم 30 أو أكثر، أي أولئك الذي يُصنفون ضمن فئة "السمنة المفرطة".

وبالتالي، فإن الشخص الذي يعاني سمنة مفرطة (مؤشر كتلة الجسم 40 أو أكثر)، ولم يدخن مطلقاً معرض لخطر الوفاة أكثر بمرتين من شخص غير مدخن ومع مؤشر كتلة جسم "طبيعي".

وفي حديث إلى "فرانس برس"، علق خبير الإحصاء الحيوي في معهد كوادرام في بريطانيا، جورج سافا، بالقول "إنها دراسة كبيرة مع عينة تمثيلية".

وكانت دراسات سابقة بينت وجود صلة بين زيادة الوزن وارتفاع خطر الوفاة. ولتفسير هذه النتائج الجديدة، أشار جورج سافا، إلى أن الأمراض المرتبطة بزيادة الوزن كارتفاع الكوليسترول أو ارتفاع ضغط الدم، يتلقى المصابون بها رعاية أفضل راهناً.

وقال "لذا، ينبغي أن ننتظر كيف سيتغير الرابط بين الوزن والوفاة مع الوقت". وأشار الأستاذ بجامعة جلاسكو في اسكتلندا، نافيد ساتار، إلى أن الرابط بين الوفاة ومؤشر كتلة الجسم "ربما لم يعد المقياس الأهم، لأن أمراضاً مزمنة كثيرة باتت تُعالَج بصورة أفضل".

وتابع "لكن نُدرك أيضاً أن الوزن كلما زاد ارتفعت مخاطر الإصابة بمشاكل صحية كالسكري والتهاب المفاصل وارتفاع ضغط الدم والفشل الكلوي"، مضيفاً أن "هذه الأمراض تضر بنوعية حياة الناس وسعادتهم. وتالياً، ينبغي التركيز أكثر على مؤشرات جودة الحياة هذه".

اقرأ أيضاً: