دراسة: أدوية علاج التهاب المفاصل قد تقي من أمراض الغدة المناعية

time reading iconدقائق القراءة - 3
تقع الغدة الدرقية في أسفل العنق أسفل تفاحة آدم مباشرة - Mayo Clinic
تقع الغدة الدرقية في أسفل العنق أسفل تفاحة آدم مباشرة - Mayo Clinic
القاهرة -محمد منصور

أفادت دراسة سويدية بأن هناك صلة مُحتملة بين الأدوية المناعية المضادة للروماتيزم المستخدمة في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي، والوقاية من أمراض الغدة الدرقية المناعية الذاتية.

وأوضحت الدراسة التي أجراها باحثون من معهد "كارولينسكا" السويدي، أن هذه الملاحظة قد تشير إلى اتجاه جديد في استكشاف فوائد هذه الأدوية، بما يتجاوز التهاب المفاصل، وربما يمتد إلى التخفيف من خطر الإصابة بأمراض الغدة الدرقية المناعية الذاتية.

والأدوية المعدلة للمناعة، بما في ذلك الأدوية البيولوجية المضادة للروماتيزم، هي أدوية تستخدم لتعديل أو تنظيم نشاط الجهاز المناعي، وتُسْتَخْدَم في المقام الأول في علاج أمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، وغيرها من الحالات الالتهابية، حيث يهاجم الجهاز المناعي عن طريق الخطأ أنسجة الجسم.

ومن المعروف أن المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي، معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بأمراض الغدة الدرقية المناعية الذاتية مثل مرض "هاشيموتو" ومرض "جريفز".

وفي حين يتم علاج المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي عادةً بأدوية تعديل المناعة، التي تؤثر على الجهاز المناعي، إلا أن هذه الأدوية نادراً ما تستخدم في أمراض الغدة الدرقية المناعية الذاتية. 

وبدلاً من ذلك، يتم علاج هؤلاء المرضى بهرمون الغدة الدرقية للتعويض عن التغيرات في وظيفة الغدة الدرقية الطبيعية التي تصاحب مرض الغدة الدرقية المناعي الذاتي.

بيانات أكثر من 13 ألف مريض

وأراد الباحثون في الدراسة الحالية المنشورة في دورية "إنترنال ميديسن"، التحقق مما إذا كانت الأدوية المناعية التي تقلل الالتهاب في مفاصل المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي، قد تقلل أيضاً من خطر الإصابة بمرض الغدة الدرقية المناعي الذاتي. 

وتشير الدراسات السابقة التي أجريت على الفئران إلى أن العلاجات المناعية المستخدمة لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي، يمكن أن تقلل الالتهاب في الغدة الدرقية، لكن المعرفة بشأن ما إذا كان هذا التأثير ينطبق أيضاً على البشر محدودة.

واستخدم الباحثون بيانات بين عامي 2006 و2018 عن أكثر من 13 ألف مريض مصاب بالتهاب المفاصل الروماتويدي وعلاجهم، بالإضافة إلى بيانات من أكثر من 63 ألفاً في مجموعة مراقبة لا يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي.

وشوهد الانخفاض الأكثر وضوحاً في خطر الإصابة بأمراض الغدة الدرقية المناعية الذاتية في المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي، وتم علاجهم بأدوية تعديل المناعة.

وبين هؤلاء المرضى، كان خطر الإصابة بأمراض الغدة الدرقية المناعية الذاتية أقل بنسبة 46% مقارنة بالمجموعة الضابطة.

وتدعم هذه النتائج الفرضية القائلة بأن أنواعاً معينة من الأدوية المعدلة للمناعة يمكن أن يكون لها تأثير وقائي على أمراض الغدة الدرقية المناعية الذاتية.

وتؤكد آثار الدراسة على أهمية استكشاف الإمكانات العلاجية المتنوعة، وقد تعيد تحديد نطاق الأدوية المعدلة للمناعة في مكافحة أمراض المناعة الذاتية بما يتجاوز تطبيقاتها الحالية في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي.

تصنيفات

قصص قد تهمك